قصيدة: حَليمَةُ السَّعْديَّة
مِنْ نِسَاءِ السَّعْدِ بُشْرَاهَا الْحَضِينَةْ
إِذْ حَظَتْ فِي دُرَّةِ الدَّهْرِ الثَّمِينَةْ
أَرْضَعَتْهُ بِحَنَانٍ غَامِرٍ
وَرَعَتْهُ مِثْلَمَا الْأُمِّ الْأَمِينَةْ
أَقْبَلَتْ مَهْلاً إِلَى أُمِّ الْقُرَى
إِنَّهَا السَّعْدَاءُ بِالنُّورِ الْقَمِينَةْ
دَخَلَتْ مَكَّةَ فِي رَكْبٍ لَهَا
دَابَّةٌ عَجْفَاءُ هَزْلَى وَوَهِينَةْ
لِغِنَى الدَّهْرِ أَتَتْ لَمَّا سَعَتْ
تَرْتَجِي طِفْلاً مِنَ أبناءِ الْمَدِينَةْ
فِي الْتِمَاسٍ لِرَضِيعٍ أوتيَت
بِالْيَتِيمِ الْهَاشِمِيِّ ذِي الْمَعُونَةْ
أَيُّ خَيْرٍ أَيُّ فخرٍ أُعطيَت
حِينَ ضَمَّت تلكمُ الْبُشْرَى الكَمِينَةْ
خَرَجَتْ تَعْدُو به في خفّةٍ
أَسْرَعَتْ فِي سَيْرِهَا تِلْكَ الظَّعِينَةْ
حِينَذَاكَ مَوْكِبُ الْمَجْدِ احتفى
بَعْدَ فَقْرٍ هَبَّتِ الرِّيحُ الْمُعِينَةْ
بَرَكَاتُ النُّورِ عَمَّتْ خُضْرَةً
تَمْلَأُ الْأَرْجَاءَ وَالْأَرْضَ الرَّكِينَةْ
كَثُرَ الرِّزْقُ وَدَرَّتْ وَفْرَةٌ
بَعْدَ جَدْبٍ صَارَتِ الشَّاةُ سَمِينَةْ
شَرَفُ الدُّنْيَا نَمَا فِي حِجْرِهَا
هِيَ كَانَتْ أُمَّهُ الْأُخْرَى الضَّمِينَةْ
عَاشَ فِي أَحْضَانِهَا فِي نُزْهَةٍ
فِي الْبَرَارِي حَيْثُمَا عَيْشُ الْخُشُونَةْ
كَانَ طِفْلاً سُلَّمَ الطُهرِ ارتقى
مَا بَدَتْ مِنْهُ كَأَطْفَالٍ، رُعُونَةْ
بعد شقِ الصدرِ عادت بابنها
جَزِعَتْ إِذْ صَارَتِ الرُّؤْيَا الْمُبِينَةْ
فبحبٍّ أسكنته قلبَها
حَفِظَتْهُ مِثْلَمَا الدِّرْعِ الْحَصِينَةْ
نَعِمَتْ مُرْضِعَةٌ قد قدمت
سَبَقَ الْإِحْسَانِ بِالنَّفْسِ الرَّصِينَةْ
وَصَلَاةُ اللَّهِ فِي كُلِّ المَدَى
تَغْمُرُ الْمَبْعُوثَ بِالذِّكْرَى الْمَصُونَةْ
هُوَ بَابُ الله مِفْتَاحُ الْعُلَا
لَيْسَ مِنْ بَابٍ إِلَى الرحمن دُونَهْ
رَحْمَةُ الرَّحْمَنِ عَمَّتْ خَلْقَهُ
سَيِّدُ الْأَبْرَارِ رُبَّانُ السَّفِينَةْ
شِعر: نَدَى السَّيِّد يُوسُف الرِّفَاعِي