في الصميم: خطوة تعليمية مستحقة

نشر في 15-07-2025
آخر تحديث 14-07-2025 | 18:35
 طلال عبدالكريم العرب

خطوة تعليمية وعلمية مُستحقة طال انتظارها، جاءت بإعلان ديوان الخدمة المدنية اعتماده علاوة التخصص النادر للمعلمين الكويتيين والخليجيين. فمن دون تلك الحوافز المادية والمعنوية والوظيفية للتخصصات لن تكون هناك أعداد كافية تغطي احتياجات تلك المواد الدراسية.

التخصصات النادرة صعبة، وهي تاريخياً طاردة، لغياب الحوافز، والتمييز بينها وبين التخصصات الأخرى، والدلالة على ذلك نُدرتها بين الكويتيين تحديداً، ومَنْ يلومهم على عزوفهم عنها وهم في نهاية المطاف سيتساوون في رواتبهم وعلاواتهم وترقياتهم مع مَنْ اختار التخصصات الهيِّنة السهلة. هذا الوضع زاد من تكدُّس مدرسين في تخصصات لا حاجة لها، ونُدرتهم في تخصصات الكويت في أمسِّ الحاجة لها.

توجُّه ديوان الخدمة المدنية هذا يُعد تطوراً يُشكر عليه، وهو تحوُّل كبير في طريقة نظر المسؤولين نحو مستقبل الكويت العلمي والتعليمي، وقد حان الوقت أيضاً ليتحوَّل الاهتمام بشكلٍ جدِّي وجذري، وبأسرع وقت، فهو ثمين، نحو اتخاذ خطوات أكثر تقدُّماً، وهي أن يُولي اهتماماً كبيراً بحوافز مُجزية للمعلمين الأكثر كفاءةً وعلماً وعطاءً وابتكاراً.

وهناك إحصائية رسمية تكشف عن مدى النقص في التخصصات النادرة لمراحل دراسية مختلفة، وتبيِّن الفجوة الكبيرة بين الحاجة لها وبين ما هو متوافر من الكويتيين فيها، فمثلاً في المرحلة الثانوية عدد مدرسي الرياضيات الذكور هو 35 من أصل 706، وفي الفيزياء 29 من أصل 417، وفي الكيمياء 40 من أصل 545، وفي الأحياء 75 من أصل 348، والفجوة الكبيرة موجودة في بقية التخصصات، وفي كُل المراحل الدراسية، واستقطاب الكفاءات الوطنية والخليجية في التخصصات التعليمية ذات الحاجة عن طريق تحفيزها إجراء مستحق.

نتمنَّى أيضاً أن تتخذ الحكومة خطوات جدية وسريعة ترمي إلى تشجيع الشباب الكويتيين على العمل اليدوي والتكنولوجي عن طريق حوافز مجزية ومُغرية، فليس من العدل أن يُعامل مَنْ يبذل الجهد العقلي والبدني، والإنجاز الفعلي، كما يُعامل مَنْ يجلس وراء المكاتب الوثيرة والغرف المكيَّفة، فكل الدول الصناعية والمتقدِّمة تعتمد كُلياً على هذه الشريحة العاملة في المصانع والورش.

فالواجب يحتّم أن تتوافر معاهد وكليات علمية وتكنولوجية متخصصة في كل المجالات، وأن توجه مخرجاتها إلى مختبرات وورش ومصانع تُقام خصوصاً لها، فمن دون هذا التوجُّه، ومن دون التشجيع والاحتضان الرسمي لن تتحوَّل الكويت إلى دولةٍ منتجة تنموية بسواعد أبنائها.

back to top