النجومية... «ضربة حظ» أم اجتهاد؟

نشر في 31-01-2015 | 00:01
آخر تحديث 31-01-2015 | 00:01
بين الحظ والمثابرة والإيمان بالموهبة وبما قدر الله للإنسان، تتعدد آراء النجوم حول سؤال «الجريدة» لهم عن مدى اتكالهم على الحظ في مسيرتهم الفنية. لم ينكر هؤلاء وجوده لكنهم يجمعون أنه وحده لا يحقق الطموح وأنه قد يكون وسيلة تسهل بلوغ الهدف ربما، لكن بصورة مؤقتة إن لم يترافق بالعمل الجدي.
قد يرمي البعض فشله على الحظ السيئ، وقد يعتبر آخرون الحظ الحسن فأل خير عليهم، لكن في كلتا الحالتين يسيء هذا الرأي إلى مقومات الفنان، وكأنه انتظر الحظ ليأتي إليه ويمنحه الشهرة والنجومية فيما في الحقيقة لا شهرة ولا نجومية من دون تعب وسهر وربما فشل أكثر من مرة.
كل شيء مقدر ومكتوب

أحمد عبدالمحسن

عبدالعزيز الحشاش

 

«لا أؤمن بالحظ، بل بالفرص التي أعتبرها أفضل من ألف حظ»، يؤكد الكاتب عبدالعزيز الحشاش لافتاً إلى أن الحظ ليس عاملاً أساسياً في وصول الفنان إلى القمة، ولا جواز مرور إلى المراتب الأولى، لأن الفنان المتميز لا يعترف بالحظ إنما يجتهد لبلوغ أعلى المراتب الفنية.

يضيف: «استغلال الفرص الفنية والذكاء والمثابرة والعمل الجاد... كلها عوامل توصل إلى أعلى المراتب حتى وإن رافقتها عقبات فنية، سواء من أشخاص أو من الصدف والمفاجآت، فضلا عن الاستفادة من النصائح والتدريب المستمر على تجاوز العقبات».

يتابع: «حتى لو كان الفنان مؤمناً بأن الحظ يساعده على التطور، في النهاية هذه الأمور مجرد قسمة ونصيب، سواء نجح الفنان أو فشل يبقى كل شيء بيد الله عز وجل».

أحمد المطوع

«الحظ موجود ولكن المبالغة في الاتكال عليه غير مقبولة»، يؤكد المطرب أحمد المطوع، مشيراً إلى أن استمراره في الوسط الفني ووصوله إلى أعلى المراتب يحتاجان إلى بذل جهود وعمل جاد وعدم الاستسلام في حال التعرض للفشل. ويوضح أن وصول الفنان إلى النجومية لا يعتمد على الحظ رغم وجود نسبة بسيطة منه.

يضيف: «واجهت في بدايتي الفنية مشاكل تغلبت عليها، وما زلت أتعرض للكثير وأحاول الوقوف على قدمي وتقديم المزيد داخل الوسط الفني. ليست الأمور بهذه السهولة التي يعتقدها البعض، تتحكم العاطفة بالجمهور فيعتبر أن فناناً معيناً محظوظ لأنه أخرج مواهبه أمام الشاشة وأمام العالم، ولكن يجب أن يفطن أن هذا الفنان في بدايته حارب واجتاز عقبات للوصول إلى أعلى المراتب، وإطلاق كلمة محظوظ عليه تقلل من العمل الذي قدمه».

يعتقد المطوع أن المستقبل بيد الله عز وجل، سواء فشل الفنان أو حقق نجومية، يتابع: «يحتاج الإيمان بالحظ إلى دراسة وإلى معتقدات غير صحيحة. الله عز وجل يكتب أحداث الإنسان كاملة بمجرد تكوينه كإنسان، لذلك على كل شخص يؤمن بوجود الحظ في حياته مراجعة حساباته. كل شيء مكتوب ومقدر علينا، ولا نملك إلا الاجتهاد للوصول إلى أعلى المراتب».

إبراهيم الشيخلي

«الإنسان هو من أطلق هذه المسميات ليداري فشله ويرميه خلف مقولة الحظ»، يوضح الفنان إبراهيم الشيخلي مؤكداً عدم إيمانه بالحظ، ومشيراً إلى أن كل شيء مقدر ومكتوب.

يضيف: «لا دليل على وجود الحظ، أعتقد أن هذه الأمور مجرد تفاهات. يوهم الإنسان نفسه بها ليخفي أمراً ما، ثم الوصول إلى المراتب العليا لا يأتي صدفة بل بالمثابرة والعمل الجاد والمستمر، وهي عوامل وحيدة لبلوغ الفنان قمة الهرم في الوسط الفني، ولو سألت الفنانين الكبار حول كيفية تحقيقهم أعلى المراتب، فلا أعتقد أحداً سيقول إنه وصل عن طريق الحظ، لأن هذه الكلمة إهانة في حقه، فلولا الله والجهد المستمر لما حقق الشخص طموحه سواء في الفن أو غير الفن».

يستهجن الشيخلي بعض الفنانين وطريقة تعاملهم مع التفاهات، على حد قوله، واعتبارها أموراً جدية، فيما هي لا تعطيهم سوى الفشل المستمر في حياتهم الفنية، «ثمة فنانون يؤمنون بوجود الحظ كإيمانهم بوجود الحسد والغيرة وأمور أخرى يمكن تجاوزها بتوصيات ونصائح من الفنانين الكبار، لا يوجد فنان يحصل على أكثر من حقه، فمن يجتهد سيحصل على كل ما يتمناه ومن يعتمد على الحظ سيفشل».

الاجتهاد وصقل الموهبة

بيروت  -   ربيع عواد

إيميه صياح

«للحظ دور في حياتي» توضح إيميه صياح التي عرفها الجمهور كمقدمة تلفزيونية قبل خوضها مجال التمثيل من خلال دورها الأول جلنار في المسلسل اللبناني «وأشرقت الشمس»، مؤكدة من خلاله أنها مشروع ممثلة موهوبة واعدة، وها هي اليوم تحضّر لخطوتها التمثيلية الثانية.  

لطالما تباهت الممثلات بتقديمهنّ أدواراً ثانوية قبل تحقيق دور البطولة، لكن صيّاح حصدت دور البطولة منذ البداية. وعما إذا كانت تعتبر ذلك ضربة حظ تؤكد: «صحيح أنها فرصة أو ضربة حظّ، لكنني أطمح دائماً إلى التقدم في المجالات المهنية التي أحب، لذا اجتهدت لتحقيق حلمي، واستعديّت لتلقي الفرصة الكبيرة واقتناصها كما يجب».

لا تعترف صيّاح بأن الحظ وحده كفيل بدعم أي إنسان للوصول إلى المراتب الأولى، بل الاجتهاد وصقل الموهبة هما العاملان الأهم، وتتابع: «راودني الخوف والقلق حين عرض عليّ دور البطولة، لكنني اعتبرت الفرصة جميلة من ناحية التركيبة الدرامية، كتابة وإخراجاً وإنتاجاً وتمثيلاً، فضلاً عن روعة الدور، ما حمّلني مسؤولية ودفعني إلى أن أكون جاهزة لتقديم أفضل ما لدي».

تعترف صياح بأن وقوفها إلى جانب ممثلين لديهم تاريخ في الدراما اللبنانية على غرار رولا حمادة، نهلا داوود، يوسف الخال، جوزف بو نصّار، هو من باب الحظ أيضاً، وقد حمّلها ذلك مسؤولية بضرورة عدم الوقوع في الخطأ، تقول: «هؤلاء دعموني، فتخطيت بفضلهم ذاتي واجتهدت لتقديم المزيد والتقدّم أكثر».

سينتيا خليفة

«الحظ والجرأة والثقة بالنفس أساس النجاح» تؤكد سينتيا خليفة التي أثبتت نفسها في تقديم البرامج وتميزت في مجال التمثيل، لافتة إلى أن الجرأة مطلوبة لا سيما في الوقوف أمام الجمهور، إنما الثقة بالنفس هي التي تدفع الإنسان الى التقدم.

عن الحظ في حياتها تضيف: «جعلني الحظ أدخل مجال التلفزيون في سنّ يافعة، لذا اختبرت بعيداً من الأضواء، خطيْ الصواب والخطأ، قبل أن أتلقى عروضاً كبيرة، خصوصاً أن وقوعي في الخطأ أثناء تقديم برنامج MTV @ أخف وطأة من الوقوع في الخطأ في برنامج ضخم منتشر على الشاشات العربية.

تتابع: {أنا محظوظة بدعم والديّ اللذين تبقى لهما الكلمة الفصل في القرارات المفترض أن اتخذها، لأن ثقتي فيهما كبيرة جداً، ورغم أنهما لا ينتميان إلى هذا المجال المهني إنما خبرتهما في الحياة تتخطى خبرتي الشخصية بأشواط. من هنا كنت انتقائية في خياراتي المهنية ولم أقبل إلا العمل الذي يفيدني مهنياً}.

تشدد خليفة على أن الاتكال على الحظ من دون اجتهاد وذكاء لا يوصل إلى أي مكان، لأن الإنسان المتميز، حسب وجهة نظرها، هو الذي يعرف استغلال الفرص وإثبات جدارته وإمكاناته للتقدم.

تضيف: {يجب أن يتمتع الإنسان بالمثابرة والاجتهاد وأن يقتنع بجهوزيته التامة ليتقدم خطوات إلى الأمام، وعندما يحقق الخطوة الأولى تكون اللاحقة أسهل. لن أقول أبداً إنني غير جاهزة، وإذا كنت مشككة ضمنياً في هذا الأمر، فسأحاول إخفاء شعوري لتحقيق تقدّم مهني}.

زينة مكي

{منذ خطواتي الأولى في عالم التمثيل حظيت بمحبة الناس} تشير زينة مكي التي قدمت في عام واحد فيلمين سينمائيين: {حبة لولو}، و{نسوان... ليش لأ}، وهو ما تصفه بـ{ضربة حظ}.

 تضيف: {صحيح أنني سبق أن قدمت أفلاماً قصيرة، عُرض اثنان منها في مهرجانات خارج البلاد، لكن الحظ أدى دوره من خلال لقائي صدفة بالمخرجة ليال راجحة التي عرضت عليّ دوراً في {حبة لولو}، فحقق الفيلم نجاحاً وأحبني الناس من خلاله، من ثم التقيت السيناريست يوسف سليمان الذي تعرّف اليّ كمخرجة أفلام قصيرة، لكنني أبلغته شغفي بالتمثيل، فعرض عليّ المشاركة في ورشة تدريبية خاصة بفيلمه الجديد، على أن يعطيني دوراً إذا لمس تطوراً في أدائي التمثيلي. وهكذا شاركت في فيلم {نسوان}}.

تتابع أنها لو اتكلت على الحظ ولم تجتهد على نفسها وأثبتت قدراتها منذ خطواتها الأولى، لما اكتسبت ثقة أهل الاختصاص ولما استطاعت لفت الأنظار إليها، تقول: {لم أتخيل أن يتعرّف إليّ الجمهور سريعاً من خلال فيلمي السينمائي الأول، وأن ينتظر صدور فيلمي الثاني {نسوان}، وحتى اليوم يسألني عن كل جديد أنوي تقديمه}. وعمّا إذا كانت ستستغل نجاحها كممثلة لإخراج فيلمها السينمائي الأوّل هي المتخصصة أصلا في الإخراج تؤكد: {طبعا فالحظ ساعدني هنا أيضاً وسأستفيد من المحبة التي كسبتها كممثلة لأثير فضول الجمهور كي يشاهد فيلمي الطويل}.

استغلال الفرص

القاهرة –  بهاء عمر

علاقة مصطفى قمر مع الحظ جيدة، ففي بداية حياته الفنية التقى في الإسكندرية، صدفة، الفنان والموزع حميد الشاعري الذي شجعه على خوض رحلته الفنية. كذلك حالفه الحظ في خطواته الأولى في التمثيل، خصوصاً في أفلامه الأولى: «الحب الأول، أصحاب ولا بيزنس، عصابة الدكتور عمر» التي لاقت نجاحاً فاق توقعاته.

في المقابل، كان لسوء الحظ نصيب في حياته أيضاً، عندما توقفت مشاريعه السينمائية، من بينها: «جوه اللعبة»، بسبب مشاكل واجهت فريق العمل أثناء التصوير، عدم التوفيق في توقيت عرضه سينمائياً بعد تأجيل اكثر من مرة، ما تسبب في عدم تحقيقه إيرادات مرتفعة، وقد أثر ذلك على مسيرته السينمائية لاحقاً.

توفيق ونصيب

الحظ مرادف للتوفيق، بالنسبة إلى حسن الردّاد، لذا يعترف بوجوده، لا سيما أنه تعرّض لمواقف في حياته الشخصية والفنية، واجتهد لإنجاحها لكنه لم يوفق، من بينها: أعمال فنية انتهى من تصويرها وكان مقرراً عرضها في وقت قريب، لكنها تعطلت بسبب الظروف السياسية أو ازدحام جداول عرض الأعمال على الشاشات، أو عدم رغبة المنتج بالمغامرة بالعرض في موسم غير مضمون.

رغم سوء الحظ الذي واجهه عندما انهار منزل عائلته بمدينة دمياط ووفاة عدد من أفراد أسرته، ومع حزنه الشديد عليهم، رأى جانباً آخر اعتبره من حسن الحظ، وهو أن والدته لم تكن داخل المنزل أثناء سقوطه، لذا يردد مقولة: «الحظ موجود وربنا دايماً بيقدم الخير».

لعلا رامي نصيب وافر من سوء الحظ، فمنذ زواجها من المغني الشعبي نادر أبو الليف، بعد قصة حب بدأت بالإعجاب منذ أيام الدراسة ثم اختفاء نحو 15 عاما، يطاردها سوء الحظ، إذ سرعان ما انفصل الزوجان، كذلك عرضت أعمالها الأخيرة على فضائيات غير جماهيرية وفي أوقات غير مناسبة، ما سبب لها حالة من الضيق، لكنها لم تستسلم لما تتعرض له بل تسعى إلى تغييره باستمرار.

يبدو أن الحظ يبتسم لها هذه الفترة، إذ تعود إلى الساحة الفنية بعد فترة انقطاع، مسرحياً عبر {جزيرة الضحك» للأطفال، سينمائياً عبر «قيصرون»  أول فيلم مصري ثلاثي الأبعاد، و{رئيس ورطة» الذي يجري التحضير له.

تجارب متفاوتة

لم يكن عمرو سعد يعترف بالحظ، إلا أن سوء الحظ الأبرز الذي واجهه، كان في فيلم «أسوار القمر»، الذي تأجل لظروف إنتاجية وانتظار خبراء ديكور أجانب، ولم ينته الأمر عند هذا الحد بل تعرض آسر ياسين إلى إصابة في قدمه منعته من التحرك فترة طويلة، فتاجل التصوير مرة أخرى. لكن الحظ ما لبث ان ابتسم له إذ عرض عملان له في التوقيت نفسه هما: «ريجاتا» و{أسوار القمر».

 تعرّض صلاح عبد الله لتجربة مزدوجة مع الحظ، تحديداً مع فيلم «365 يوم سعادة» مع أحمد عز ودنيا سمير غانم، الذي كان مقرراً عرضه قبل يوم من ثورة يناير 2011، لكن الأحداث التي واكبت الثورة أغلقت دور العرض فتأجل.

رغم ذلك قوبل بحفاوة لدى عرضه، وحقق نجاحاً على المستوى التجاري في دور العرض، وعلى مستوى العرض الحصري على شاشات الفضائيات.

يعتبر خالد سليم نفسه من أصحاب الحظ الجيد، إذ التقى، في بداية حياته، مدحت صالح الذي استمع إلى صوته وأعجب به ونصحه بالاستمرار وعدم الاكتفاء بالغناء كهاو، وكان صالح أول من تنبأ بموهبته، لذا هو قدوة لخالد سليم ومثاله الأعلى.

يؤكد سليم أن سعادته اكتملت كذلك حظه عندما غنى مع مدحت صالح  دويتو «كوكب تاني» بعدما أعادا توزيع الأغنية.

رافق الحظ نسرين في بداياتها إذ شاركت مع نجوم كبار، على غرار يسرا، في أعمال عدة، ومع المخرج يسري نصر الله في فيلم «احكي ياشهرزاد»، ومع أنها أدت دور البطولة في مسلسل «سجن النسا» إلا أنها كانت محظوظة بالنجاح والحفاوة التي قوبل بها دورها في العمل.

حسن الحظ فرصة، بالنسبة إلى نسرين، لكن يجب أن يترافق مع تعب ومجهود يبذلهما الشخص لتحقيق ذاته، ورغم إيمانها بوجود سوء حظ ولكنها ترفض الاستسلام له.

back to top