النجوم ومواقع التواصل... بين الحذر والمتعة

نشر في 23-05-2015 | 00:01
آخر تحديث 23-05-2015 | 00:01
مع اقتحام مواقع التواصل الاجتماعي مجالات الحياة كافة، كان من الطبيعي أن تجد لدى الفنانين مساحة خصبة لها، باعتبار أن الأضواء مسلطة عليهم، ولدى الناس فضول لمعرفة أخبارهم والتواصل المباشر معهم، لكن هذه الناحية الإيجابية تقابلها ناحية سلبية تتمثل في استخدام هذه المواقع كوسيلة لتبادل الاتهامات أو الإساءة بإنشاء حسابات مزيفة باسم الفنان وإطلاق تصريحات على لسانه لا علم له بها.
{الجريدة} استطلعت آراء النجوم حول تقييمهم لمواقع التواصل الاجتماعي ونظرتهم لمزاياها وعيوبها.
ظاهرة تعكس أحوال المجتمع

أحمد عبدالمحسن

ابراهيم الشيخلي

أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي من أهم الأمور التي تلهم الفنانين في الوقت الحالي، لذلك لا أستبعد أن يسيء الفنان التعامل معها}، يوضح الفنان ابراهيم الشيخلي، لافتاً إلى  أن قضية التواصل عبر المواقع الاجتماعية مثل {تويتر} و{إنستغرام} و{سناب شات} أصبحت هوساً لدى  غالبية الفنانين، ولا يخص الشيخلي الجيل الحالي فحسب، بل يشمل الفنانين العمالقة الذين انجرفوا خلف هذا التيار.

يضيف: {استخدم مواقع التواصل الاجتماعي بأشكالها كافة وأحرص على أخذ ما يفيدني، وابتعد عن الفوضى في مناقشة الآخرين، لا أنكر أنني متعلق بها، ولكن لم يصل الأمر إلى حالة الهوس أو الهاجس بالنسبة إلي، بل استطيع العيش من دونها، مع أنني أتواصل، من خلالها،  مع أحبائي وأصدقائي وهذا أمر يسعدني}.

يعتقد الشيخلي أن اشتعال الصراعات والفتنة بين الفنانين في هذه المواقع لا يصب في مصلحة أحد، حتى المشاهد يملّ الصراعات الدائمة التي أصبحت تؤرق نسبة كبيرة من الفنانين.

 يتابع: {لا أرى أي داعٍ للنظر إلى أمور خارجة عن الأدب والأخلاق وتثير المشاكل في مواقع التواصل، يجب أن يترفع عنها الفنانون لأنها أدخلت معظمهم في مشاكل وكراهية لا نهاية لها}.

 يوضح أن مواقع التواصل أصبحت ظاهرة في الوقت الحالي {لذا على الفنان أن يحسن التعامل معها، فإما تبرز شخصيته بشكل إيجابي وإما تنعكس عليه سلباً، وأرى من الطبيعي أن يندرج الفنان في هذه المواقع، ويبرز جوانب من حياته الشخصية رغم عدم ضرورة إثارة هذا الجانب}.

أحمد المطوع

«لا أحب إقحام حياتي الشخصية عبر هذه المواقع حتى أبعد عني القيل والقال»، يوضح الفنان أحمد المطوع لافتاً  إلى أن أي شيء يحدث في مواقع التواصل هذه الأيام يعبر عن  حالة المجتمع الكويتي الحقيقية.

يرفض المطوع ربط الأمور السلبية بالمجتمع، لكنه ينظر الى الجانب المشرق والمبدع في هذه المواقع، ويضيف: «الإبداع الكويتي موجود، بشكل كبير، في مواقع التواصل، وهذا الأمر يشعرنا بالفخر والاعتزاز، رأينا فنانين ومبدعين يقدمون بعضاً من إبداعاتهم في هذه المواقع،  لا سيما عبر «إنستغرام»، وحتى مع وجود برامج مثل «تويتر» و{سناب شات» يبقى الـ «انستغرام» في المرتبة الأولى، وبصراحة أحب مشاركة الآخرين وتبادل الآراء معهم وطرح أعمالي الجديدة عبر هذه المواقع، كل هذه الأمور تقدم الكثير للفنانين وأرى فيها متعة لها طعم من نوع خاص».

يرفض المطوع تبادل الاتهامات والصراعات عبر هذه المواقع، مؤكداً أن من يفتعل هذه الأمور لا يبحث إلا عن الشهرة، لكنه اختار الموقف الخاطئ لكسب النجومية.

يتابع: {ثمة أشخاص مشهورون عبر مواقع التواصل ولكن ليس بالضرورة أن يكونوا  محبوبين  من الآخرين، فمنهم من يكون سيئاً ويثير السخرية ولا يتمتع بسمعة طيبة.  ثمة من يشتهر بفعل أمور إبداعية يستفيد منها الآخرون، للأسف  يُقتل  المبدعون  ويُرفع من لا يملكون ذرة من الإبداع، أتحدث هنا عن الفرص التي يمنحها الوسط الفني لهؤلاء الذين لا يملكون أي صفة تتعلق بالفن أو الفنانين، لذلك أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي ترفع من لايستحقون وتهضم حق كثيرين يستحقون الفرص والإشادة}.

علي كمال

 

{في الفترة الأخيرة ارتبطت بمواقع التواصل الاجتماعي ولكني استطيع الاستغناء عنها متى أردت}، يوضح الفنان علي كمال كاشفاً جملة أمور تتعلق بمواقع التواصل الاجتماعي، ومؤكداً أن ارتباطه بها جعله يقضي وقته في التصوير والتشاور لطرح أفكار ومناقشتها بطريقة ساخرة.

يضيف: {طرحت مقاطع مصورة بشخصية فكاهية عبر مواقع التواصل، ولدي متابعون، وهذا الأمر يشعرني بالفخر خصوصاً أني أناقش، في كل مرة، قضايا وطنية حساسة تهم المجتمع الكويتي ولكن بطريقة ساخرة، وبصراحة وجدت نفسي في هذه المقاطع القصيرة، إضافة إلى نشري أغنيات من خلالها. هذه المواقع حساسة جداً، وعلى الفنان أن يستخدمها بطريقة حذرة وصحيحة، لأن الانجراف وراءها قد يجعل الفنانين مهرجين أمام الآخرين.

يرفض كمال الدخول في صرعات ويعلق على بعض الفنانين الذين يثيرون الفتن  ويتابع: «من الصعب على الجمهور تقبل الفنان وهو في شخصيته الحقيقية خصوصاً إذا خرج بشخصية مختلفة ومغايرة عما يعتقد، وأرفض حقيقة أن اجادل الآخرين أو أرد على الاتهامات، خصوصاً التعليقات الاستفزازية  على المقاطع التي انشرها، بل ألتزم الصمت وعدم الاكتراث، لأن الفنان بطبيعته يجب أن يترفع عن هذه التفاهات. في الحقيقة، لا أريد أن أطبع صورة سيئة لدى الآخرين بسبب تعليق أو شخص يعاني مرضاً نفسياً،  واستغرب من بعض الفنانين الذين يردون على هذه الاستفزازات، والى هذه اللحظة أجد متعة في التواصل مع الآخرين».

أخبار لا تنشر...

بيروت  -   ربيع عواد

مادلين مطر

«أرفض فضح حياتي الشخصية عبر مواقع التواصل الاجتماعي» تقول مادلين مطر التي تعتبر أن تحفظها حول حياتها الشخصية ناتج عن امتلائها بما يكفي من هموم ومشاكل.

تضيف:» لا أعتقد أن أي إنسان يشكو همومه إلى أشخاص لا يعرفهم، بل يختار أحداً من أصدقائه المقربين، فضلا عن أن ثمة أخباراً وذكريات لا تنشر علناً بل أفضل الاحتفاظ بها لنفسي لأنها لا تعني أحداً غيري. من حق الناس أن يعلموا خبر زواجي أو ارتباطي أو أي حدث مهم، لكنهم لا يكترثون بتفاصيل صغيرة لن تفيدهم بشيء».

حول علاقتها بمواقع التواصل الاجتماعي تضيف: {جيدة جداً، قرّبت هذه التكنولوجيا المسافات بين الناس لا سيما بين الفنان وجمهوره، وبات التواصل مباشراً ومن دون صعوبات. من هنا يمكن القول إن هذه المواقع مهمة في نجاح أي فنان، وكلما كان فاعلا وطبيعياً وصادقاً زاد تعلّق معجبيه والجمهور به.أعشق التواصل مع الآخرين ولا مشكلة في تزويدهم يومياً بأخبار عن فنّي وعملي، إلا أنني احتفظ بالأخبار الشخصية لنفسي وأرفض التطرق إليها}.

ناصيف زيتون

«أنا ضد التحدث عن حياتي الشخصية حتى في إطلالاتي ومقابلاتي فكيف بالأحرى عبر مواقع التواصل الاجتماعي؟» يؤكد ناصيف زيتون الذي يعتبر أن الحياة الشخصية للفنان أو لأي إنسان عادي ملكه وحده، ولا يجب أن يشاركها مع غيره، مستغرباً من يتخطون أحياناً الحدود في طرح حياتهم الشخصية علناً.

يضيف:» برأيي، مواقع التواصل الاجتماعي وسيلة لأكون على تواصل مباشر مع الناس وأشاركهم أموراً جميلة وبعض الأفكار. لديّ حساب على  «فايسبوك» يتابعه نحو ثلاثة ملايين شخص، أحب «إنستغرام» ولا  يستهويني «تويتر»».

كان زيتون أفصح عن تفاصيل في حياته وشخصيته، منها أنه كان مشاغباً وشقياً في طفولته، وأنه مولع بلعب الـplay station، ورومانسي ويعشق صيد السمك لكنه لم يجربه بعد.

جنى

{يكون الإنسان أحياناً تعيساً في أعماقه أو لديه مشاكل، لكنه لا يحمّل الناس مشاكله، بل يظهر أمامهم أنه على أحسن ما يرام}، هذه القاعدة تعتمدها جنى في حياتها، فهي تحتفظ بأمورها الشخصية لنفسها ولا تعلنها عن الملأ كونها لا تهم الجمهور، وترفض اعتماد مبدأ افتعال المشاكل أو إعلان بعض الأخبار أو الاتهامات لجذب الأضواء.

تضيف:} صحيح أن الجمهور لديه فضول لمعرفة الأخبار الخاصة للفنان، ويستطيع الأخير، بإرادته، إعلان البعض منها، لكن ما يحصل أحيانا عبر مواقع التواصل الاجتماعي من اتهامات متبادلة شخصية، كانت أم غيرها، لا تقنعني وأرفضها تماماً}.

حول علاقتها بمواقع التواصل الاجتماعي تتابع: { تجاوز متابعو صفحتي على {فايسبوك} المليون ما أسعدني، ورغم غربلة المواقع غير الصحيحة التي قامت بها إدارة {فايسبوك}، بقي عدد المتابعين نفسه. لا أنكر أنني، في بادىء الأمر، كنت احتار حول ما أكتب أو أضع من صور، أما اليوم فأصبحت أكثر عفوية وطبيعية وأكتب كل ما أفكر فيه، وأتشارك بأفكاري مع المعجبين، وهذا التواصل معهم أحبه لأنه يقربني منهم. أما {تويتر} فلست نشيطة عليه لغاية الآن.}

رحمة رياض

{وجدت مواقع التواصل الاجتماعي من أجل مشاركة الجمهور الأخبار الجميلة والتواصل معه}، توضح رحمة رياض التي تمتلك جماهيرية عبر هذه المواقع، إلا أنها تتجنب الحديث عن مشاكلها أو أخبارها الخاصة على الملأ، لأن الجمهور يهتم بالأخبار الفنية والمفرحة، كذلك ترفض الشتائم والاتهمات المتبادلة عبر هذه المواقع.

حول علاقتها بمواقع التواصل الاجتماعي تتابع: {جيدة جداً، لدي حسابات على {تويتر} و{فيسبوك} وأكثر من 250 ألف متابع على {إنستغرام}، يعربون باستمرار عن محبتهم لفنّي.

حول حياتها الشخصية وتحفظها عليها توضح:  {يتطلب الفن تفرغاً، وأنا ما زلت في بداية الطريق، واحتاج إلى تركيز في عملي أكثر من أي موضوع آخر. لا أعرف ما يخبئ لي المستقبل لكن لا شك في أنني، ككل فتاة، أحب أن أحظى بشخص يهتم بي ويسأل عني}.

ضرورة رغم العيوب

القاهرة –  بهاء عمر

تمتلك داليا البحيري  حساباً خاصاً على أحد مواقع التواصل الاجتماعي تستخدمه بشكل شخصي، وتؤكد أنها تنظر إلى تلك المواقع باعتبارها وسيلة لتبادل الآراء والتهاني والمواساة بين الأصدقاء، مشيرة إلى أن ثمة فنانين يدشنون صفحات ويطلبون من بعض المتخصصين إدارتها مقابل أجر شهري.

 تضيف أنها لا تسمح لأحد بإدارة صفحة خاصة بها حتى لا تكون عرضة لمشكلة بسبب تعليق أو جملة يكتبها من يديرون تلك الصفحات، ولتتجنب الأزمات.

تتابع أن تعامل الفنانين مع صفحاتهم  على مواقع التواصل الاجتماعي اضحى من ضمن  يومياتهم، لافتة إلى أن بعض الممثلين يسمحون للآخرين بانتهاك خصوصيتهم، في حال بالغوا في نشر تفاصيل حياتهم الخاصة عبر صفحاتهم، بينما تتمسك داليا بالاعتدال والتعامل مع حسابات التواصل باعتبارها أسلوباً للاتصال، على غرار الهاتف والبريد الإلكتروني، ما يجعل مساحة استخدامها في نطاق محدود ولا يترك مجالا لانتهاك خصوصيتها وحياتها.

حسنات ومساوئ

يوضح محمود عبد المغني أن صفحته الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي تستقطب مليون متابع، معتبراً أن المواقع ذات الطابع التواصلي تقرّب الفنان من جمهوره، وتنقل تعليقاته ومواقفه في اللحظات الوطنية أو مواساة زميل راحل أو تهنئة بأعياد دينية وقومية، لكنه في الوقت نفسه يؤكد أنها، على غرار الوسائل الحديثة، فيها عيوب تتمثل في إنشاء صفحات مزيفة واستخدامها للإساءة للفنان، أو نشر تفاصيل حياته الخاصة التي قد تثير استغراب البعض ويفقد بسببها جمهوره.

وفي المقابل يعتبر عبد المغني أن من أهم مميزات مواقع التواصل تقليل مساحة نشر الأخبار الكاذبة حول الفنان عبر المواقع الإلكترونية، والتي كان يصعب نفيها بسرعة، مشيراً إلى أن صفحات الفنانين باتت مصدراً للأخبار الحقيقية بالنسبة إلى الصحافيين.

بدورها تعتبر  ميرهان حسن أن مواقع التواصل الاجتماعي والمشاكل الناجمة عنها، مسألة تختلف من فنان إلى آخر، وبحسب طريقة إدارته لأموره وصورته في الحياة العامة، لافتة إلى أن ثمة فنانين يستخدمون تلك الصفحات لزيادة معجبيهم والاقتراب منهم، ومشيرة  إلى أن فنانين عالميين يتجاوز متابعو صفحاتهم الملايين لا يعانون المشاكل التي تسببها وسائل التواصل نفسها  في الوطن العربي، عازية السبب إلى حداثة تعامل العرب معها، ومؤكدة أن مشاكل هذه الوسائل سيتم تجاوزها سريعاً.

تضيف أنها تستخدم صفحتها  على {فيسبوك} لعرض أحدث إطلالاتها، ونشر أحدث كواليس الأعمال المشاركة فيها، موضحة  أن التعليقات التي تتلقاها من الجمهور تؤكد أن نشر تفاصيل مرتبطة بالعمل مفيدة سواء للترويج  له او ابتكار مساحة أكثر قرباً مع الجمهور الذي يهتم بها ويتابعها.

طريقة سهلة

لا تعتبر لقاء سويدان  نفسها من النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي رغم أنها تمتلك حساباً على {فيسبوك، لكنها لا تتحمّس للتعامل معه كل لحظة، وتؤكد أن هذه المواقع  طريقة، من ضمن وسائل عدة، تسهل التعامل، موضحة أن هذا المعيار هو الأفضل لتجنب مشاكل المواقع والدخول في تفاصيل الحياة الخاصة للفنانين.

تضيف أنها لا تهتم بالمتابعين على صفحات التواصل بمنطق العدد، بقدر ما يمثل ذلك من جهد لتقديم ما يليق بالجمهور الذي يشاهدها  عبر شاشات السينما والتلفزيون،  مشيرة إلى أن الفن، باعتباره مهنة تحت الأضواء، يجعل كل ما له علاقة بالفنان محل متابعة من الجميع، ما يؤدي  إلى مشاكل أو تراشق بسبب مواقع التواصل، في المقابل تؤكد أن الحل في التعامل مع وسائل التواصل في إطارها الذي صنعت من أجله وزيادة مساحة الود والتقارب بين الأشخاص العاديين، وبين الفنان وجمهوره.

يتمسك هاني رمزي بضرورة وجود صفحة للفنان عبر مواقع التواصل، شرط ألا تخرج عن إطار عمله، سبب شهرته، وبالتالي تكون وسيلة لنشر أحدث كواليس أعماله أو آخر برومو لفيلم جديد أو مشاركة في فاعلية عامة، معتبراً أن الخلط بين الأمور الشخصية وطبيعة العمل يؤدي إلى تضارب ومشكلات وآثار سيئة لمواقع التواصل.

يضيف أن ثمة  فنانين وفنانات ينشرون صوراً خاصة بهم قد لا يستقبلها الجمهور على اختلاف فئاته بالطريقة نفسها، مشيراً إلى  أن ما يقبله الناس في إطار عمل درامي يجد البعض صعوبة في مشاهدته في الحياة الشخصية للفنان، وبالتالي تستخدم تلك المواقف بشكل خاطئ وتسبب مشكلات.

back to top