قصيدة: الزمخشري

نشر في 05-10-2025
آخر تحديث 04-10-2025 | 18:16
 ندى يوسف الرفاعي

طوبى زمخشرُ، في ثراكِ الأطهرِ

وُلدَ الإمامُ الألمعيُّ العبقري

أمضى حياةَ الفقرِ دون تذمُّرٍ

بغَناءِ نفسٍ في الزمانِ الأصفرِ

كشَّافُهُ تفسيرُ آياتِ الهدى

وبفضلهِ انتفعَ المحبُّ المُشتري

وهو الأديبُ وشاعرٌ موسوعةٌ

في العلم والأخلاق نابغةٌ ثَرِي

بالفكرِ جارُ الله قد عبَرَ المدى

وعلومُهُ سارت وراءَ الأبحُرِ

عربيةٌ فصحى بها عُرف الفتى

بعطائهِ الممدوحِ والمُتبحِّرِ

رجلُ الفصاحةِ والبلاغةِ والنُّهى

بمعارفٍ فاقت فضاءَ المُشتري

إتقانُهُ مَجدٌ مُجِدٌّ باهرٌ

إعرابُهُ جُهدُ النبيهِ المُبصرِ

(فمُفصَّلٌ في النحو) ثم (حقائقُ الـ

تنزيلِ) صنَّفَها بعزمِ الأجدرِ

أطواقُهُ ذهبٌ مُصفَّى صاغها

ورسائلٌ بنبوغهِ المُتستِّرِ

ميزانُ نحوٍ صائبٌ متمكِّنٌ

ميزابُ علمٍ في الورى والمعشرِ

بدراسةٍ وحصافةٍ من طبعهِ

بخصائص من فكره المتنورِ

شَرَحَ القواعدَ وامتطى ظهرانَها

بَسَطَ المبادئَ كالبساطِ الأخضرِ

مصباحُ ظلٍّ في مسارات السُّها

مفتاحُ ذاكرةٍ لكلِّ مُفكِّرِ

بابُ الدرايةِ والروايةِ بابُهُ

بتكاملٍ وتواضُعِ المُستصغرِ

متواضعٌ مُتبسِّطٌ في نُصحِهِ

صعدَ المنابرَ كالمُقِلِّ المُدبِرِ

تركَ المباهجَ في الحياةِ لأهلها

ليعيشَ للعلمِ المفيدِ المُثمرِ

صلى الإلهُ على النبيِّ المصطفى

كَشَفَ الدياجي بالعطاءِ الأنورِ

والآلِ آلِ البيتِ عِترتِهِ هُمُ

حبلُ النجاةِ لسوء يوم المحشَرِ

والصحبِ من أهلِ الفداءِ فإنهم

نصروا وآووا دون أيِّ تأخُّرِ

شعر: ندى السيد يوسف الرفاعي

back to top