الكويت تؤكد على التعددية والتعاون الدولي لمواجهة فيروس كورونا

نشر في 03-07-2020 | 11:29
آخر تحديث 03-07-2020 | 11:29
السفير منصور العتيبي
السفير منصور العتيبي
أكدت دولة الكويت اهمية التعددية والتعاون الدولي لمواجهة جائحة كورونا المستجد «كوفيد – 19» لاسيما وأن العالم يعيش أيام غير مسبوقة نتيجة لتفشي الفيروس الذي يشكل خطراً عابراً للحدود ومؤثراً على جميع نواحي الحياة الصحية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية.

جاء ذلك خلال كلمة دولة الكويت التي تم تقديمها كتابياً من قبل مندوب دولة الكويت الدائم لدى الأمم المتحدة السفير منصور العتيبي لجلسة مجلس الأمن مفتوحة النقاش حول الأوبئة والأمن.

وقال العتيبي أن «الفيروس أدى إلى مقتل نصف مليون شخص وإصابة 10 مليون آخر في كافة بقاع العالم فالجائحة تعد كما وصفها الأمين العام للأمم المتحدة أكبر تحدي يواجه العالم منذ الحرب العالمية الثانية علاوة على أنها مثال حي على الروابط الوثيقة ما بين الأوبئة والأمن».

وأضاف أن هذا الأمر الذي يتطلب من الجميع تظافر الجهود لمواجهة الأوبئة والأزمات الصحية العالمية والحد من آثارها القاسية وذلك عبر التعاون والتنسيق من خلال النظام الدولي المتعدد الأطراف والمنظمات الإقليمية والدولية فأزمة عالمية مثل هذه تتطلب حلول عالمية.

وذكر «شهدنا جميعاً إطلاق الأمين العام مارس الماضي لنداء تاريخي لوقف إطلاق النار في كافة أنحاء العالم التي تشهد فيها نزاعات مسلحة من أجل التركيز معاً على المعركة الحقيقية في حياتنا وهي معركة مواجهة الوباء».

وأضاف «رأينا بعض المبادرات والوقفات المتحدة الأخرى والتي كانت تهدف إلى حشد الجهود الدولية للحد من انتشار الفيروس وتقليل من آثاره على المجتمعات والأشخاص خاصة الأقل ضعفاً كالنساء والأطفال والأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة والنازحين».

وأشار العتيبي إلى أنه لا زال هناك المزيد الذي يمكن عمله في هذا الصدد فالعالم بحاجة إلى مواقف أكثر جادة وحاسمة مرحباً بإصدار مجلس الأمن القرار رقم (2532) حول هذه الأزمة الصحية العالمية التي يعتقد بأنها تشكل تهديداً للسلم والأمن الدوليين.

ونوه بأن المجلس سبق أن كان له مواقف واضحة من أزمات صحية أخرى مثل الإيبولا والايدز، مشيداً بجهود كل من تونس وفرنسا خلال الأشهر القليلة الماضية لاستصدار قرار عن المجلس بخصوص جائحة كورونا المستجد.

وقال أن «آثار هذه الجائحة من المتوقع أن تلامس كثير من القضايا التي تناقش في الأمم المتحدة بشكل عام ومجلس الأمن بشكل خاص فعلى الصعيد الإنساني بدات الأوضاع الإنسانية تتدهور في عدد من مناطق النزاعات بينما تعاني أنظمة صحية هشة نتيجة لسنوات من الحروب والدمار».

وأضاف أن تفشي هذا الفيروس سيترك آثار اقتصادية واجتماعية قد تعيد المكاسب التنموية التي حققتها بعض الدول إلى الخلف الأمر الذي قد يفاقم من الأسباب الجذرية للنزاعات المسلحة كالبطالة والفقر وعدم المساواة والتنافس على الموارد الطبيعية.

وءكد العتيبي أن هذه الجائحة قد يكون لها تداعيات على الصعيد السياسي متعلقة بقدرة وكفاءة الدول والحكومات على الاستجابة بشكل فعال للحد من انتشارها وتوفير الرعاية الطبية اللازمة للمحتاجين حيث صعبت الطريق للمضي قدماً في العمليات السياسية في بعض مناطق النزاع.

وقال «أمام هذه الآثار الناجمة عن الجائحة نحن بحاجة ماسة للعمل الجماعي والمشترك وتوحيد الجهود والرؤى للتغلب على هذا المرض من خلال تفعيل كل الأدوات المتاحة لدينا وحشد طاقات الخبراء والعلماء والمختصين للعثور على لقاح وضمان التوزيع العادل له وخاصة في الدول النامية».

ودعا العتيبي إلى العمل على بناء القدرات الصحية للبلدان والمجتمعات المستضعفة وتوفير الإمدادات والمعدات الطبية والوقائية لتمكين الأنظمة الصحية المختلفة حول العالم لمواجهة هذه الجائحة.

كما دعا إلى ضمان استمرار إيصال المساعدات الإنسانية في ظل تفشي هذه الجائحة إلى المحتاجين لها في مناطق النزاع والكوارث الطبيعية وتعزيز تدابير منع نشوب النزاعات.

وأشار إلى إنه من الصعب تحقيق هذه الغايات من دون نظام شامل وفعال للتعددية يساهم في تنسيق جهود منظومة الأمم المتحدة بأكملها والمنظمات الإقليمية والمؤسسات المالية الدولية وغيرها من الكيانات متعددة الأطراف من أجل تجاوز أصعب تحدي مشترك يواجه العالم اليوم.

وأكد أن دولة الكويت ومنذ تفشي هذه الجائحة تعمل ضمن الجهود الدولية لمواجهتها حيث أعربت في أكثر من مناسبة عن دعمها الكامل لنداء الأمين العام للأمم المتحدة لوقف إطلاق نار عالمي وشاركت في الاجتماعات الإقليمية والدولية المختلفة المتعلقة بمكافحة هذه الجائحة.

وأشار العتيبي إلى أن دولة الكويت تقدمت حتى اليوم بـ 100 مليون دولار أمريكي لدعم الجهود العالمية في مواجهة الفيروس مجدداً في هذا السياق التزام دولة الكويت لدعم كل الجهود الدولية الرامية إلى الحفاظ على حياة البشرية وحماية صحة الناس والتغلب على الجائحة.

وأعرب العتيبي عن شكره وتقديره لكافة العاملين في العالم في المجال الصحي والصفوف الأمامية على جهودهم النبيلة والشجاعة لمواجهة هذه الجائحة سائلاً المولى جل وعلا أن يزيل هذا الوباء عن البشرية جمعاء.

back to top