في الصميم: إسرائيل تنتظر مَن يقدم لها الذرائع

نشر في 21-10-2025
آخر تحديث 20-10-2025 | 19:45
 طلال عبدالكريم العرب

وقف المجزرة على الغزيين تم بضغط من ترامب، فلا المؤتمرات، ولا المظاهرات في معظم دول العالم، بما فيها الأميركية، استطاعت أن توقف الوحشية الإسرائيلية، لم توقفها إلا ضغوط ترامب الهائلة على إجرام نتنياهو لرغبته الشديدة في وقف القتل من أجل مصالحه الشخصية البحتة.

في 7 أكتوبر 2023 وقف العالم الغربي كله في صف إسرائيل ضد عملية «طوفان الأقصى» الحماسية، حتى أنها حشدت أساطيلها الأميركية والإنكليزية والفرنسية قرب السواحل السورية واللبنانية تحسباً لأي عملية خارجية ضد الدولة الصهيونية، وفتحت لها خزائنها من مال وترساناتها من سلاح، لم يأت الرفض العالمي للجرائم الإسرائيلية إلا بعد تمادي إسرائيل في وحشيتها على المدنيين العزل.

الآن اتفاق وقف إطلاق النار الهش في وضع التنفيذ رغم رفض المتطرفين الصهاينة له، ورغم تعنت نتنياهو، فهو لا يزال يتمنى استكمال ما بدأه في ذلك التاريخ الأسود، للذريعة التي كان ينتظرها.

الواضح البين أن نتنياهو يبحث وينتظر أي عذر ليواصل به مجزرته ضد الغزيين المدنيين محاولاً إجبارهم على الرحيل عن غزة، ومَن غير "حماس" لتقدمها له؟ فعدم خروج "حماس" من المشهد الغزاوي ذريعة، وعدم تسليمها السلاح إلى السلطة الفلسطينية ومصر ذريعة، والإصرار على مواصلة حكم غزة ذريعة، وهي ذرائع ترامب يؤيد إسرائيل فيها.

المؤسف أن ما قامت به "حماس" من إعدامات ميدانية ضد معارضيها بحجة تعاونهم مع العدو لهي جرائم شنعاء، ومنها اغتيال السجين الفلسطيني المُحَرّر للتو هشام الصفطاوي، هذه الجرائم ضد المعارضين لها أصبحت بديلاً عن جرائم الجيش الإسرائيلي ضدهم، وهي جرائم إن استمرت فستكون وكأنها ضغط حماسي يجبرهم على هجرة غزة، وهذه أمنية إسرائيلية تحققها لهم "حماس" مرة أخرى.

اللافت أن فرق الإعدام الحماسية التي قتلت معارضيها كانوا ملثمين بملابس مهندمة وبصحة جيدة وأجسام مليئة، مستقلين عربات نظيفة ليس عليها أي علامات لغبار القصف، وكأنها خارجة من محطة غسيل رغم ندرة مياه الشرب، لا كالمجاميع الجوعى والهزيلة المحيطة بهم.

***

‏عندما ننتقد ما حصل ويحصل لغزة فهذا من حقنا كعرب، وككويتيين تحديداً، فالكويت ورغم صغر مساحتها وقلة سكانها، انطلقت منها الشرارة الأولى لحركة فتح، وشاركت في حروب 1967 و1973، وقدمت شهداء من أجل فلسطين، وساندت وساعدت الشعب الفلسطيني وفتحت له في محنته أبوابها ومدارسها ومستشفياتها، ولن يكون في واردنا المجاملات ولا جبر الخواطر، ويجب أن توضع النقاط على الحروف بعيداً عن العواطف الجياشة والشعارات الجوفاء.

‏لن ننسى جرائم نتنياهو، ويجب محاكمته كمجرم حرب، ولن ننسى خطيئة من قدم الذرائع لنتنياهو على طبق من ذهب ليرتكب بها جرائمه. ونكرر ونقول، لا نريد أن نرى علامات نصر زائفة، ويجب ألا يفلت من الحساب من كان سبباً في نكبة العرب الثانية.

back to top