PARIS MATCH مدرسة في الصحافة المصورة

نشر في 10-11-2025
آخر تحديث 09-11-2025 | 19:16
 حمزة عليان

مجلة باري ماتش (PARIS MATCH) بنت مجدها على قاعدة الصورة أولاً ثم القصة، هذا المفهوم أحدث تغييراً في نظرة القراء للصحافة المرئية.

تلقيت مجلدين كبيرين من الفنان والصديق المقيم في باريس الأستاذ بلال بصل، للمجلة التي تحتفل بمرور 75 عاماً على تأسيسها، وبهذه المناسبة طرحت المجلة صورها الفريدة في مزاد علني أجري يوم 8 الجاري بالعاصمة الفرنسية.

الصور المعروضة في المزاد وصل عددها إلى 80 صورة للبيع، وقد لاقى المعرض إقبالاً من جامعي المقتنيات والمحبين للصورة... أليست الصورة مرآة لوجودنا؟

وأنا أطالع أحداث نصف قرن تذكرت الصورة التي جمعتنا أمام بئر برقان عام 1991، وهو آخر الآبار التي تم إطفاؤها يوم 6 نوفمبر، والذي يتم الاحتفال به كيوم عالمي لمنع استخدام البيئة في الحروب، وكنت برفقة الزميل المرحوم مبارك العدواني ومع فريق إعلامي كبير، تم ترتيب الزيارة الجماعية، وذهبنا في حافلات كبيرة يتقدمنا سمو الشيخ ناصر المحمد، وفريق الإطفاء الكويتي. 

المجلة، وهي من أبرز المطبوعات في مجال التصوير الصحافي، تضاهي مجلة «LIFE»، و«LOOK»، و«National Geographic»، اشتهرت بالتقارير والاستطلاعات المصورة عن الحروب وحياة النجوم والأحداث الكبرى في العالم، استطلاعاتها تشبه إلى حد كبير استطلاعات مجلة العربي المصورة في الكويت.

أسست المجلة عام 1949، وتنقلت ملكيتها بين 4 مؤسسات إلى أن استقرت على يد رجل أعمال ناجح بمشاريعه.

مازالت إلى اليوم تصدر ورقياً، ويتراوح توزيعها بين 450 و490 ألف عدد أسبوعياً، إضافة إلى الاشتراكات ونسختها الإلكترونية التي بدأت عام 2019، وتصل إلى حاملي الهواتف النقالة.

أول صورة تصدرت غلاف عددها الأول عام 1949 كانت إلى ونستون تشرشل رسخت ثقافة الصورة الصحافية، فحينما تتكلم العدسة ببلاغة فإنها تفوق الكلمات.

 وكما كتب الأديب الروسي إيفان تورغنيف «ما يمكن أن تقوله صورة ما، لا يمكن أن يقوله كتاب في 1000 كلمة»، فالصورة هنا تعتبر توثيقاً للحظة تاريخية تطبع في الذاكرة قبل أن يُسكب الحبر عليها في المطبعة.

 في الصفحات الأولى من المجلد الفاخر الذي وصلني، رسمتْ المجلة فسيفساء نصف قرن من الزمن، كما كتب روجيه تيرون، وعالجت أحداثاً بشغف وبتحليل عميق كانت أجمل هدية لأولئك الذين صنعوا الصور والكلمات. 

أمضيت ساعات وأنا أتصفح أعداد المجلدين منذ عام 1949 إلى عام 1998، وجالت عيناي على حروب شهدها العالم من فيتنام إلى ثورة ماوتسي تونغ ورحلات الفضاء للقمر وبريجيت باردو، شريط سينمائي يمر أمامك وأنت تسبح في فضاءات الكلمة والصورة الرائعة والحية أشبه بكتاب تاريخي يحكي لك القصة والصورة.

المجلة توثيق للحياة السياسية، وفصولها المروعة والإنسانية في فرنسا والعالم، أدت دوراً محورياً بنقل أخبار القادة والفنانين والأحداث التاريخية الكبرى، هي مدرسة في الصحافة المصورة.

back to top