اليوم العالمي للطفل... احتفال سنوي... التزام يومي
قم يا بُنَيَّ اليوم عيد
قم والبس الثوبَ الجديد
وامرح بهِ مثلَ الطيورِ اللاهية
فوقَ الروابي في الحقول الزاهيَة
من أبيات الشعر التي حلقت بروح الطفولة بقلم الشاعر أبوفراس النطافي.
فما أجمل الطفولة حين تشرق شعاعها فتشق سحب البراءة وتضيء قلوب المحيطين فتذيب القسوة والجمود وتعبر القلوب بالمودة بلا حدود. طفل يستحق يوماً عالمياً للتذكير بحقوقه والاحتفال به بشتى أقطار العالم في نوفمبر من كل عام وهو اليوم العالمي للطفل.
أُعلن اليوم العالمي للطفل في عام 1954 باعتباره مناسبة عالمية يُحتفل بها لتعزيز الترابط الدولي وإذكاء الوعي بين أطفال العالم وتحسين رفاههم. ويعتبر 20 من نوفمبر تاريخاً مهماً لأنه اعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة لإعلان حقوق الطفل في عام 1959، كما أنه كذلك تاريخ اعتماد الجمعية العامة لاتفاقية حقوق الطفل في عام 1989. ومنذ عام 1990، يُحتفى باليوم العالمي للطفل بوصفه الذكرى السنوية لتاريخ اعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة لإعلان حقوق الطفل وللاتفاقية المتعلقة بها.
في هذه المناسبة الدولية يتم التعزيز والتوعية بحقوق الأطفال وذلك لضمان تمتعهم بفرص عادلة ومتكافئة تضمن لهم بيئة آمنة وصحية. وقد أعلنت الأمم المتحدة عن هذا اليوم ليكون بمنزلة يوم عالمي تُذكّر فيه المجتمعات والدول بضرورة حماية حقوق الأطفال ودعمها وتعزيزها، كالحقوق الخاصة بالصحة والتعليم والسكن والتغذية والحرية والتعبير والحماية من العنف والإهمال والاستغلال.
وشعار هذا العام هو «يومي، حقوقي». فأما آن الأوان أن نعي بأن الطفل لم يعد كائناً صغيراً يتغنى بين الزهور ويتراقص على أنغام الدمى، بل هو فرد وجزء من المجتمع وصاحب حقوق يتحتم علينا أن نبني له بيتاً من حقوق نصونه بأقفال موصدة من الحماية والرعاية، وأن نبني له أسواراً من رفاهية ومسؤولية مجتمعية يضع أساسها كل فرد من الأسرة والمدرسة، والمجتمع، ومؤسسات الدولة! هذا اليوم يعتبر منصة عالمية للتوعية بواقع الأطفال حول العالم، وإبراز التحديات التي تواجههم.
هذا الاهتمام يجب ألا ننظر إليه بمنظار الواجب الإنساني فقط، بل كاستثمار حقيقي وجوهري في مستقبل الأمم المختلفة عن طريق وضع كل الأطفال في صميم السياسات التنموية للدولة والتي تُحقق تقدمًا مستدامًا، وتبني أجيالًا قادرة على المساهمة الفعالة في اقتصادها ونهضتها. كما يجب إلهام الحكومات والمجتمعات والأفراد للعمل يداً بيد بروح التكاتف والتكامل لضمان سماع أصوات الأطفال وتمكينهم من المشاركة وتحقيق أحلامهم والدفاع عن أنفسهم وبناء أفكارهم والتمسك بآمالهم عن طريق إقامة الورش والبرامج التدريبية والتوعية الإعلامية والتربوية والإشراك التعليمي وغيرها.
وفي هذه المناسبة، لنستذكر كل طفل عانى من فقد وجوع وتشرد وألم، ولكل دمعة نزلت على وجنة طفل بائس اتخذ من الأمل أكسجيناً يبقيه حياً وإن كان ملوثاً برماد الانتظار القاحل، لندعو لأولئك الذين فارقونا من ظلم ودهس للحقوق ولنبني عالماً ملؤه طفولة تتخذ من الحقوق منهجاً وركيزة.