قصيدة: الفرزدق
يا للفرزدقِ شاعرِ الإجلالِ
لنبيِّهِ محبوبهِ والآلِ
إذ طافَ زينُ العابدينَ بمكةٍ
والناسُ تُفسح دربَهُ في الحالِ
أنهى الإمامُ طوافَهُ بخشوعِهِ
ليقبِّلَ الحجر الذي كالخالِ
إذ ذاك شاهدهُ هشامُ ولم يكنْ
من زحمةِ الحجَّاجِ رَبَّ نوالِ
فتساءلَ المشدوهُ عمَّنْ قد رأى
كمقللٍ من شأنهِ المُتلالي
ليجيبَهُ الهمّامُ عبر قصيدةٍ
نطقت بحبٍ خالصٍ وخصالِ
هذا الذي البطحاءُ تعرفُ وطأهُ
سبطٌ شريفٌ طاهرُ الأفعالِ
لولا الفرزدقُ ضاعَ ثلثُ خطابنا
فهو الذي سندَ القصيدَ الغالي
نشأ الفرزدقُ في البوادي باسلاً
وتعلمَ الشعر الذي بجمالِ
لينالَ نُصحَ السيد العالي عليْ
بقراءةِ القرآنِ للإكمالِ
وأبو فراسَ حمى البلاغةَ شاعراً
نجماً مُضيئاً جامحاً بخيالِ
من بعدُ أثبتت البحوثُ بأنَّهُ
سكَنَ الكويتَ لفترةٍ كمـآلِ
في (كاظمه) فهي الكويتُ بعهدهِ
في (امغره) مات الأديب العالي
إنا لنفخرُ بالفرزدقِ إنه
ابنُ الكويتِ المُحتفى والغالي
كم أفحَمَ الأدباءَ في أيّامهِ
وأناخهم بقصيدِهِ الهطّالِ
إذ كان ينشدُ قاعداً في حضرةٍ
لخليفةِ الإسلامِ عند مقالِ
شهمٌ صدوقٌ باسلٌ وموَقَّرٌ
ولَشِعرُهُ عذبٌ وذو إسبالِ
مات الفرزدقُ غير أنَّ قصيدَهُ
باقٍ يفاخرُ أروع الأقوالِ
صلَّى الإلهُ على النبيِّ المصطفى
ما أشرقت شمسٌ بكلِّ دلالِ
ما أكملت مشوارَها بنهارها
ما غابتْ الأنوارُ في الآصالِ