«الآيباد» في مدارس «التربية»... تجارب فردية وتعميمه بحاجة إلى قرار جريء

نشر في 06-05-2013 | 00:03
آخر تحديث 06-05-2013 | 00:03
طموحات الوزارة للتحول إلى التعليم الإلكتروني تراوح مكانها منذ سنوات
بعد أن أرجأ مجلس وكلاء «التربية» قبل أكثر من عام اعتماد مشروع أجهزة اللابتوب لطلبة الثانوي أو استبدالها بأجهزة «الآيباد» لمزيد من الدراسة، وبعد أن طال أمد هذه الدراسة، طبقت بعض المدارس، بجهود فردية، مشروعات صغيرة عبر استخدام «الآيباد» في التعليم والعمل الاداري، لتسبق بذلك وكلاء التربية واجتماعاتهم ودراساتهم التي تستغرق وقتاً طويلاً كما هي العادة.

كثر حديث مسؤولي وزارة التربية عن ادخال التكنولوجيا والوسائل الحديثة في التعليم، وأكد وزير التربية وزير التعليم العالي د. نايف الحجرف أهمية التحول إلى نظام التعليم الالكتروني، إلا أن الوزارة لاتزال تراوح مكانها، في مجال ادخال التطبيقات الحديثة وتوفير الاجهزة للطلبة والهيئات التعليمية لتحقيق ما تصبو إليه من تطوير للعملية التعليمية.

 وفي ظل هذه التطلعات والأماني التي تسعى الوزارة إلى تحقيقها، قامت بعض المدارس بتنفيذ مشاريع فردية بمجهودات شخصية لتوفير اجهزة الايباد واستخدامها في بعض الفصول الدراسية لادخال عنصر التشويق في هذه الفصول وتحقيق التحول التكنولوجي الذي عجزت الوزارة عن تحقيقه، حيث طبقت هذه المدارس تجارب ناجحة إلى حد ما في مجال استخدام الكمبيوترات اللوحية "الآيباد" من أجل التواصل مع الطلبة وشرح الدروس واستخدام وسائل الشرح المساعدة والافلام التوثيقية، اضافة إلى التواصل بين الادارات المدرسية والمعلمين والطلبة وأولياء أمورهم، بما يخدم الارتقاء بمستوى التحصيل العلمي للطلبة ومتابعة أدائهم بشكل يومي.

وللوقوف على هذه التجارب ومدى نجاحها قامت "الجريدة" بمحاورة قياديي "التربية" وعدد من مديري ومديرات المدارس التي كانت لها تجارب في تطبيق ادخال اجهزة الايباد في العملية التعليمية وفي ما يلي التفاصيل:-

بداية، أكد الوكيل المساعد للتعليم العام محمد الكندري أهمية ادخال التكنولوجيا والوسائل التعليمية الحديثة في المدارس والاستفادة منها في خلق جو تعليمي مشوق للطلبة، مشيرا إلى أن الوزارة لديها العديد من المشاريع التنموية في هذا المجال.

وقال الكندري لـ"الجريدة" إن التربية تسعى لتنفيذ عدد من المشاريع في مجال التعليم الالكتروني ومنها استخدام اجهزة اللابتوب والكمبيوترات اللوحية "الآيباد" في شرح الدروس والتواصل مع الطلبة وأولياء أمورهم، لافتا إلى ان عدداً من المدارس قام بتنفيذ أفكار جريئة في هذا المجال، ولاقت قبولا واستحسانا من قبل التواجيه الفنية المتابعة لها.

وأضاف أن استخدام الاجهزة الحديثة يساهم في اضافة عنصر التشويق على التعليم، اضافة إلى تسهيل الحصول على المعلومة وإمكانية المشاركة بين الطلبة لهذه المعلومات والتواصل الدائم مع المعلم والادارات المدرسة، فضلاً عن إمكانية اطلاع أولياء الامور على نتائج ابنائهم، ما يساهم في الارتقاء بمستوى الخدمات التعليمية المقدمة للطلاب بما يعود عليهم بالنفع، لافتاً إلى أن الوزارة لا تمانع من قيام المدارس باستخدام هذه الاجهزة ولكن بشرط عدم تكليف أولياء الامور أي مبالغ مالية.

وأوضح الكندري أن الادارات المدرسية يمكنها التواصل مع المنطقة التعليمية واخذ الموافقة على تطبيق المشروع بالتعاون مع التواجيه الفنية للمواد وتوجيه الحاسوب في المنطقة، لافتا إلى أن المسألة تحتاج إلى بعض الوقت لتعميم برامج التعليم الالكتروني في جميع المدارس، لكن الوزارة ماضية في هذا المجال بعد الحصول على الموافقات من الجهات المختصة في الدولة.

الجانب التعليمي

من جانبها، قالت مديرة ثانوية الروضة بنات فاطمة حسن إنها قامت بتطبيق مشروع استخدام الايباد في المدرسة بمجهودات فردية، ومن خلال التواصل مع أولياء أمور الطالبات، موضحة أن قسم الحاسوب في المدرسة استطاع توفير برامج وتطبيقات اضافة إلى توفير شرح للدروس من خلال اجهزة الايباد بالتعاون مع الاقسام العلمية للمواد الدراسية.

وأضافت حسن أن عملية توفير الاجهزة كانت اختيارية حيث لا تملك المدرسة الزام الطالبات بإحضار الجهاز، لكن هناك عدداً كبيراً منهن احضرن الاجهزة واستفدن من التجربة، مشيرة إلى أنه يتم عرض دروس تفاعلية وتطبيق اختبارات وحل للواجبات خلال الفترة المسائية بطريقة مشوقة وجاذبة، الأمر الذي ساهم في رفع مستوى التحصيل بشكل ملحوظ، مشيرة إلى أن المعلمات يتابعن الطالبات عن طريق الاجهزة ويتم حصر الاجابات بسرعة كبيرة.

وأوضحت أن البرامج المستخدمة مكنت من التواصل مع اولياء الامور لمعرفة نتائج بناتهم والمساهمة في حل المشاكل التي تواجههن، وهو ما دفع نحو عقد لقاءات مع أولياء الامور لتطبيق فكرة التواصل، حيث ان بعض الطالبات قد لا يرغبن في عملية التواصل مع اولياء الامور لرغبتهن في أن يظل مستواهن غير معروف لأسرهن.

وأشارت إلى أن اضافة الافلام التعليمية تتم بكل سهولة ويسر من خلال اجهزة الايباد، لافتة إلى أن قسم الحاسوب في المدرسة قام بعمل دورات للمعلمات في مجال البوربوينت لتصميم الدروس وادخال وسائل الشرح المساعدة ودورات في كيفية متابعة المعلمات للطالبات وتسجيل الحضور والغياب، لافتة إلى أن المدرسة طبقت تجربة الايباد في المجال الاداري، حيث حصلت على المركز الاول على مستوى المدارس الثانوية في العاصمة التعليمية بنين وبنات، في استخدام برامج وتطبيقات لمتابعة المعلمات، فضلاً عن متابعة الزيارات والخطة الدراسية ومتابعة رئيسات الاقسام وتسليمهن المهام.

وأضافت حسن انها عملت على الاستفادة من البيانات الموجودة في سجل الطالب والمعلم وتخزينها في برامج الايباد، بحيث تكون في متناول يدها في أي وقت، ما يمكنها من التواصل مع المعلمات في حال وجود أي طارئ، لافتة إلى أن 90% من المعلمات يستخدمن الاجهزة ويتفاعلن مع البرامج والتطبيقات المستخدمة، بما يسهل العمل ويلغي العمل الورقي إلى حد كبير.

وبينت أن ما تقوم به المدارس التي اختارت تطبيق مشاريع استخدام الايباد في التعليم وإثباتها لنجاح التجربة وجني ثمارها سيعمل على تشجيع الوزارة في تعميم التجربة وتحقيق الاستفادة القصوى منها في جميع المدارس التابعة لها، لافتة إلى وجود تأييد ودعم كامل من قبل مدير عام المنطقة يسرى العمر والمراقب عادل الراشد في مجال المضي قدما في تطبيق مشروع الايباد في الجانبين التعليمي والإداري.

مواكبة التطور

من جانبها قالت مديرة مدرسة عمرو بن العاص الابتدائية بنين ناهد القلاف إن استخدام اجهزة الايباد في العملية التعليمية أمر لا بد منه، لاسيما مع التطور التكنولوجي الحاصل في العالم والذي يجبرنا على مواكبته، مشيرة إلى أنها المدرسة تستخدم اجهزة الايباد في المتابعة الفنية للعمل من خلال برامج وتطبيقات، حيث يتم التواصل مع المعلمات ورؤساء الاقسام بشكل سلسل ويسير.

وقالت القلاف إن تطبيق استخدام الايباد في المتابعة والسجلات لا يغني عن السجلات الورقية، حيث إن هذه الاجهزة معرضة للعطل والفيروسات، وبالتالي لن نستغني عن الورقي الذي سيكون في هذه الحالة المرجع الذي نرجع إليه لحفظ الحقوق ومعرفة جميع التفاصيل، مبينة أن استخدامات الايباد لا تنحصر في الجانب الاداري وإنما يمكن استخدامه في الجانب التعليمي.

وأضافت أن التطبيقات المستخدمة في الجانب التعليمي تعمل على جعل الجهاز عنصر تشويق للطلبة، ما يحببهم في المادة الدراسية، وهو مناسب للاستخدام داخل الفصول الدراسية اذا ما احسن استخدام التطبيقات بشكل يثري المادة العلمية، لافتة إلى أن أغلب التجارب المطبقة في المدارس جاءت بجهود فردية واجتهادات شخصية.

وأوضحت أن استخدامات الاجهزة اللوحية لها محاسن كثيرة، كما أن لها بعض السلبيات، فرغم أنها سهلة الاستخدام ومشوقة للطالب وتسهل عملية الحصول على المعلومة وبسرعة، إلا أنها متعبة للعين والأعصاب وتساهم في تقليل النشاط الحركي للطلبة، وبالتالي تساهم في بدانتهم خاصة طلبة المرحلة الابتدائية، حيث إن الوزارة قامت بتوفير ساحات ألعاب لممارسة الأنشطة الرياضية والتمارين الحركية، لما يحتاجه طلاب هذه المرحلة العمرية من نشاط وبذل جهود حركية لتفريغ طاقاتهم، واستخدام الاجهزة يقتل هذه الطاقات ويحبسها ليتم تفريغها بشكل سلبي.

مجهود شخصي

ومن المدارس التي كان لها السبق في تطبيق استخدام أجهزة الايباد والأجهزة التكنولوجية الحديثة في التعليم مدرسة مهلهل المضف المتوسطة بنين، حيث أدخلت مدرسة مهلهل المضف أجهزة «الآيباد» إلى فصولها، بالتعاون مع أولياء أمور الطلبة في الصفين السادس والسابع، بهدف خلق جو تربوي جاذب للطلبة ورفع مستوى التحصيل العلمي لديهم.

وأكد مدير المدرسة هشام المزيدي أن المشروع تم بمجهود شخصي بإدخال أجهزة "الآيباد" بالتعاون مع أولياء الأمور، حيث أصبح لكل طالب جهازه الخاص، الذي وضعت فيه جميع المواد الدراسية ما خلق جوا تعليميا فريدا، أضفى على المدرسة تغييرات جعلتها من المدارس المتميزة في البلاد.

وأضاف المزيدي أنه بعد بحث الموضوع مع الادارة المدرسية بالتعاون مع أولياء الأمور، تم توفير الاجهزة لطلبة الصفين السادس والسابع، مع تصميم المناهج والكتب الدراسية على الجهاز، وكذلك توفير فصول خاصة بكل مادة دراسية على حدة، ووفرت فيها كل وسائل الشرح من أجهزة حاسوب وداتا شو وغيرها من الادوات التي تخدم المنهج وتبسط عملية ايصال المعلومة للطلبة، مشددا على أن الفكرة ناجحة بكل المقاييس.

وبين ان الموجهة الاولى لمادة الحاسوب بمنطقة حولي التعليمية نجيبة دشتي هي صاحبة فكرة مشروع "الآيباد"، وكانت تهدف إلى تحويل حقيبة الطالب الورقية ثقيلة الوزن الى جهاز خفيف يضم في ثناياه الكتب المدرسية كاملة، بالاضافة إلى كونه وسيلة تعليمية مصورة، ومرجعا ومكتبة عالمية لجميع الدروس التصويرية المساندة للمنهج، موضحا أنها ساعدت كثيرا في اتمام المشروع.

وأوضح أن وجود جهاز "الآيباد" ساهم كثيرا في تخفيف الحقيبة المدرسية على الطلبة، اضافة إلى توفير بيئة جاذبة للطلبة تجعلهم يقبلون على الدراسة بشكل اكبر، مشيرا إلى أن الادارة المدرسية قامت بتوفير المناهج على هيئة كتب الكترونية وضعت على اجهزة الاي باد، ويمكن للطالب من خلالها تصفح الكتاب وقراءته بكل سهولة ويسر، إضافة إلى امكان وضع الملاحظات عليه، والرجوع لها في أي وقت، وحل الاسئلة، وكذلك تم وضع ملفات صوتية ومرئية تخدم المنهج وتسهل ايصال المعلومة للطلبة.

وذكر أن الطلبة أحبوا الفكرة كثيرا، خاصة أنهم يستطيعون من خلال الجهاز البحث عن وسائل وأفلام تخدم المنهج، مشيرا إلى أن المشاكل والملاحظات خفت كثيرا داخل المدرسة، ما ساهم في اضفاء أجواء مريحة للطلبة أنفسهم، وجعل المدرسة بيئة جاذبة لهم لا يرغبون في مغادرتها.

back to top