المبارك: علاقة الكويت و«دايملر» تجسيد للشراكة الناجحة

نشر في 20-09-2014 | 00:01
آخر تحديث 20-09-2014 | 00:01
• مثّل الأمير في الاحتفال بمرور 40 عاماً على استثمار الكويت في الشركة الألمانية

• «الشراكة تعكس نجاح الرؤية السامية في الاستثمارات الطويلة الأجل لخدمة الأجيال القادمة»

مثّل سمو رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو أمير البلاد في احتفال شركة «دايملر» بمرور 40 سنة على استثمار الكويت فيها، معتبراً أن تلك الشراكة تعكس بوضوح نجاح الرؤية السامية الثاقبة في السعي إلى استغلال الفوائض المالية في استثمارات طويلة الأجل تكون عوناً للأجيال القادمة.

أكد ممثل سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد، رئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ جابر المبارك ان الاحتفال بمرور 40 عاما على استثمار دولة الكويت في شركة «دايملر» يعد تجسيدا لمفهوم الشراكة الاقتصادية الناجحة بين الكويت وألمانيا.

وقال سموه، في كلمته التي ألقاها ليل امس الأول في الحفل الذي أقامته «دايملر» بهذه المناسبة، إن «تلك الشراكة تعكس بوضوح نجاح الرؤية الثاقبة لأمير الكويت الراحل المغفور له الشيخ جابر الأحمد في السعي إلى استثمار الفوائض المالية في استثمارات طويلة الأجل تكون عوناً للأجيال القادمة لمواجهة المستقبل».

كلمة المبارك

وفي ما يلى نص الكلمة:

«بسم الله الرحمن الرحيم، السادة المجلس الإشرافي ورئيس وأعضاء مجلس إدارة شركة دايملر - بنز، الحضور الكرام، يسرني ان اشارككم حفلكم الكريم ممثلا عن حضرة صاحب السمو أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد بمناسبة مرور أربعين عاما على استثمار دولة الكويت في شركة (دايملر) العريقة.

كما يسرني في البداية أن أنقل لكم ولشعبكم الصديق تحيات سيدي حضرة صاحب السمو أمير البلاد وتحيات دولة الكويت حكومة وشعبا، معربين لكم عن تقديرنا للجهود الكبيرة التي تبذلها جمهورية ألمانيا الاتحادية الصديقة لتحقيق انجازات رائدة يشهد لها العالم جميعا على صعيد وحدة ألمانيا وقوة اقتصادها، فضلا عن الدور المشهود لبلادكم على مستوى الاتحاد الأوروبي، وهو دور سيبقى بلا شك حاضرا في تاريخ بلادكم والقارة الأوروبية.

ان احتفالنا اليوم يعد تجسيدا لمفهوم الشراكة الاقتصادية الناجحة كما انه يعكس بوضوح نجاح الرؤية الثاقبة لأمير الكويت الراحل المغفور له الشيخ جابر الاحمد في السعي لاستثمار الفوائض المالية في استثمارات طويلة الاجل تكون عونا لاجيالنا القادمة لمواجهة المستقبل بكل ثقة وعزيمة حيث اتى الاستثمار في شركة (دايملر) العريقة احدى اهم الشركات في المانيا والعالم بمثابة الوسيلة المثلى لتحقيق تلك الرؤية. كما ان التطلعات المستقبلية والتوجيهات السامية لأمير دولة الكويت الشيخ صباح الاحمد بتعزيز وترسيخ العلاقات الاقتصادية والاستثمارية مع جمهورية المانيا الاتحادية تأتي دعما لتعزيز وتطوير العلاقة بين بلدينا.

الحضور الكرام، إننا اليوم لا نحتفل بنجاح علاقة اقتصادية امتدت أربعين عاما، بل نحتفل بتتويج المساعي الحثيثة والرؤية الثاقبة لقيادتي البلدين من أجل أن تكون العلاقة بين بلدينا نموذجا يحتذى به في العلاقات بين الدول.

واسمحوا لي بهذه المناسبة أن أنتهز الفرصة لأسلط الضوء على بعض أوجه النجاح والتميز في العلاقة بين بلدينا والمتمثلة في حجم استثمارات الهيئة العامة للاستثمار في ألمانيا والتي بلغت حوالي 14 مليار يورو وتبادل تجاري بلغ أكثر من مليار ونصف المليار يورو بالاضافة إلى التعاون الوثيق القائم في العديد من المجالات كالصحة والدفاع والتعليم وغيرها من المجالات الأخرى الأمر، الذي يكرس بما لا يدعو للشك ريادة هذه العلاقة في كافة أوجهها ومختلف جوانبها كما لا يسعنى إلا أن أؤكد لكم رغبة دولة الكويت وعزمها المضي قدما نحو الارتقاء بالعلاقات بين البلدين إلى آفاق أرحب ومجالات أوسع تعود بالمنفعة على بلدينا وشعبينا الصديقين.

وفي الختام، لا يسعنى إلا أن أتقدم بالشكر لكل العاملين بالهيئة العامة للاستثمار وشركة (دايملر) على ما بذلوه من جهود طوال السنوات الأربعين الماضية من أجل تعزيز وانجاح هذا التعاون وهنا نستذكر بالتقدير كلا من السيد عبدالرحمن سالم العتيقي والمرحوم خالد صدر الدين أبو السعود اللذين كان لجهودهما الحثيثة الأثر البالغ في ترسيخ أسس هذه الشراكة الناجحة وتحقيق نتائجها، كما لا يفوتني في ختام كلمتي أن أتقدم بصادق التمنيات لشركة (دايملر) العملاقة بالمزيد من النجاح والتميز... والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته».

الوزير الصالح

وحضر الحفل الذي اقيم في متحف «مرسيدس بنز» في مدينة شتوتغارت أعضاء الوفد الرسمي المرافق لسمو رئيس مجلس الوزراء ورئيس غرفة صناعة وتجارة الكويت علي ثنيان الغانم، وأعضاء مجلس ادارة الهيئة العامة للاستثمار، وسفير الكويت لدى ألمانيا د. منذر الغانم وقنصل الكويت في فرانكفورت اسعد البحر.

وألقى وزير المالية رئيس مجلس ادارة الهيئة العامة للاستثمار أنس الصالح كلمة في الحفل اشار فيها الى أن «الكويت وقفت في العقود الاربعة الماضية الى جانب شركة (دايملر) في الاوقات الصعبة التي مرت بها الشركة، ولم تفقد في يوم من الايام الثقة فيها».

وفي ما يلي نص كلمة الصالح:

تتشرف الهيئة العامة للاستثمار ان تحتفل في هذا اليوم بمرور اربعين عاما على استثمارها في شركة ديملر وإنه لمن حسن الطالع ان تتزامن هذه المناسبة مع حدثين هامين شهدهما هذا العام، وهما احتفال دولة الكويت بمرور خمسين عاما على العلاقات الدبلوماسية الطيبة مع ألمانيا وفوز ألمانيا بكأس العالم لكرة القدم للمرة الرابعة، لذا يسعدني ان اتقدم بخالص التهاني على هذا الانجاز، خاصة ان شركة دايملر هي الراعي الرسمي للمنتخب الالماني.

وبالرجوع الى التاريخ نستذكر انه عندما استثمرت دولة الكويت في شركة دايملر في سبتمبر من العام 1974 صدرت العناوين الرئيسية لاشهر الصحف تنذر من عواقب هذا الاستثمار، حيث ذكرت صحيفة واشنطن بوست في 2 ديسمبر 1974 (لقد انتابت المانيا الغربية صدمة جراء بيع اسهم دايملر بنز) وعناوين اخرى مثل (العرب اشتروا دايملر بنز) و(الكويت وراء شراء بنز) وذكرت صحيفة فاينانشال تايمز (بون مستاءة من سرية صفقة دايملر بنز) كما نقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن وزير الدولة في وزارة الاقتصاد لالمانيا الغربية في ذلك الوقت قوله (الحكومة الفيدرالية عميل مهم لدايملر بنز ولن نقف غير مبالين بهذا الموضوع) الا ان دريزنر بنك والذي كان يتولى عملية بيع الاسهم المملوكة لعائلة كوانت في شركة دايملر الى دولة الكويت قام بطمأنة الحكومة الالمانية والرأي العام عندما صرح بأن الكويت ليس لديها اي نية للحصول على اصوات من اجل ادارة الجانب التجاري للشركة.

وقد تم تأكيد هذا الموقف لاحقاً وفقا لما نشرته صحيفة هيرالد تايمز من ان دريزنر بانك اكد لوزير الاقتصاد في حكومة ألمانيا الغربية انذاك ان الكويت لا تنوي التدخل مطلقا في ادارة ثاني اكبر شركة سيارات في المانيا الغربية.

ولاحقا وبعد ان هدأت النفوس اكدت حكومة المانيا الغربية انه (ليس لديها اي تحفظات استراتيجية مباشرة بشان الصفقة طالما تمسكت الكويت بتعهدها بمنح شركة دايملر مطلق الحرية في ادارة عملياتها) وقد كان ذلك، فقد حافظت الهيئة العامة للاستثمار على تعهدها وزادت على ذلك بان تمسكت بوجودها في شركة دايملر حتى في احلك الظروف ولم تفقد الثقة ابدا في معدن هذه الشركة ورونقها، لقد كنا ولا نزال شريكاً ثابتاً يمكن الاعتماد عليه، فقد تطورت ملكية الهيئة في دايملر من حصة تبلغ 14.6 في المئة اي حوالي 329 مليون يورو عام 1974، إلى أن اصبحنا بعد مرور اربعين عاما نعد أكبر مساهم في دايملر، حيث تمتلك الهيئة حالياً 6.9 في المئة تقدر قيمتها بما يزيد على 5 مليارات يورو.

تضاعف الاستثمارات

السيدات والسادة... لطالما آمنت الهيئة بآفاق التقدم في ألمانيا فمن محفظة صغيرة في بنك دريزنر في منتصف ستينيات القرن الماضي تطورت عبر السنوات لتمتلك الهيئة الآن ما يقارب 14 مليار يورو مجموع استثماراتها في المانيا، حيث تدار هذه الاستثمارات من خلال 31 من مديري المحافظ الخارجين مقسمة الى 17 محفظة للاسهم و14 محفظة للسندات وبذلك تعد المانيا اكبر مضيف لاستثمارات الهيئة في قارة اوروبا، ذلك ان الهيئة العامة للاستثمار تعتبر الاقتصاد الالماني عصب الاقتصادات ليس لاوروبا فقط بل لكل العالم، والدليل على ذلك انه خلال العشر سنوات الماضية زادت استثمارات الهيئة ثلاثة اضعاف، حيث كانت تشكل في عام 2004 نحو 4.6 مليارات يورو فقط.

ان الهيئة العامة للاستثمار وبصفتها مستثمر سيادي يتصف بالمسؤولية والنفس الطويل تنتهج سياسة عدم التدخل في ادارة الشركات او السعي لتحقيق ارباح قصيرة الاجل على الرغم من الاغراءات العديدة، وهي تسعى جاهدة لتحقيق النماء والاستقرار وتوفير فرص العمل اينما حلت، فسياستها المحافظة تتسم بالصبر والثبات حتى في ذروة الازمات المالية العالمية، ومثلما اعطى سلفي قبل 40 عاما عهد دولة الكويت لحكومتكم الموقرة، ها انا ذا اليوم اجدد العهد، فليس من سبيل اما بلدينا الا مزيد من تعزيز العلاقات وزيادة استثماراتنا في المانيا الصديقة.

وختاما، وبالنيابة عن اعضاء مجلس ادارة الهيئة العامة للاستثمار وكل العاملين فيها، أتقدم بالشكر والتقدير لسمو الرئيس وللحضور الكرام ولجميع العاملين في شركة دايملر على مشاركتكم الكريمة في هذه المناسبة، املا استمرار الثقة المتبادلة والشراكة البناءة بين الهيئة العامة للاستثمار وشركة دايملر، شاكرا لكم حضوركم الكريم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته».

«دايملر» فخورة بالشراكة

وكان الحفل قد استهل بكلمة ألقاها رئيس مجلس أمناء مجموعة «دايملر» مانفريد بيشهوف، حيث أشاد بتعاون الشركة مع الهيئة العامة للاستثمار.

وقال بيشهوف: «في الأربعين عاما الماضية اصبحت دولة الكويت رغم المد والجزر الذي شهدته شركة (دايملر) أكثر شريك يمكن الثقة به، ولهذا نريد التعبير عن شكرنا للكويت، فنحن نشعر بالفخر بوجود شريك الى جانبنا يمكن الاعتماد عليه، ونستطيع معه صقل مستقبل شركتنا المشرق».

بدوره، أشاد رئيس شركة (دايملر) ديتر تسيتشه بالشراكة مع الكويت التي قدمت «لنا الدعم الكامل في السنوات الاربعين الاخيرة من اجل اتخاذ القرارات الصحيحة ومنحتنا جميع الحريات من اجل تطوير عمل شركتنا»، معرباً عن شكره لهيئة الاستثمارات «للثقة والصداقة التي منحتنا اياها في العقود الأربعة الماضية، الأمر الذي يستحق التقدير».

اما غونتر اوتينغر نائب رئيس المفوضية الأوروبية لشؤون الطاقة، فأشاد بتعاون «دايملر» مع الكويت، قائلا ان الكويت «اتخذت بقرارها عام 1974 المساهمة في شركة دايملر قرارا ذكيا ينم عن تطلعات قيادتها الحكيمة الى المستقبل، فقد اثبتت القيادة الكويتية كيفية استغلال عوائد النفط بطريقة ذكية وفعالة».

وأضاف اوتينغر أن تلك «الشراكة قد تكون مثالا يحتذى في المستقبل من أجل التعاون بين الكويت والاتحاد الاوروبي في مجال الطاقة، فلدى الاتحاد الاوروبي اهتمام بالتعاون مع الكويت في مجال تطوير طرق فعالة من اجل استخراج النفط».

رئيس الوزراء يطلع على «سيارات المستقبل»

زار رئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ جابر المبارك «مركز التصميم» في المجموعة الألمانية لصناعة السيارات «دايملر»، حيث كان في استقباله ديتر تسيتشه رئيس مجلس ادارة مجموعة «دايملر»، وبودو أوبر رئيس قسم التمويل والبروفيسور توماس فيبر رئيس قسم التطوير والبحوث، اضافة الى البروفيسور غوردون فاغنر رئيس مركز التصميم.

وقام سموه مع الوفد المرافق بجولة تفقدية للمركز، حيث تعرف على اقسامه، واستمع الى شرح القائمين على القسم حول مراحل انتاج السيارات، في القسم الذي يعد من الاقسام الرئيسية في «دايملر»، وتعرف على نماذج سيارات المستقبل.

وفي ختام الجولة، سجل سموه كلمة في سجل شرف مجموعة «دايملر»، معرباً عن سعادته مما استمع اليه من شرح واف ومفصل حول الاقسام المختلفة في مصانع الشركة.

back to top