قصيدة: جلال الدين السيوطي
السيوطيُّ الجلالُ العالِمُ
بحرُ علمٍ مُستفيضٌ عائمُ
فإمامٌ وأديبٌ حافظٌ
وفقيهٌ شافعيٌّ ناظمُ
أنفقَ العمرَ مُجِداً كاتباً
وهْو للفكرِ أريبٌ جارمُ
كم له من ثروةٍ علميةٍ!
هي كنزٌ للبرايا قادمُ
كُتُبُ العلم الفضيلِ المُقتدى
تاه عشقاً في هواها الفاهمُ
نشأ الطفلُ يتيماً إنما
حفِظَ القرآنَ وهو العازمُ
عاش عصراً فيه أعلامُ الهدى
دأبهم في العلمِ عقلٌ حاكمُ
غرفَ العلمَ غزيراً ثابتاً
إنما العلمُ وعاءٌ زاحمُ
ثم شقَّ الدربَ يبغي سفراً
فبقاعُ الأرضِ فيها الداعمُ
للعلومِ النافعاتِ للنُّهى
غُنيةٌ كبرى ولُبٌّ سالمُ
ثم عانى من خصومٍ إنما
هو في الردِّ حكيمٌ حاسمُ
وخلا بالنفسِ في روضتهِ
نَهِمٌ ومُستزيدٌ غانمُ
قاطَعَ السُّلطةَ وانكبَّ على
جوهرِ التأليفِ فهو اللازمُ
عاملاً معتزلاً في دارهِ
وهو للعلمِ محبٌّ خادمُ
هؤلاءِ القومُ هم في سعيهم
أنجمٌ ضاءتْ وإرثٌ عاصمُ
قدَّموا للعلمِ لُباً يانعاً
لم يزل نعْمَ العطاءُ الراحمُ
تركوا الدنا فنادى مجدُهُم
أنتم المجدُ الجليلُ القادمُ
فلهم طوبى ونُعمى إذ هُمُ
فخرُ أجدادٍ وجاهٌ عارمُ
وصلاةُ اللهِ تغشى المصطفى
إنه النورُ الجليلُ الخاتِمُ
ثم آلٍ ثم صحبٍ إنهم
مَثَلٌ للصدقِ بَرٌّ دائمُ