«البحوث والدراسات الكويتية» يوثّق عهد الشيخ أحمد الجابر الصباح

بعد ما يزيد على 4 سنوات من البحث المتواصل والمراجعة والتدقيق، خرج كتاب «الشيخ أحمد الجابر الصباح ــ نشأته وأحداث عهده وإنجازاته» عن حياة رجل امتد حكمه نحو 30 عاماً، هو الشيخ أحمد الجابر، والصادر حديثاً عن مركز البحوث والدراسات الكويتية للباحث علي غلوم الرئيس، الذي سبق له أن أصدر كتاباً ثميناً عن عهد المرحوم الشيخ عبدالله السالم.

حرص الباحث على أن يقدّم صورة شاملة عن الحياة في الكويت، كما جاء في تصدير الكتاب للدكتور عبدالله الغنيم، رئيس مركز البحوث إبان حكم الشيخ أحمد الجابر، مدعوماً بالصور والوثائق والنادر منها، الذي ينشر للمرة الأولى، ليصدر كتاب وثائقي بـ 610 صفحات.

التجميع والبحث الذي قام به المؤلف علي غلوم من داخل الكويت وخارجها لجأ إلى استخدام مجموعتين من المحفوظات الخاصة، التي يقتنيها من وثائق وصور لم يسبق نشر معظمها في كتب التاريخ.

الباحث علي غلوم الرئيس يقدم في الكتاب صورة شاملة عن الحياة بالكويت في عهد الشيخ أحمد الجابر

ويشير مؤلف الكتاب إلى أن حقبة الشيخ أحمد الجابر شهدت منذ توليه الحكم حتى وفاته تحديات صعبة، مثل مؤتمر العقير والمسابلة وكساد التجارة العالمي وسنة الهدامة الأولى على الكويت، لكن على الرغم من كل هذه المصاعب التي واجهها، فإنها لم تمنعه من ممارسة دوره الأساسي في العمل من أجل إسعاد شعبه، فارتبط عهده بعدة تطورات على صُعد مختلفة، منها إنشاء المدارس والنوادي الأدبية والمجالس السياسية «الشورى والتشريعي» ودائرة المعارف والمجلس البلدي ودائرة الشرطة والأمن العام والمالية والصحة والأوقاف والأيتام.

وشهدت التقارير البريطانية له بأنه أدار بلاده بكثير من الاقتدار والنجاح.

اتفاقية شركة السيارات الكويتية

الكتاب من الحجم الكبير وبطباعة فاخرة بذل فيها د. الغنيم والعاملون معه جهوداً متواصلة حتى يخرج بحُلّة جميلة وفاخرة.

وثائق وصور

يحتوي كتاب «الشيخ أحمد الجابر الصباح... نشأته وأحداث عهده وإنجازاته» على 5 فصول من البدايات، حيث الحوادث السياسية والاجتماعية التي وقعت في عهده، إلى أبرز الإنجازات التي تحققت، إلى زياراته الخارجية وعلاقاته بالدول الأخرى، وأخيراً فصل خاص عن وفاته وما قيل في رثائه.

المصرف الإمبراطوري الإيراني في الكويت

ومع كل نهاية فصل من الفصول الخمسة، أفرد ملحقاً غنياً بالوثائق والصور الرائعة.

4 سنوات من البحث والمراجعة والتدقيق لإصدار كتاب وثائقي في 610 صفحات

حشد المؤلف قائمة بالمراجع والمصادر، التي أغنت الوقائع والعرض، ومنها 86 كتاباً و25 مجلة وصحيفة والاستعانة بأرشيف مركز البحوث والمكتبة البريطانية و9 مراجع من المجلات والتقارير الأجنبية باللغة الإنكليزية.

إنجازات تحققت في عهده

سوف نسلّط الضوء على ما تضمنه الفصل الثالث من الكتاب، الذي جاء تحت عنوان «الإنجازات التي تمت في عهده».

وثيقة مهمة صادرة عن التموين

يُعد عصر الشيخ أحمد الجابر عهد التنظيم الإداري للدولة، ففيه تم إنشاء الدوائر الحكومية المختلفة التي كانت بمنزلة الوزارات في المصطلح الحديث، كانت البداية بدائرتي المحاكم والبلدية (1930م)، والمعارف والصحة (1936م)، والمالية والأمن العام والشرطة (1938م)، والأشغال العامة (1945م)، والأوقاف (1948م) والأيتام (1949م).

منارة إشعاع ثقافي

وفي عهده تعددت المدارس النظامية وتنوعت، وتم استقدام المعلمين من بعض الدول العربية المتقدمة، وأصبح التعليم مجانياً، وتم إرسال البعثات الدراسية إلى الخارج، وتم إنشاء بيت الكويت في القاهرة عام 1945م، الذي كان بمنزلة سفارة كويتية ومنارة إشعاع ثقافي من خلال الندوات التي كان يعقدها، والأساتذة والعلماء الذين عقد صلاته بهم، سواء من مصر أو من خارجها. وتشهد مجلة البعثة التي صدرت عام 1946م بما أداه ذلك البيت «المؤسسة» من تعريف بالكويت وتعميق الصلة برجالها ومؤسساتها المختلفة.

وفي عهده نشأت بعض المؤسسات الثقافية، منها النادي الأدبي والمكتبة العامة، وصدرت 3 مجلات أدبية، هي الكويت، والبعثة وكاظمة.

وفي عهده بدأت تباشير النفط وإيراداته، فتنامى العمران، وتحسنت أسواق المدينة وطرقها، وبدأت زراعة الأشجار على جانبَي الطرق. وقد جاء في تقرير المعتمد البريطاني في الكويت عن عام 1933م، أنه «تم الحفاظ على التحسين العام والمعايير العالية للنظافة والصرف الصحي التي خططت السلطات البلدية لتحقيقها منذ 3 سنوات، ويعتقد أن الكويت اليوم هي أنظف مدينة في الخليج بأكمله، وتتقدم بكثير على البصرة والمحمرة في هذا المجال، وإنها بالتأكيد الأكثر صحة من بين جميع المدن الواقعة بين كراتشي وبغداد».

الكتاب يتضمن صوراً ووثائق لم تُنشر من قبل لمرحلة حُكم امتدت 30 عاماً

وفي عهده تم الاهتمام بصحة المواطنين واستقدام الأطباء والممرضين المختصين، وأنشئ المستشفى الأميري، الذي كان أول مستشفى حكومي على مستوى يضارع المستشفيات العالمية في خدماته وتجهيزاته الطبية.

وفي عهده نشأ عدد من الشركات المساهمة التي كان لها أثرها في خدمة المجتمع وتطوره، مثل دخول الخدمة الكهربائية من خلال شركة كهرباء الكويت، فتمتع الأهالي بميزات الخدمات الكهربائية لأول مرة، وأنيرت الأسواق والطرق، ويسّرت السبيل أمام كثير من الأعمال، وازداد استخدام الهاتف ووسائل الاتصال الأخرى بين الكويت وغيرها من الأقطار، وأنشئت شركة الماء، وكان توفيره والحصول عليه من الهموم الكبيرة التي كانت تشغل الناس، فيسّرت تلك الشركة هذا الأمر وقدّمت خدماتها - بتوجيه من سمو الحاكم - بتكلفة لا تثقل كاهل المواطن.

وفي عهده انتظمت حركة الطيران إلى الكويت بعد هبوط أول طائرة ركاب بريطانية متجهة إلى الشرق في أواخر شهر أكتوبر عام 1932م، وأصبح لدى الكويت خدمة بريدية منتظمة كانت تحظى بشعبية كبيرة بين الأوروبيين والعرب على حد سواء.

وتم افتتاح أول بنك في الكويت، وذلك في شهر فبراير 1942م، ولا يخفى على القارئ أثر ذلك في الحركة التجارية والاقتصادية، وتيسير أعمال الحوالات وتنشيط الاستثمار.

أحمد الجابر واجه تحديات صعبة لم تمنعه من إسعاد شعبه

تلك هي إضاءات سريعة وموجزة عمّا تم في عهد سمو الشيخ أحمد الجابر الصباح، مع بيان بالوثائق والصور التي يُنشَر كثير منها لأول مرة في هذا الكتاب، وتتضمن نماذج من المراسلات والمطبوعات التي سادت في تلك الحقبة التاريخية.

• دائرة المحاكم... وهي محاكم شرعية وأخرى مدنية مقرها وسط السوق بجوار شارع المباركية.

• دائرة البلدية... صدر قانون إنشائها بتوقيع الشيخ أحمد الجابر عام 1932 وأول رئيس لها كان المرحوم الشيخ عبدالله الجابر عام 1930، وأول مدير لها المرحوم سليمان العدساني.

• دائرة المعارف... أنشئت عام 1936 بعد اقتراح قدّمه 80 شخصاً من أهل الكويت إلى الحاكم وزيادة النسبة الجمركية 0.5 بالمئة لمصلحة التعليم وبدورها أنشأت مطبعة المعارف.

• دائرة الصحة العامة... أسست عام 1936، وأول عمل قامت به افتتاح أول مستوصف حكومي مجاني بالكويت، وكان مقر الدائرة في البداية منزل الحاج إسماعيل معرفي في منطقة شرق ومن أعمالها إنشاء المستشفى الأميري.

• دائرة المالية تولى رئاستها الشيخ عبدالله السالم الصباح ومديرها السيد أحمد عبداللطيف حمدي.

• دائرة الأمن العام... أسست عام 1938 برئاسة الشيخ علي بن خليفة بن عبدالله بن صباح الثاني، ونائبه الشيخ عبدالله المبارك.

• دائرة الشرطة... تم تشكيل قوة الشرطة عام 1938 وتعيين غانم بن صقر مديراً لها.

• دائرة الأيتام... أسست عام 1939.

• دائرة التموين... أسست عام 1942 (لجنة تموين) سلّمت إدارتها الى عبدالله إسحق.

• دائرة الأوقاف... أسست عام 1948 وعيّن مديراً لها السيد عبدالله العسعوسي، والكاتب عبدالرحمن الشايجي.

• شركة السيارات الكويتية نتج عنها اتفاق امتياز سير السيارات البرية في حدود الكويت والبريد وطريق السيارات وموضوع الأجانب والغزو وحمل السلاح وسائقي السيارات.

• مطار الكويت عام 1929 هبطت طائرة خاصة قادمة من مصر خارج السور قرب بوابة الشعب، وفيها السيد عبدالرحمن القصيبي، وفي عام 1932 أصبحت الكويت محطة لطائرات الخطوط الجوية الامبراطورية.

• شركة كهرباء الكويت... أسست عام 1932 وتحولت هيئة إدارة شركة الكهرباء الكويتية.

• شركة حمال باشي (شركة النقل والتنزيل) عام 1935.

• امتياز شركة نفط الكويت المحدودة عام 1934، وحفر أول بئر في منطقة بحرة.

• شركة ماء الكويت المحدودة.

• المصرف الإمبراطوري الإيراني 1941.

• المكتبة الأهلية افتتحت عام 1922 أسست في ديوانية بيت ابن عامر في محلة «عنزة» بالقرب من دروازة العبدالرزاق.

• النادي الأدبي عام 1923، وأسندت رئاسة الشرف إلى الشيخ عبدالله الجابر.