من جيل حفر بالرمل والصخر

نشر في 19-11-2025
آخر تحديث 18-11-2025 | 17:26
 حمزة عليان

قصة «نظاراتي حسن» في الكويت من أروع المشاهد الإنسانية التي يمكن أن تمر عليك في حياتك.

السنة المقبلة سيحتفلون بمرور 75 عاماً على إنشاء الشركة، وجدت أن د. حسن سعادات يزدي، الذي قارب على ال 95 عاماً من حياته، ينبغي أن يكون «وجهاً في الأحداث» نظراً لرحلته المهنية، وما حققه من نجاحات على صعيد مهنة النظارات والسمعة الطيبة.

ينطبق عليه صفة الأوائل، فهو صاحب أول محل في الشارع الجديد، شارع عبدالله السالم للنظارات، وصاحب أول رخصة فحص انكسار الضوء في العين من إدارة الصحة أول الستينيات، وأول مَن صنع العدسات الطبية في الكويت، وكان الفاحص الوحيد للعين.

وكان وراء تعديل القانون في الكويت، الذي يسمح بفحص النظارات بالمحال مثل الدول الأوروبية، وبذلك سبقت الكويت دول الخليج، والفضل في ذلك يعود كما يروي د. حسن سعادات يزدي إلى الطبيب الإنكليزي «ألفن» وهو مؤسس قسم العيون في المستشفى الأميري.

هو ليس أسطورة بقدر ما هو قصة نجاح ومثابرة وتطوير، فقد بدأ بدكان ووصل اليوم إلى أكثر من 55 فرعاً، خرج إلى المحيط الخليجي والعربي، وأسس محال له في بيروت ودبي والسعودية وسلطنة عمان، ويعمل لديه نحو 450 موظفاً وفنياً وإدارياً.

جاء إلى الكويت بكفالة السيد محمد صالح بهبهاني وعمره لا يتجاوز ال 20 عاماً، تزوج عام 1955 من ابنة طهران، وأنجب أسرة كريمة تدير أعمال الشركة، واليوم نشهد أحفاده من الجيل الثالث يدخلون سوق العمل بأريحية.

يواظب على فتح ديوانه كل أربعاء يجمع الأصحاب والأحباب من كل الجنسيات، تماماً كما حال شركته التي يطبق فيها مبدأ التنوع بالجنسيات، حيث تجد وجوهاً مختلفة الأعراق والأديان.

عندما تقرأ في سيرته كيف كان يعمل 22 ساعة في اليوم من أصل 24 ساعة لكي ينجز طلبياته، وكيف كان يذهب إلى شاطئ الشويخ ليحصل على رمل البحر أو يلجأ إلى بقايا قطع الزجاج المكسور لصنع العدسات، عندئذ ستعرف أن النجاح لم ينزل عليه بالباراشوت، بل بالكد والجهد والتعب، هذا الرجل من جيل حفر بالصخر ووضع له اسماً وإرثاً لا يمحى.

back to top