من يكتب تاريخ «العوائل الفنية» في الكويت؟

نشر في 24-11-2025
آخر تحديث 23-11-2025 | 17:38
 حمزة عليان لن أتحدث عن سوق اللوحات الفنية في الكويت، فقد ناقشه منتدى الأديب طالب الرفاعي قبل أسبوعين حيث أفاض المحاضرون، الدكتور سليمان العسكري والفنانة ثريا البقصمي بالشرح والتحليل. 
كنت على مدى سنوات طويلة أتابع أعمال الفنانة ثريا البقصمي، سواء بالمعارض التي أقامتها أو الكتب التي أصدرتها، وفي كل مرة أكتشف أن هذه العائلة الكريمة «البقصمي» طبعت اسمها على لوحات أخذت أشكال إبداعية رائعة. 
أحدث الوجوه كانت السيدة ناهدة البقصمي، حيث تعرّفتُ على حكاياتها مع النسيج والخيوط وهي تشبه حياتنا التي لم تصل إلى نهايتها بعد.
قبل ذلك كانت للشقيقة الثالثة فريدة البقصمي عدة معارض جمعت فيها الموهبة مع حب الرسم والتشكيل الفني وشغفها به، وإن افترقت عن شقيقتها ثريا بالأسلوب لتدخل عالم الخامات المختلفة نظراً لحبها أعمال الحياكة والخياطة. 
أسرة «البقصمي» الفنية تعكس ظاهرة العوائل الفنية الموجودة في المجتمع الكويتي، وهي حالة صحية تبرز هوية البيئة التي سقت منها وزرعت فيها وكبرت حتى أثمرت.
أتذكر على عجالة عوائل فنية خرجت إلى النور في مساحات الموسيقى والفن التشكيلي والأدب منها أسرة العبدال والبوشهري والقطان والأيوبي وأمين وبهبهاني والعثمان والقطامي والعيسى وبالطبع عوائل أخرى لم تسعفني الذاكرة بتسجيلها.
جذور الحركة التشكيلية في الكويت قصة ثانية يمكن للباحث أن يجد فيها عشرات الأبحاث المعمقة ويقف عند البذرة الأولى التي نبتت في هذه التربة. 
هناك أجيال من الفنانين الذين تعاقبوا على المشهد التشكيلي ومن مدارس مختلفة وهؤلاء لهم إنتاجهم ومعارضهم وزيارة إلى المكتبة الوطنية أو الجمعية الكويتية للفنون الجميلة أو متحف سامي محمد وغيره من المتاحف تقدم لك صورة مكتملة الأركان.
ما أردت قوله إن دراسة تاريخ العوائل الفنية في الكويت أسوة ببلدان أخرى مثل الإمارات «أسرة المزروعي» ولبنان «أسرة سرسق» والسعودية «أسرة الحكيمي»، أمر مَحمود للتعرف على الأصول والنشأة والامتدادات إلى أجيال لاحقة. 
هناك أسر فنية أباً عن جد وهناك أسر بكامل أفرادها انخرطت في مجال التشكيل الفني أو الموسيقى أو الأدب بخلاف الغناء والطرب والتمثيل وهذا ليس موضوعنا.
حكايات العوائل الفنية ستقودنا إلى عوالم لم نكن ندرك ولادتها وبمن تأثرت من حولها وما قدمت وأين انتشرت؟ كما نشهد جيلاً شبابياً اتجه إلى العالمية وبات حاضراً في المسارح والموسيقى والفن التشكيلي والنحت بمدن ومعارض دولية.
شجرة أنساب العوائل الفنية قد توصلنا إلى طرق أبواب جديدة بتاريخ الفنون الجميلة في الكويت.
شعرت بالسعادة وأنا أتجول بمعرض الفنانة ناهدة البقصمي صاحبة كتاب «الهندسة الوراثية والأخلاق» وبرفقة الصديق محمد المعتوق وجولة مع منسقة المعرض السيدة مي أبوشادي.
وكما هي في الواقع ناهد البقصمي تحدثت بلغة الخيط، نسجت لوحاتها لتظهر أحلامها وهي تحاور جماليات الطبيعة على من نول خشبي مطعّم بالمسامير، لقد دخلت عالم أحبته منذ سنوات اختارت أن تتحدث فيه بلغة الخيوط لتعزف موسيقى لونية تشبه ذاتها.
back to top