قصيدة: الجُنَيدُ البغدادي

نشر في 13-07-2025
آخر تحديث 12-07-2025 | 17:17
 ندى يوسف الرفاعي

تاجُ المعارفِ شيخُها البغدادي

سَنَدُ الطريقِ مُعينُها بالزادِ

سُئل الجنيدُ عن المُحِبِّ فذرَّفتْ

عيناهُ، قال: هو المريدُ الصادي

حمداً لمنجي الخلقِ من أوهامهم

حيثُ الجهالةُ ذُروةُ الإفسادِ

فاللهُ زيَّنَ دينَهُ لعبادِهِ

أجلى بصائرَهم بنورِ قيادِ

واللهُ شرَّفَ بعضَهم بولايةٍ

حين اجتباهم للهدى برشادِ

صفَّى ضمائرَهم وطهَّرَ سرَّها

وبهِمَّةٍ عُلْويةِ الإمدادِ

حلَّاهمُ بسكينةٍ بخضوعهم

لهُداهُ في الأقدارِ والإشهادِ

بَعُدُوا عن التيهِ البغيضِ تعصُّباً

وتوجَّهوا لله دون رُقادِ

تبِعوا النبيَّ وآلهِ وصحابةٍ

بمسالكِ الإبصارِ والإسعادِ

صاروا أئمةَ أُمَّةٍ ودُعاتَها

للخيرِ والأذكارِ والأورادِ

منهم كميلُ القومِ قدوةُ وقتهِ

وملاذُ مَن لجؤوا لنيلِ مُرادِ

شيخُ الفوائدِ والفرائدِ مرجعٌ

قطبٌ منيرٌ ذائعٌ ببلادِ

هو رائدٌ للعلمِ في آفاقهِ

علَّامةُ التوحيدِ في بغدادِ

قد فاق أهلَ العصرِ في آفاقهِ

إذ صار مدرسةً من الإرشادِ

طاووسُ أهلِ العلمِ في أحوالهم

وكبيرُ طائفةٍ من الأوتادِ

بعبادةٍ شُغلَ الفتى، فقيادةٌ

حتى تبوَّأَ سُدَّةَ الإرشادِ

لقيَ الفطاحلَ ناهلاً من علمهم

في الفقهِ والتخريجِ والإسنادِ

نشرَ التصوُّفَ حولَه صَفْواً فلا

شطحٌ ولا عيشٌ بثوبِ حِدادِ

فشريعةٌ وحقيقةٌ وطريقةٌ

وتعلُّمٌ وتبتُّلُ الزُّهَّادِ

فكذاك كان تصوُّفٌ وثقافةٌ

نُقلتْ عن الصُّلحاءِ والعُبَّادِ

صلى الإلهُ على النبيِّ المصطفى

الطيبِ المحمودِ في الآبادِ

والآلِ عترتِهِ الكرامِ على المدى

والصحبِ أهلِ البِرِّ والأمجادِ

back to top