قصيدة: تونس
تونس هي الأيقونةُ الخضراءُزيتونُها ونخيلُها آلاءُ
بطبيعةٍ خلاّبةٍ ومناظرٍ
يكسو مداها الحُلّةُ الفيحاءُ
وَقَفَتْ تطالعُ بحرها متوسطاً
دنيا الجَمَالِ وَمِلْؤُهَا الخُيَلَاءُ
وَبِهَا كَعَاصِمَةٍ وِلَايَةُ تُونِسٍ
عِنْدَ الخَلِيجِ ورُوحُهَا الشَّمَّاءُ
وَنَمَا بِأَذْرُعِهَا الفَسِيحَةِ عَالِمٌ
وَمُفَكِّرٌ مُتَمَكِّنٌ وَلِوَاءُ
هذا (ابْنُ خَلْدُونَ) الَّذِي أَعْمَالُهُ
حَاطَ النُّبُوغُ بِهَا وَبَانَ ذَكَاءُ
(قَرْطَاجُ) نَحْوَ الشَّرْقِ تَعْلُو رَبْوَةً
بجمالها عَصْرِيَّةٌ لَأْلَاءُ
وَتَرَى (صَفَاقِسَ) فِي الجَنُوبِ كَأَنَّمَا
هِيَ مَرْكَزٌ لِمَوَانِئ وبِنَاءُ
(القَيْرَوَانُ) وِلَايَةٌ مَشْهُورَةٌ
بِصِنَاعَةِ السِّجَّادِ حَيْثُ أَفَاءُوا
وَاحَاتُ نَخْلٍ باسقاتٌ (تَوْزَرٌ)
نَشَأَتْ وَكَانَ مَكَانهَا صَحْرَاءُ
(بالقاسم الشابيّ) أنشدَ ههنا
وبقلبه الآمالُ والعلياءُ
(سأعيشُ رغم الداءِ) أرفعُ رايتي
(كالنسرِ) ليس يطوله الأعداءُ
(بَنْزَرْتُ) فيها واحَةٌ وَطَنِيَّةٌ
تُدْعَى حَدِيقَةُ (إِشْكَلَ) الغَنَّاءُ
يا (بَاجَةَ) الخضراءِ فيكِ خصوبةٌ
إِنْتَاجُهَا خَضِرٌ وَفِيهِ نَمَاءُ
(مهديةٌ) أثريةٌ بمعالمٍ
وَبِهَا الحَضَارَةُ وَالمُنَى أَحْيَاءُ
عند الشَّمَالِ الشَّرْقِ (نا
بلُ ) جَنَّةٌ، غَلَّاتُهَا مِعْطَاءُ
يا (سُوسَةَ) الأحبابِ فيكِ سِيَاحَةٌ
وَبِهَا رِبَاطٌ رَائِعٌ وَضَّاءُ
(أَرْيَانَةُ) النَّهْضَاتِ فخرُ صِنَاعَةٍ
حَيْثُ المَلَابِسُ تَزْدَهِي وَغِذَاءُ
هَذِي المَدَائِنُ حُرَّةٌ عَرَبِيَّةٌ
يَشْدُو بِحُبِّ هَوَائِهَا الأَبْنَاءُ
صَلَّى الإِلَهُ عَلَى النَّبِيِّ المُصْطَفَى
وَتَلَقَّفَتْ صَلَوَاتِهُ الأَرْجَاءُ
وَالآلِ آلِ البَيْتِ ثُمَّ صَحَابَةٍ
نَصَرُوا النَّبِيَّ وَإِنَّهُمْ صُلَحَاءُ