ماذا فعل الشيخ جابر العلي تجاه أهم حدث بتاريخ الكويت؟
أهم حدث بتاريخ الكويت الحديث كان يوم وقَّع حاكم الكويت الشيخ أحمد الجابر الصباح على اتفاقية امتياز التنقيب عن النفط عام 1934.
السؤال الذي لا يعرفه الكثيرون: كيف تم تدوين وتوثيق تلك المرحلة من المفاوضات التي استغرقت نحو 23 سنة (أي من عام 1911 إلى عام 1934)؟ وراء المبادرة هو الشيخ جابر العلي الصباح، وفي حينها كان يتولى منصب نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الإعلام، عندما طلب من الشخص الوحيد الباقي على قيد الحياة ومن الذين ساهموا في صنع أحداث تلك الفترة، وهو المستر أرتشيبالد شيزهولم، والذي تولى التفاوض مع الشيخ أحمد الجابر من عام 1932 إلى عام 1934 تاريخ عقد الاتفاقية.
المهمة، التي أوكلت إلى أرتشيبالد كانت واضحة، نريد كتابا توثيقيا تسجل فيه أحداث المفاوضات التي سبقت منح الامتياز، والتي امتدت من 1911 إلى 1934.
ومن وحي كلام رئيس الوزراء البريطاني وينستون تشرتشل، الذي قال «إنه لأمر مهم جدا أن نعتمد على السجلات المعاصرة الموثوق بها وعلى الآراء التي تبدى عندما يكون كل ما حولنا يكتنفه الغموض» جاء هذا المشروع التوثيقي المهم والنادر.
وعلى خلفية هذا الفهم يمكن قراءة الاهتمام بالوثائق والتقارير التي يدونها الدبلوماسيون البريطانيون، والتي اكتسبت شهرة دولية بالاعتماد عليها كمصدر ذي قيمة في كتابة الأحداث التاريخية.
اتفاقية منح الامتياز بالتنقيب عن النفط ارتبط برخاء الكويت وبدء إنتاجها وتسويقها عام 1946، والذي أحدث تغييرا جوهريا بحياة المواطن والدولة.
ما تم نشره عن المفاوضات السياسية والتجارية كان ناقصا، واحتوى على الكثير من الأخطاء، إلى أن حصل شيء أدى إلى القيام بهذا العمل. وكما يذكر المؤلف نفسه، فبعد حديث السيد يوسف أحمد الغانم الذي كان لعائلته وله شخصيا علاقة بالمفاوضات منذ سنة 1925 مع وزير الإعلام آنذاك الشيخ جابر العلي الصباح «انه لا بد من جمع ونشر المعلومات الصحيحة، لتكون مرجعا للدارسين والمؤرخين»، قرر «أبو الإعلام» تكليف المستر أرتشيبالد لكونه الوحيد الباقي على قيد الحياة من موقعي الاتفاقية ومن الذين شاركوا في المفاوضات.
البداية بالتدوين حصول المؤلف على موافقة 4 جهات:
1- سجلات شركة النفط البريطانية في لندن.
2- سجلات شركة نفط الخليج في بيتسبرغ.
3- سجلات وزارة الخارجية والكومنولث البريطانية في لندن.
4- السجلات الوطنية للحكومة الأميركية في واشنطن.
أثمرت المهمة عن كتاب صدر عام 1974 من لندن، وقام بترجمته إلى اللغة العربية حاتم عبدالغني، جمع فيه الرواية الشاملة مدعمة بالوثائق، ومن شخص معايش ومفاوض.
نقطة مهمة جدا يشير إليها المؤلف... «حكومة الكويت لم تحتفظ بأي وثائق خاصة بهذا الموضوع».
أليس في هذا العمل عبرة بأن التوثيق مهمة وطنية نبيلة تحتاج إلى من يضعها في أعلى درجات الاهتمام؟