أميركا ستستأنف تمويل «الصحة العالمية».. وتطلق خطة لمواجهة الوباء

«السلالة المتحورة» تواصل انتشارها.. ودول تعود للإغلاقات

نشر في 21-01-2021 | 19:26
آخر تحديث 21-01-2021 | 19:26
No Image Caption
أعلنت الولايات المتحدة الخميس أنها ستستأنف المساهمة في تمويل منظمة الصحة العالمية فيما يتجه الرئيس الجديد جو بايدن إلى التعاون بشكل أكبر مع المجموعة الدولية لمكافحة وباء «كوفيد-19».

وفي أول يوم له كرئيس للولايات المتحدة، أكد بايدن أنه ألغى قرار سلفه دونالد ترامب بالانسحاب من المنظمة فيما سيطلق خطة بقيمة 1,9 تريليون دولار داخل البلاد لمكافحة الوباء.

وكلف خبير الأمراض المعدية انتوني فاوتشي بالتحدث أمام المنظمة. وقال فاوتشي عبر الفيديو أمام اجتماع منظمة الصحة العالمية في جنيف «في الظروف الراهنة، حشدت هذه المنظمة مجموعة العلوم والأبحاث والتطور لتسريع اللقاحات والعلاجات والتشخيص»، مؤكداً على أن الولايات المتحدة ستستأنف دفع مستحقاتها للمنظمة.

وكان بايدن من أشد منتقدي مقاربة ترامب لأزمة الوباء في الولايات المتحدة حيث بلغ عدد الوفيات في القوة الأولى في العالم 405 آلاف و400 منذ بدء تفشي الوباء، والولايات المتحدة هي الدولة التي تسجّل أكبر عدد وفيات جراء الوباء في العالم وأكبر عدد إصابات أيضاً (أكثر من 24,4 مليوناً).

ويسعى بايدن إلى تلقيح مئة مليون شخص في الأيام المئة المقبلة ووقع مرسوماً يجعل وضع الكمامات والتباعد الاجتماعي الزاميين للموظفين الحكوميين الأميركيين الذين يعملون في المباني الفدرالية.

وقال جيف زاينتس منسق فريق مكافحة «كوفيد-19» الجديد «على مدى سنة تقريباً، لم يكن بإمكان الأميركيين رؤية أي استراتيجية من قبل الحكومة الفدرالية».

ويقارب عدد الإصابات في العالم مئة مليون حالة والوفيات أكثر من مليونين فيما لا يزال ملايين الأشخاص من بكين وصولاً إلى برلين يعيشون وسط اجراءات إغلاق أو حظر تجول أو قيود أخرى.

وأوروبا كانت متضررة بشكل خاص رغم أن موسكو أعلنت الخميس أنها سترفع الكثير من القيود فيما عبر رئيس بلديتها سيرغي سوبيانين عن «تفاؤل حذر» بعد الاطلاع على الارقام الحالية.

السلالة المتحورة

وتواصل النسخة البريطانية المتحوّرة من الفيروس تفشيها في العالم وهي أكثر عدوى من الفيروس الأصلي سارس-كوف-2: كانت منتشرة في خمسين دولة في 12 يناير وباتت موجودة في 60 دولة ومنطقة على الأقلّ حتى الآن، وفق منظمة الصحة العالمية.

وسبق أن حذرت منظمة الصحة العالمية تكراراً من أن الدول الغنية تستحوذ على اللقاحات وهي نقطة تظهر جلية مع الوضع في أفريقيا حيث تشير الأرقام إلى أن الموجة الثانية كانت أشد بكثير من الأولى.

وقال جون نكينغاسونغ من المراكز الأفريقية لمراقبة الأمراض ومنعها أن المزيد من الاصابات يعني المزيد من الضغط على الأنظمة الصحية غير المجهزة جيداً أساساً، وقال «هذا يعني أيضاً استنفاد طاقات الممرضات والأطباء».

لكن الولايات المتحدة أعطت زخماً لجهود توزيع اللقاحات عبر إعلانها أنها تعتزم المشاركة في آلية كوفاكس، التابعة لمنظمة الصحة والتي تسعى لتأمين لقاحات إلى الدول الفقيرة.

وأكدت ألمانيا في هذا الوقت انها ستساعد روسيا على تطوير لقاح «سبوتنيك-في» الذي بدأ استخدامه في موسكو رغم أنه كان لا يزال في مرحلة التجارب السريرية.

وأظهرت النتائج الأولى من الدراسات على لقاح فايزر/بيونتيك أنه فعال في محاربة السلالة المتحورة من الفيروس التي ظهرت في بريطانيا التي تسجل أعداداً كبرى من الحالات أدت إلى بلوغ المستشفيات أقصى طاقاتها الاستيعابية.

وقال المستشار العلمي للحكومة باتريك فالانس «حين تذهب إلى المستشفى، في بعض الحالات يبدو الأمر أشبه بساحة حرب».

وحتى اليوم أطلقت ستون دولة ومنطقة على الأقل، تضمّ 61% من سكان العالم، حملات تلقيح وفق تعداد أعدّته وكالة فرانس برس، لكن تسعين في المئة من الجرعات التي تمّ حقنها تتركز في 11 دولة.

وفيات قياسية

تسجل بريطانيا حصيلة وفيات قياسية يومية وقد سرعت عملية الموافقة على عدة لقاحات مراهنة على التطعيم كحل أخير لوقف انتشار العدوى.

وأعلنت السلطات الصينية الأربعاء اكتشاف أولى الإصابات بهذه النسخة المتحوّرة في بكين.

وأعلنت بكين الخميس تعليق رحلات شركة الطيران الفرنسية «اير فرانس» بين باريس ومدينة تيانغين بالقرب من العاصمة الصينية، لأسبوعين بعد رصد خمس إصابات على متن طائرة وصلت من العاصمة الفرنسية.

في الهند، قتل خمسة أشخاص في حريق اندلع في مبنى في أكبر مصنع للقاحات في العالم في غرب البلاد الخميس لكن الشركة شددت على أن انتاج اللقاحات ضد وباء «كوفيد-19» لم يتأثر.

ولا تزال أزمة الوباء تتسبب أيضاً بهزّات سياسية، فقد أعلن رئيس الوزراء المنغولي الخميس استقالته، غداة تظاهرات في شوارع العاصمة أولان باتور للتنديد بمعاملة أمّ شابة مصابة بـ «كوفيد-19» ورضيعها.

ومدّدت السلطات اللبنانية الخميس فترة الإغلاق العام لأسبوعين إضافيين في ظل قفزة غير مسبوقة في أعداد المصابين والوفيات تُسجّل منذ مطلع العام فيما تغرق البلاد في أسوأ أزماتها الاقتصادية.

في أوروبا، تعقد الدول الـ27 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي مساء الخميس قمة جديدة عبر الفيديو مخصصة لمكافحة الوباء، في وقت تشدد دول عدة مثل ألمانيا، قيودها لمحاولة الحدّ من تفشي النسخ الجديدة من الفيروس.

وحذرت رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاغارد الخميس من أن تفشي الوباء يطرح «خطراً» على مسار العودة إلى النمو في منطقة اليورو.

وقالت لاغارد خلال مؤتمر صحافي عقدته بعد اجتماع قرر فيه مجلس حكام المؤسسة المالية الإبقاء على برنامج الدعم المالي للاقتصاد المتضرر جراء الأزمة الصحية، إن «اشتداد الوباء يطرح مخاطر على الآفاق الاقتصادية على المدى القريب».

رياضياً، أعلن رئيس اللجنة الاولمبية الدولية الألماني توماس باخ في مقابلة صحافية الخميس أن اولمبياد طوكيو 2020 المؤجل حتى الصيف المقبل سيقام في موعده «ولا توجد خطة بديلة».

وقال باخ لوكالة «كيودو» الاخبارية اليابانية «ليس لدينا في هذه اللحظة أي سبب للاعتقاد بعدم انطلاق اولمبياد طوكيو في 23 يوليو». وتابع قبل ستة أشهر من انطلاق الاولمبياد الصيفي «لهذا السبب لا توجد خطة بديلة ونحن ملتزمون تماماً بانجاح هذه الألعاب وجعلها آمنة».

back to top