سعد الفرج: حالة التنبؤ موجودة منذ {الكويت سنة 2000} (1-5)

نشر في 28-06-2015 | 00:02
آخر تحديث 28-06-2015 | 00:02
أيقونة الفن الخليجي ورائد المسرح السياسي

الفنان القدير والكاتب الدرامي سعد الفرج، أحد أعمدة الفن الكويتي، ومن أوائل ممثلي الدراما في الإذاعة، أسس «فرقة المسرح العربي» وقسم الدراما في التلفزيون. رائد الفكر والتنوير والمسرح السياسي، تمتد مسيرته الفنية إلى أكثر من نصف قرن
ولا يزال في قمة عطائه، بدأها في «صقر قريش» وصولاً إلى «تورا بورا».
كيف كانت بدايتك مع المسرح؟

 

من خلال “فرقة المسرح الشعبي” (1958)، مع رفاق الدرب الفنانين محمد النشمي وخالد النفيسي وغيرهما،  بدأت العمل في المسرح  ببيع التذاكر إلى جانب مشاهدة الأعمال المسرحية.

 

متى صعدت إلى الخشبة؟

 

لطالما حلمت بأن أقف ممثلاً على خشبة المسرح، وقد تحقق ذلك بمجيء الرائد والمخرج المسرحي الكبير زكي طليمات إلى الكويت، وتأسيسه «فرقة المسرح العربي» في 10 أكتوبر 1961، وكنت أحد الأعضاء المؤسسين، وشاركت في باكورة أعمال الفرقة «صقر قريش»، تأليف محمود تيمور وإخراج طليمات.

عرضت «صقر قريش» في ثانوية الشويخ، وأديت دور قائد الجيش المرواني.

شارك فيها: مريم الصالح، مريم الغضبان، عبدالله خريبط، عبد الوهاب سلطان، عبد الحسين عبد الرضا، عبد الرحمن الضويحي، حسين الصالح، خالد النفيسي، غانم الصالح وغيرهم.

 

ما أول مسرحية كتبتها؟

 

«أنا ماني سهل»، تتألف من فصل واحد، إخراج عادل صادق، عرضت على مسرح سينما الأندلس، عام 1962، في أول عيد وطني كويتي، وهي من النوع الكوميدي، وبعد عام ألفت مسرحية ذات فصل واحد بعنوان «استارثوني وأنا حي» لـ«فرقة المسرح العربي» إخراج زكي طليمات، وشارك في بطولتها: عبد الحسين عبد الرضا وخالد النفيسي وغانم الصالح.

 

ماذا عن المرحلة الثانية لـ «فرقة المسرح العربي»؟

 

عندما ترك زكي طليمات الفرقة عام 1964 بسبب عزوف الجمهور الكويتي عن المسرحيات التي تقدم باللغة العربية الفصحى، ليؤسس معهد الدراسات المسرحية، تشكل مجلس إدارة جديد للمسرح بدعم من الرائد الشامل حمد الرجيب، وأصبح مسرحاً أهلياً مدعوماً ويتبع دائرة الشؤون الاجتماعية كجمعية نفع عام، بعدما كان حكومياً بمنزلة مسرح قومي، تكوّن من: حسين الصالح الدوسري السكرتير العام، أنا المشرف المالي، عبدالحسين عبدالرضا المشرف الفني، وعضوية خالد النفيسي ومقرر المجلس غانم الصالح.

 

ما أول مسرحية كويتية كاملة للفرقة؟

 

في أغسطس عام 1964 سافرت إلى فلسطين، وتحديداً إلى برك سليمان في مدينة بيت لحم بالضفة الغربية، وكتبت هناك أول مسرحية شعبية كويتية كاملة لـ«فرقة المسرح العربي» تحت عنوان «عشت وشفت»، تتكون من ثلاثة فصول. 

 

ما المشكلة التي صادفتكم لتنفيذ العمل؟

 

واجهنا كمجلس إدارة «فرقة المسرح العربي» مشكلة، تكمن في العنصر النسائي، إذ كان شبه مفقود رغم وجود الفنانتين مريم الصالح ومريم الغضبان، لكنهما بدأتا التعاون مع «فرقة المسرح الشعبي، ومعهما عبد الرحمن الضويحي، فعرضت الدور على عائشة إبراهيم، ولما قرأته أعجبت به ووافقت عليه.

وأقنع خالد النفيسي مريم عبد الرزاق التي جلبت معها زميلتها في معهد التمريض نوال صالح.

هكذا اكتمل فريق المسرحية المكوّن من ثلاثة عناصر نسائية: عائشة إبراهيم بدور أم فلاح، مريم عبدالرزاق بدور ضحى، نوال صالح بدور الخالة سبيكة، إلى جانب العناصر الرجالية: غانم الصالح بدور فلاح، جوهر سالم  بدور عبدالهادي، علي البريكي  بدور سالم، خالد النفيسي  بدور أبو عبدالله، صالح أبونواس بدور أبو راشد، وأنا بدور أبو فلاح، ضرار رزوقي (سفيرنا حالياً لدى بلجيكا ولوكسمبورغ والاتحاد الأوروبي)، كان طفلا آنذاك  بدور حسين. 

 

أين عُرضت؟

 

على خشبة  مسرح كيفان عام 1964  من إخراج حسين صالح الدوسري، وقد سجّلها تلفزيون الكويت، وكانت أول مسرحية تحقق نجاحاً جماهيرياً وفنياً، ما جعلها نقطة تحوّل في حياتي، وعملاً خالداً في ذاكرتي.

 

ما كان أجرك في المسرحية؟

 

تقاضيت 50 ديناراً عن تأليف نص المسرحية ومشاركتي في التمثيل.

 

متى اكتشفت موهبة التنبؤ بالمستقبل لديك؟

 

عام 1965 ولطالما حذرت من أمور ربما تحصل، ومن الضروري وضع حلول لها لنتجنبها، لكن لا حياة لمن تنادي، فالأحداث التي حذرنا منها في مسرحيات: «حامي الديار»، «دقت الساعة» و{الكويت سنة 2000»، تحقق بعضها وبعضها الآخر الله يستر منه.

ما أول قضية سياسية طرحتها؟

 

فصل السياسة عن الدين في مسرحية «الكويت سنة 2000» لـ«فرقة المسرح العربي»، من خلال شخصية علاوي الذي قال «السياسة شيء والدين شيء»، وقد تعرضت آنذاك إلى هجوم عنيف من التيار الديني المتمثل بجمعية الإصلاح، ووصفتني المجلة الناطقة باسمه بالحشاش والمدمن، وأساءت إلي عبر الكاريكاتور متجاهلة الإيجابيات التي طرحها العمل، على غرار الدعوة إلى البناء والتصنيع، بدل الاعتماد الكلي على البترول.

 

كيف جاءت فكرة المسرحية؟

 

عندما كتبتها كانت تحت عنوان «دقت الساعة»، وبحكم أن المسرح العربي أيام زكي طليمات كان يقدم أعمالاً بالعربية الفصحى، لفترة أربع سنوات، ارتأى مجلس إدارة المسرح، وكنت أحد أعضائه بمنصب مدير المسرح، تغيير الاسم كي لا يظن الجمهور أن المسرحية بالعربية الفصحى، فتم التصويت بالإجماع على تسميتها «الكويت سنة 2000».

 

ما أبرز خطوطها من ناحية المضمون؟ 

 

تدور حول شخص يشاهد حاضره ويتخيّل المستقبل، وتدعو إلى البناء والتصنيع، إذ عندما قدمناها عام 1965، كانت الكويت تعتمد اعتماداً كلياً على البترول وتفتقر إلى أي نظرة الى الصناعات، لذا تخيلنا أن النفط نضب وتساءلنا: كيف سيجابه الشعب الكويتي مستقبله؟ إذاً تدق المسرحية ناقوس الخطر إن لم نبادر إلى سدّ الفراغ بإقامة صناعات جديدة. 

 

هل توقعت العقاب على طرحك؟

 

بعد عرض المسرحية توقعنا أن يزج بنا في السجن، كون «فرقة المسرح العربي» تحت مظلة جمعيات النفع العام، التي لا يحق لها التطرق إلى الأمور السياسية، سواء كان ذلك بالتصريح أو التلميح.

 

هل تابعت تقديم المسرح السياسي بعد ذلك؟

 

لا، توقفت لأسباب كثيرة، منها تهديدات وصلتني، وتلاعب بعض الزملاء المشاركين بالنص.

 

ومتى عُدت إليه؟

 

ما حدث لي بعد «الكويت سنة 2000»، جعلني  أبحث عن بديل للمسرح الأهلي المنضوي تحت مظلة جمعيات نفع عام، وهو التوجه إلى المسرح الخاص، بعد عودتي مباشرة من الدراسة في أميركا، فاتفقت مع الفنان عبدالحسين عبدالرضا على تأسيس «المسرح الوطني» عام 1974، وقدمنا مسرحية «بني صامت»، لكن المضايقات الحكومية لم تنفك تلاحقنا من مسرح إلى آخر، ما أجبرنا على تقديم قضايا اجتماعية، من خلال مسرحيتي «ضحية بيت العز» و{على هامان يا فرعون».

دراما إذاعية

• ماذا تعني لك الإذاعة؟

 

لها فضل علي منذ ستينيات القرن الماضي، عندما كان الاستوديو عبارة عن أكثر من «شبرة» بالقرب من قصر نايف، وقد شاركت في مسلسل «مذكرات بحار» تأليف الشاعر محمد الفايز (سيزيف)، إخراج أحمد سالم، وصولاً إلى المسلسل الشعبي «مذكرات حجي عمران»، إعداد خالد سعود الزيد وإخراج نجم عبدالكريم عبر أثير الإذاعة الشعبية (إذاعة البرنامج الثاني حالياً)، وبعد ذلك شاركت بمسلسلات بالعربية الفصحى وباللهجة الكويتية، وسنتواصل دائماً مع الإذاعة كأبناء أوفياء لها.

 

• ماذا عن مشاركتك في الدراما الإذاعية؟

 

أشارك كل سنة بعمل إذاعي، ففي رمضان 2012 قدمت {فارس مع النفاذ} مع الفنانة مريم الصالح والمخرج أحمد الشطي والمؤلف الشاب محمد ناصر. ثم  {مباركين عرس الاثنين} (2013)، للمؤلف ناصر والمخرج أحمد الشطي ونجوم كبار: سعاد عبدالله، حياة الفهد وجاسم النبهان. ثم {سواها البخت} (2014)، مسلسل كوميدي اجتماعي للكاتب عبدالعزيز الحشاش والمخرج فيصل المسفر، مع رفاق الدرب عبدالحسين عبدالرضا وسعاد عبدالله وحياة الفهد.

 

• وماذا عن رمضان العام الحالي؟

 

أشارك في مسلسل «اثنين إخوان»، عمل محلي من تأليف أسماء اليحيوح، إخراج يوسف الحشاش ويشاركني البطولة: جاسم النبهان، باسمة حمادة وإبراهيم الحربي.

 

• لماذا تحرص على المشاركة في الدراما الرمضانية؟

 

ميكرفون الإذاعة مخيف ويعتمد على المذيع وصوته، والغياب عن الميكرفون يجرده من صلة الصداقة، ثم لمست متابعة المستمعين لهذه الأعمال والاختيار الصحيح لتوقيت إذاعتها وهو العصر، إذ يكون المستمع في سيارته، إضافة إلى ردود الفعل الطيبة التي تصلني، ما جعلني أحرص على الحضور والتواصل مع الناس في رمضان.

 

back to top