قصيدة: السودان
وَالْيَوْمُ رِحْلَتُنَا إِلَى السُّودَانِ
بَلَدِ الحَفَاوَةِ وَالهَوَى الرَّيَّانِ
أَرْضُ المَحَبَّةِ كَمْ بِهَا مِنْ سَاكِنٍ
سَكَنَتْ إِلَيْهِ الرُّوحُ بِالإِيمَانِ
دَخَلَتْ إِلَى الإِسْلَامِ مُنْذُ ظُهُورِهِ
وَتَضَافَرَتْ مَعَ مِصْرَ كَالإخْوَانِ
بِحَضَارَةٍ وَثَقَافَةٍ وَتَعَدُّدٍ
تَعْتَزُّ بِالتَّارِيخِ عَبْرَ زَمَانِ
عَادَاتُهُمْ قَبَلِيَّةٌ عَرَبِيَّةٌ
هُمْ إخْوَةٌ مِنْ سَالِفِ الأزمان
سُودَانُ شَاسِعَةُ النِّطَاقِ بِأَرْضِهَا
بِمُحِيطِهَا فِي قَارَّةِ الأَفْنَانِ
هِيَ أَكْبَرُ الدُّولِ الكِبَارِ مِسَاحَةً
بِمَوَارِدٍ وَمَصَادِرِ العُمْرَانِ
هِيَ سَلَّةٌ لِغِذَاءِ أَقْصَى عَالَمٍ
لِغَنِيِّهَا وَفَقِيرِهَا وَالعانِي
مَرْمُوقَةٌ بِمِيَاهِهَا وَتِلَالِهَا
بِمَنَاظِرٍ مَوْفُورَةِ الأَلْوَانِ
صَحْرَاءُ نُوبَةَ بِالحَصَى مُمتَدَّةٌ
تَبْدُو التِّلَالُ بَدِيعَةً لِعِيَانِ
وَهُنَاكَ حَوْضٌ وَاسِعٌ بِجَنُوبِهَا
دَارْفُورُ عَالِيَةٌ عَلَى الأَرْكَانِ
وَالقُطْنُ فِي السُّودَانِ يُزْرَعُ وَفْرَةً
وَالْفُولُ صِنْوُ السِّمْسِمِ السُّودَانِي
وَهُنَاكَ أَنْعَامٌ تَسِيحُ بِأَرْضِهَا
تَرْعَى وَتَسْرَحُ فِي جَنَى الغَيْطَانِ
لِلصَّيْدِ عِندَ النِّيلِ أَقْدَمُ قِصَّةٍ
بِحِرَابِهِمْ بِعَزِيمَةِ الشُّجْعَانِ
فَالنِّيلُ فِي السُّودَانِ يَسْقِي أَهْلَهَا
بِالمَاءِ لِلأَرْضِينَ وَالسُّكَّانِ
فَهُنَاكَ نِيلٌ أَزْرَقٌ وَهُنَاكَ نِيـــ
لٌ أَبْيَضٌ وَهُنَاكَ حَوْضٌ دَانِي
خُرْطُومُ فِيهَا المُلْتَقَى لِلرَّافِدَيْـــ
ــنِ يَصُبُّ فِي أَرْجَائِهَا النِّيلَانِ
وَيَشُقُّ نَهْرُ النِّيلِ مَجْرَاهُ إِلَى
جِهَةِ الشِّمَالِ بِرَوْنَقٍ مُزْدَانِ
هَذِي هِيَ السُّودَانُ دَارُ أَصَالَةٍ
وَطَهَارَةٍ فِي عُمْقِهَا الإِيمَانِي
صَلَّى الإِلَهُ عَلَى النَّبِيِّ المُصْطَفَى
الأَحْمَدِ المَبْعُوثِ بِالقُرْآنِ
وَالآلِ آلِ البَيْتِ عِتْرَتِهِ الَّتِي
بِمَوَدَّةِ القُرْبَى وَبِالإِحْسَانِ
شعر: ندى السيد يوسف الرفاعي