قصيدة: طيبة *
فَقَدْتُ صَدِيقَةَ الأَمْسِ
وَصَارَ الوُدُّ فِي الرَّمْسِ
لَكَمْ أَمْضَى بِنَا زَمَنٌ
مِنَ النَّسَمَاتِ وَالأُنْسِ
بِجَامِعَةٍ تَلَقَّيْنَا
عُلُومَ الحَرْفِ وَالأُسِّ
وَكَانَ طُمُوحُنَا العَالِي
يُزِيلُ عَوَائِقَ النَّكْسِ
وَفِي عَمَلٍ تَلَاقَيْنَا
وَكَانَ مَدَاهُ فِي الدَّرْسِ
فَكَانَ صَبَاحُنَا أَمَلٌ
فَلَا نَدْرِي عَنِ الْيَأْسِ
وَكَانَ عَطَاؤُنَا عَمَلٌ
رَهِينَ الجُهْدِ وَالْكَدْسِ
بِصَيْفٍ كَانَ مِيدَانٌ
بِرَغْمِ صُعُوبَةِ الطَّقْسِ
وَكَانَ العَزْمُ يَدْفَعُنَا
مَعَ الآمَالِ وَالشَّمْسِ
عَصَرْنَا لُبَّ طَاقَتِنَا
سَقَيْنَا العِلْمَ لِلْغَرْسِ
فَكَانَتْ صُحْبَةً جَمَعَتْ
جَمِيلَ تَعَاوُنٍ يُرْسِي
وَشَاءَ اللهُ مَوْلَانَا
لِهَذَا القَلْبِ وَالرَّأْسِ
رَحِيلاً هَادِئاً سَلِساً
كَمِثْلِ الشَّمْسِ إِذْ تُمْسِي
مَضَتْ فِي رِحْلَةٍ عَبَرَتْ
خُطُوطَ الأَرْضِ وَالمَسِّ
لَعَلَّ شِفَاءَهُ يَأْتِي
مَعَ الأَدْوَاءِ لِلنَّفْسِ
وَأَمْرُ اللهِ حِكْمَتُهُ
فَيَا لِجَلَالِهِ القُدْسِي
هِيَ الدُّنْيَا تُجَمِّعُنَا
وَيَأْتِي المَوْتُ كَالْفَأْسِ
فَسُبْحَانَ الَّذِي سَوَّى
وَأَوْسَعَ كَوْنَهُ الكُرْسِي
وَصَلَّى اللهُ مَوْلَانَا
عَلَى الهَادِي شَذَا الإِنْسِ
وَآلِ البَيْتِ، أَصْحَابٍ
هُمُ الأَجْنَادُ فِي البَأْسِ
* في رثاءِ صديقتي الدكتورة طيبة صادق