في الصميم: هل يصحو ضمير «فيفا»؟

نشر في 09-09-2025
آخر تحديث 08-09-2025 | 19:12
 طلال عبدالكريم العرب

ما إن اجتاحت روسيا الأراضي الأوكرانية حتى انتفض الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) انتفاضة مضرية، بعد أربعة أيام فقط وطردها - وهي الدولة العظمى - من المشاركة في مباريات كأس العالم. أما إسرائيل، البلد المحتل لفلسطين، الظالمة لشعبها، التي تُقتِّل في الشعب الفلسطيني يومياً، وتقصفه بكل ما بيدها من سلاح أميركي وغربي، مدمرة ومُنَكّلة فيه بوحشية لم تفعلها حتى النازية ضد اليهود، ومع هذا فضمير «فيفا» ظل نائماً نومة أهل الكهف، فلم يحرّك ساكناً ولم يسجّل حتى أي موقف إنساني تضامناً مع ضحايا إسرائيل.

الصديق العزيز مالك تيّم، من رام الله، أرسل إلي يعلمني أن هناك الآن حملة شعبية عالمية موجهة إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم، والاتحاد الأوروبي لكرة القدم، وإلى جميع الاتحادات والفرق الوطنية لدعم مجموعة من مدربي كرة القدم الإيطاليين الشرفاء المتضامنين مع الشعب الفلسطيني، يطالبون فيها «فيفا» بتعليق مشاركة إسرائيل في كأس العالم كما فعل مع روسيا.

الحملة الشعبية الدولية أرسلت هذا البيان إلى «فيفا»: «نحن مواطنون ومواطنات من مختلف أنحاء العالم، نحثكم على تعليق مشاركة إسرائيل في كأس العالم إلى أن توقف حكومتها حرب الإبادة، وتُنهي احتلالها واستعمارها لفلسطين، وتحترم القانون الدولي».

ولا شك في أن نجاح هذه الحملة الشعبية سيعزز من عزلة دولة الصهاينة أمام العالم، هذا إذا ما صحا ضمير «فيفا»، وانصاع لمطالب تلك الحملة النبيلة فستكون رسالة قوية وعادلة من دون محاباة ولا تحيّز لكل دولة ترتكب إبادة جماعية بمنعها من المشاركة في كل الأنشطة والأحداث العالمية.

***

الحقيقة أن ما ترتكبه إسرائيل مع الفلسطينيين من وحشية فاق كل تصور، ما تفعله هو تصفية عرقية حقيقية ضد أصحاب الأرض، إنها إبادة جماعية متعمدة لا يقبل بها إلا فاقد الضمير والإنسانية، إنها جريمة انتظرتها إسرائيل مُتَحَيّنَة أيّ فرصة للقيام بها، وقد حانت لها في 7 أكتوبر 2023، ذلك التاريخ الأسود، وشجّعها على مواصلة جرائمها ذلك العناد القاتل الذي لم يؤدِّ ولن يؤدي إلا إلى تبرير مواصلة جرائمها.

فالمأساة تتفاقم، ولن تتوقف حتى لو سلّمت «حماس» كل الرهائن الإسرائيليين، وحتى لو تخلّت عن هيمنتها على غزة، فقد فات أوان أي اتفاق أو تنازلات، فإسرائيل لن تتوقف عن جرائمها حتى تنتهي مما خططت له وانتظرته منذ سنوات، وليس هناك من قوة تستطيع لجْم جرائمها غير أميركا، هذا إذا ما صحا ضميرها، فهل هناك من أمل في صحوته؟!

***

«فيفا» اختلت مكاييله، ومات ضميره وإنسانيته بعنصرية واضحة للعيان، وبان للعالم كم هو انتقائي، وكم هو مسيّس صهيونياً. العالم الحر في انتظار صحوة ضميره، وفي انتظار انتفاضة لنصرة فلسطين أسوةً بأوكرانيا، فهل يستجيب إلى مطلب الحملة الشعبية العالمية، أم يخضع للمزاج السياسي المُلَوِّث للحركة الرياضية العالمية؟

هذه روابط الحملة الشعبية الموجهة إلى «فيفا»، لمن أرادها:

https://secure.avaaz.org/campaign/ar/ban_israel_from_the_world_cup_loc_al_ar/؟whatsapp

Or: [email protected]

Or: https://avaaz.org/

back to top