60 سنة من المرح

نشر في 14-06-2015 | 00:02
آخر تحديث 14-06-2015 | 00:02
في ليلة ممطرة من فصل الربيع، توجه خبير التكنولوجيا في {ديزني لاند}، تشاك ديفيس، نحو {الشارع الرئيس} من المدينة كي يشرف على التحضيرات لعرض الألعاب النارية الجديد وعرض الأضواء احتفالاً بالذكرى الستين لنشوء مدينة الألعاب.
جُمعت البروجكترات وأجهزة الليزر والألعاب النارية ومعدات الصوت لعرض شخصيات {ديزني} المعروفة على واجهة المباني الواقعة في {الشارع الرئيس} في حين تصدح الموسيقى وتنطلق الألعاب النارية فوق {قصر الأميرة النائمة}. إنه أحد المواقع الثلاثة التي أعيد ترميمها للاحتفال.
لكن كانت الموسيقى التي تتصاعد من مكبرات الصوت الخارجية متقطعة، ولم تكن الصور المتحركة متطابقة بشكل مثالي مع مباني {الشارع الرئيس}.
قال ديفيس ساخراً عندما كان يدوّن الملاحظات عن الأخطاء الحاصلة: {لو كانت هذه المهمة سهلة، لقام بها أيٌّ كان}.
دخلت {ديزني لاند} عقدها السابع، ماذا كتب هيوغو مارتن في {لوس أنجلس تايمز}؟
بعد ستين سنة من افتتاح والت ديزني لمدينة الألعاب هذه من خلال استعمال محركات الغاز والمحركات الكهربائية والبكرات والتروس، تدخل {ديزني لاند} عقدها السابع عبر تكثيف استعمالها لتقنية رسم الخرائط بالليزر والبروجكترات العالية الدقة والصمام الثنائي الباعث للضوء وتكنولوجيا الأشعة تحت الحمراء لسرد قصص {ديزني} الكلاسيكية.

من خلال الاتكال الواسع على الوسائل الرقمية، تصبح مدينة الألعاب مرنة بما يكفي لتحديث مواقعها الجاذبة عبر تركيب برامج جديدة بدل جلب دعامات فولاذية ثقيلة وكميات كبيرة من الملاط والخشب الرقائقي للبناء.

قال بوب غور (84 عاماً)، وهو أحد المبتكرين الأصليين الذين عملوا مع ديزني، وهو يعمل الآن كمستشار في مدينة الألعاب: {الأمر أشبه بما يحصل في دار السينما. نحن نغير الفيلم بكل بساطة من وقت إلى آخر}.

رفض المسؤولون في شركة {ديزني} التحدث عن كلفة تحديث الاحتفال والألعاب النارية وعرض {عالم الألوان} المدهش الذي بدأ في الشهر الماضي. لكن قيل إن شركة {والت ديزني} استثمرت نحو 1.2 مليار دولار في حدائقها ومنتجعاتها المحلية في عام 2014، بعد أن كانت ميزانيتها 1.14 مليار دولار في عام 2013.

من المتوقع أن ينجح هذا الاستثمار، وتحديداً لأن شركة {ديزني} تخطط لتقديم الابتكارات الجديدة في نهاية السنة.

يقول المديرون التنفيذيون إن الشركة لديها تاريخ طويل في مجال استعمال التكنولوجيا المتقدمة بما يضمن أن تبهر مختلف مواقع مدينة الألعاب الضيوف.

قال توم ستاغز، رئيس قسم التشغيل في شركة {والت ديزني}: {من ناحية معينة، لا يختلف الوضع الراهن عن ما كان يحصل حين فتح والت مدينة {ديزني لاند} لأنه كان يستعمل بدوره أحدث التكنولوجيا الرائجة في تلك الحقبة. هذه هي مقاربتنا منذ البداية}.

 

{أرض السيارات}

 

حين كانت شركة «بربانك» تحتاج إلى زيادة عدد الزوار في مدينة «مغامرات كاليفورنيا في ديزني»، أنفقت نحو 1.1 مليار دولار لافتتاح «أرض السيارات» في عام 2012، وقد أضافت أجهزة تحكم محوسبة إلى المركبات في لعبة السباق Radiator Springs Racers. زاد الزوار بنسبة 10% تقريباً في عام 2013، وهو معدل أفضل من الزيادة التي اقتصرت على 1.5% في مدينة {ديزني لاند} المجاورة، وفق تقديرات شركة المحاسبة والهندسة {إيكوم}.

يقول محبّو مدينة {ديزني لاند} إنهم لا يمانعون استعمال التكنولوجيا المتقدمة في المواقع الجديدة طالما لا تغير المدينة الألعاب القديمة.

أوضح ستيف كوايت، صاحب تأشيرة سنوية لدخول {ديزني لاند} من شيكاغو: {يمكنهم استعمال بعض التقنيات الجديدة والمتطورة شرط ألا يمسّوا بالتاريخ}.

لجأت مدن ألعاب أخرى إلى التكنولوجيا الرقمية الجديدة لجذب الزوار. تستعد مدينة {يونيفرسال ستوديوز هوليوود} و}مزرعة نوتس بيري} في مدينة {بيونا بارك} المجاورة لإطلاق ابتكاراتهما الخاصة خلال هذا الصيف وهما تتكلان بشدة على العروض ثلاثية الأبعاد وأنظمة الاستهداف بالأشعة تحت الحمراء والشاشات المتحركة (360 درجة).

أضاف غور: {قطاع مدن الألعاب ضخم جداً. لكن تبقى المنافسة فيه شرسة}.

في الوقت نفسه، يجب أن يتجنب مديرو مدن الألعاب الميل إلى الإفراط في استعمال الحِيَل الرقمية كي لا يحصلوا في النهاية على موقع يفتقر إلى القصة أو حس المغامرة.

قال ديف كوب، نائب رئيس قسم التنمية الإبداعية في مجموعةThinkwell  (شركة لتصميم مدن الألعاب في {بربانك}): {في النهاية، يجب أن تتفوق العاطفة والخبرة على التكنولوجيا}.

بالإضافة إلى عرض الألعاب النارية الجديد، أطلقت {ديزني لاند} استعراضاً جديداً يستعمل مليون ونصف ضوء عامل بنظام الصمام الثنائي الباعث للضوء، وتتصل تلك الأضواء كلها بعربات لها منصة وراقصين، وتنبض الأضواء بطريقة متناسقة مع إيقاع الموسيقى. تقوم التكنولوجيا العاملة بالأشعة تحت الحمراء داخل أذنيّ {ميكي ماوس} بتشغيل الأضواء في الأذنين كي تتحرك بالتنسيق مع موسيقى الاحتفال.

في مدينة {مغامرات كاليفورنيا في ديزني}، ابتكر ديفيس وفريقه عرضاً جديداً اسمه {عالم الألوان} وقد قدّمه الممثل نيل باتريك هاريس و{ميكي ماوس} الذي تظهر صوره على شكل لقطات مائية في الهواء.

في مدينة {ديزني لاند}، بدأ ديفيس يجمع التقنيات المستعملة لعرض {ديزني لاند إلى الأبد}  الجديد منذ 18 شهراً. تطلّب العرض مهارات 100 عامل تقريباً، بما في ذلك خبراء في الألعاب النارية ومهندسي صوت وخبراء حواسيب.

تقنيات

 

يشمل معظم التقنيات المتقدمة التي تُستعمل في عرض الألعاب النارية أنظمة إسقاط الخرائط على مباني {الشارع الرئيسي} وهياكل أخرى في المدينة، مثل {قصر الأميرة النائمة} و}ماترهورن}.

من خلال استعمال أجهزة الليزر التي تمسح سطح المباني ومختلف الهياكل، ابتكر التقنيون مشهداً افتراضياً ثلاثي الأبعاد تم تحميله على خادم رقمي خاص بمدينة {ديزني لاند}.

ثم استُعمل برنامج خاص لبرمجة البروجكترات كي تبث صوراً متحركة على سطح المباني وتبتكر حيلاً بصرية مثل {ويني ذا بو} الذي يقفز و}ماترهورن} الذي يتحول إلى البركان الشهير من فيلم Finding Nemo.

تم تركيب 25 بروجكتراً في أنحاء مدينة الألعاب، بعضها مدسوس وراء النوافذ في مباني {الشارع الرئيس} والبعض الآخر موضوع على أبراج مبنية أمام {قصر الأميرة النائمة}.

بعض الصور المتحركة مأخوذ من أفلام {ديزني} و}بيكسار} الكلاسيكية، لكن صُمّمت مقتطفات أخرى لعرض الألعاب النارية الجديد: {هذا العرض يستعمل التكنولوجيا أكثر من أي عرض آخر حصل في هذا المكان بأربع مرات. هو أكثر تطوراً بكثير}.

أضيفت أيضاً أضواء الليزر التي تنبثق من خلف القصر، فضلاً عن ثلج مزيف يتساقط على الحشود في {الشارع الرئيسي} خلال فقرة تشمل تشغيل الموسيقى من فيلم Frozen الذي حقق نجاحاً باهراً على شباك التذاكر.

تتّصل البروجكترات وأجهزة الليزر والألعاب النارية والموسيقى وآلات الثلج كلها بغرفة تحكم في الطابق الثاني من {مسرح لينكولن} في {الشارع الرئيسي} حيث يجلس ستة رجال ونساء أمام الحواسيب ويشاهدون العرض على شاشات مسطحة على الجدار.

حتى أن أحد أعضاء الفريق في غرفة التحكم يتعقب أنماط الطقس المتغيرة على حاسوب محمول. يمكن أن يستمر العرض خلال عاصفة أمطار لكن لن يطلق فريق العمل أي ألعاب نارية وسط الرياح الشديدة.

تم التنسيق بين جميع عناصر العرض عبر عداد رقمي يشغّله مدير المسرح قبل دقيقتين من موعد بدء العرض.

back to top