سليمان الملا: أسست فرقة «الأضواء الكويتية» وحققت النجاح 4 أعوام (2-4)

جرى اعتماده ملحناً رسمياً في 1978 وقدم 6 ألبومات غنائية في مشواره الفني

نشر في 25-06-2016
آخر تحديث 25-06-2016 | 00:03
يواصل الملحن والمطرب الكبير سليمان الملا حديثه إلى «الجريدة» عن بدايته الفنية كعازف، ومحاولاته للعزف على آلة «التشيللو»، وعن شخصيته الفنية، ثم انتقاله إلى مرحلة احتراف التلحين والتحاقه بالإذاعة الكويتية، فضلا عن الدور الكبير الذي لعبه الشيخ سالم الصباح لاعتماده ملحناً بالإذاعة رغم الصعوبات التي واجهها في سبيل تحقيق هذه الخطوة، التي كانت في عام 1978. ويتحدث الملا عن النجاح الكبير الذي حققته أغنية «فدوة لج» التي غناها له المطرب الكبير عبدالمحسن المهنا، وكانت سبباً في تحقيق التعاون الذي كان يطمح إليه بالتلحين للمطرب الكبير عبدالكريم عبدالقادر، والذي تحقق من خلال أغنية «لا خطاوينا»، كما يتحدث عن الفرقة الفنية التي كونها مع عدد من العازفين الآخرين تحت عنوان «فرقة الأضواء الكويتية»، وحقق من خلالها نجاحاً كبيراً مدة أربعة أعوام. ويعرض تجربة احتكاكه بالكثير من الفنانين الخليجيين والعرب العمالقة الذين أثروا تجربته الفنية أمثال عوض دوخي، وسعود الراشد، ومصطفى أحمد، وحسين جاسم، ومحمود الكويتي، وفريد الأطرش، وصباح، وفايزة أحمد، ونجاة الصغيرة ، وعبدالحليم حافظ وغيرهم الكثير. ويستعرض الملا خلال حواره مع «الجريدة» مشواره الفني الطويل مفتخراً بأنه أثبت موهبته في ظل وجود أسماء كبيرة في عالم الأغنية الكويتية والخليجية والعربية. وفيما يلي تفاصيل الحوار:

اعتماد الإذاعة

• ونحن نتحدث عن البدايات نود أن نعرف دور الشيخ سالم الصباح في حياتك؟

- كان له دور كبير في اعتمادي كملحن بالإذاعة الكويتية في وقت وجدت فيه الكثير من الصعوبات من أجل تحقيق هذه الخطوة، حيث كنت قليل الحيلة في ذلك الوقت، حتى سنحت لي الفرصة، بمساعدة الشاعر الكبير مبارك الحديبي، بزيارة الشيخ سالم في ديوانه بمنطقة المسيلة، وهناك تم التطرق إلى الحديث عن الألحان التي قدمتها، والتي أعجب بها الشيخ كثيراً، وأشاد بالمستوى الفني لما أقدمه من ألحان، وعلى إثر ذلك حدث اتصال بينه وبين وزير الإعلام في ذلك الوقت الشيخ جابر العلي، وبعدها بأسبوع وجدت نفسي وقد تم اعتمادي كملحن، وكان ذلك في عام 1978.

• هل صحيح أنك حاولت العزف على آلة "التشيللو" بجانب العود والكمان؟

- هذا صحيح، ولكنني بعد فترة وجدت أنه ليس هناك فرق كبير بين الآلتين من حيث الأبعاد الفنية والأداء الموسيقي رغم اختلافهما من ناحية الشكل والتكوين، وقد فضلت العزف على آلة الكمان لسهولة التحكم فيها.

• وماذا عن الفرقة الفنية التي كونتها في بداية مشوارك الفني؟

- كونتها برفقة مجموعة من العازفين والفنانين الآخرين، وكانت تضم عازفين على آلات الكمان والعود والناي، وقدمنا من خلالها العديد من الحفلات والفعاليات الفنية الناجحة، واستمر عمل الفرقة حوالي أربعة أعوام، وكان اسمها "فرقة الأضواء الكويتية"، ومع مرور الوقت بدأ كل عضو يذهب إلى طريق مختلف في مجال الفن سواء كان ذلك من خلال العزف أو التلحين والغناء حتى توقف نشاط الفرقة تماماً، ولكنها كانت تجربة ثرية في حياتي بشكل كبير.

ذائقة فنية

• من هم الفنانون العرب الذين تأثرت بهم في بداياتك الفنية؟

- حدث ذلك منذ أن كنت شاباً صغيراً أتلمس طريقي في العزف على آلتي العود والكمان، وقد تتلمذت وقتها على يد الخبير في الموسيقى أحمد علي الذي علمني أساسيات العزف على الكمان، كما تشكلت ذائقتي الفنية منذ البدايات عندما كنت أذهب إلى الإذاعة الكويتية، حيث كان شقيقي الأكبر "محمد الراشد" مسؤولاً عن المذيعين، وهناك كنت أقابل الكثير من كبار الفنانين على مستوى الكويت والوطن العربي كله أثناء إجرائهم البروفات في استوديوهات الإذاعة أمثال عوض دوخي، وفريد الأطرش، وصباح، وسعاد محمد، ونجاة الصغيرة. وفايزة أحمد التي غنت وقتها أغنية "بيت العز يابيتنا".

وخلال حياتي رأيت الفنانة الكبيرة فايزة أحمد مرتين؛ الأولى كانت بالإذاعة الكويتية، والثانية كانت في مطار الكويت عندما زارت الكويت برفقة زوجها الموسيقار الكبير محمد سلطان، وكان هدف الزيارة إحياء حفل غنائي بالكويت، وبالفعل تم تصوير هذا الحفل بالأبيض والأسود من خلال التلفزيون الكويتي، وأتذكر أنها قدمت خلال هذه الفترة أغنية "صوت السهارى" بصوتها، وهي أغنية معروفة للمطرب الكبير الراحل عوض دوخي.

كما شاهدت خلال هذه الفترة من حياتي الفنان عبدالحليم حافظ، وكان وقتها يجري البروفات لأغنية "ياهلي" التي قدمها باللهجة الكويتية، وكنت أنظر إلى كل هؤلاء الفنانين الكبار وأنا في حالة انبهار، لأنني كنت صغيراً جداً "حوالي 15 عاماً"، وأكاد أكون العازف الكويتي الوحيد خلال هذه الفترة، حيث كان معظم العازفين خلال هذه الفترة من تاريخ الأغنية الكويتية من العازفين المصريين خاصة ممن كانوا يعزفون خلف المطربة أم كلثوم، وأتذكر أنني كنت أصطحب معي آلة العود، ووقتها طلب مني أحد الموسيقيين العزف، وبالفعل عزفت له مقطوعة سماعية، وقد أعجب كثيراً بالعزف لدرجة أنه قال لشقيقي إنني أتمتع بأذن موسيقية، وسيكون لي شأن كبير في عالم التلحين، وبعد ذلك عرفت أن هذا العازف هو "ميشيل المصري" أحد العازفين في فرقة كوكب الشرق السيدة أم كلثوم.

وكان من نتيجة ذلك أنني تأثرت بكل هؤلاء الفنانين والموسيقيين العمالقة وزادوا من خبرتي الفنية من خلال الاحتكاك بهم، لاسيما أنهم كفنانين كبار كانوا حريصين على تعليم الأجيال الجديدة، وكانوا يأخذون بأيدينا، وهذه هي سمة الفنانين الكبار، حيث وجدت الكثيرين منهم من يقف بجانبي ويساعدني في بداية مشواري الفني، وأحب أذكر هنا المطرب الكبير عبدالمحسن المهنا والشاعر الغنائي الكبير مبارك الحديبي عندما تعاونت معهما في تلحين أغنية "فدوة لج"، وهما في ذلك الوقت من القامات الفنية الكبيرة، في وقت كنت ماأزال أبدأ مشواري الفني.

• هذه الأغنية كان لها نجاح وانتشار كبير خلال هذه الفترة عندما كنت لا تزال في بداياتك... فما تأثير هذا النجاح عليك؟

- نجاح هذه الأغنية كان سبباً في التعاون الذي كنت أسعى وأطمح إليه خلال هذه الفترة مع المطرب الكبير عبدالكريم عبدالقادر، فبعد تعاوني كملحن مع المطربين عبدالله الرويشد ونبيل شعيل ونوال كنت أطمح إلى التعاون مع هذا المطرب الكبير، وكان معروفاً عنه حرصه على التعاون مع ملحنين يعرفهم ويثق بقدراتهم الفنية، وكان من الصعب أن ألحن له في ذلك الوقت، ولكن بعد نجاح هذه الأغنية وجدته يطلب مني التعاون معه، وقال لي وقتها: "إذا كان التعاون بيننا سيكون بحجم نجاح أغنية (فدوة لك) فافعل ما تراه مناسباً"، وبالفعل أعطاني الحرية لأقدم له ما أراه مناسباً وفق قناعاتي ورؤيتي الفنية، وكان ثمرة هذا التعاون أول اغنية لي معه بعنوان "لا خطاوينا"، كما تعاونت معه في أغنية أخرى بعنوان "تصدق حبيبي".

• ما الشركات التي كانت تنتج لك ألبوماتك الغنائية عندما بدأت تطرح نفسك كمطرب؟

- أصدرت خلال مشواري الفني حوالي ستة ألبومات غنائية. الثلاثة الأولى كانت من إنتاج مؤسسة السنام، والألبومان الرابع والخامس من انتاج شركة بوزيد فون، والأخير من إنتاج شركة النظائر.

• هل غنيت من ألحان غيرك؟

- قدمت أغاني كثيرة من ألحان غنام الديكان، ومرزوق المرزوق، وراشد الخضر، وعبدالله الرميثان ومحمد البلوشي.

• خلال هذه الفترة قدمت عددا من الأغنيات المصورة للتلفزيون الكويتي... إلى أي مدى كانت استجابتك كمطرب لتعليمات المخرج أثناء التصوير؟

- كنت أحرص على أن أكون أداة طيعة وفق رؤية المخرج حتى يخرج العمل الفني بأفضل صورة، من منطلق اقتناعي بأن المخرج هو سيد العمل، وتنفيذ تعليماته يكون من أجل صالح التصوير بوجه عام.

كفاح وإخلاص

• وماذا عن التعاون كملحن مع المطربين الآخرين؟

- تعاونت كثيرا مع المطربين أمثال المطرب نبيل شعيل الذي قدم لي الكثير من الأغنيات مثل "يبقى السماح" من كلمات عبداللطيف البناي

و"أيا سمرة" من كلمات مبارك الحديبي، أما المطربة نوال فقد غنت لي مجموعة من الأغنيات أتذكر منها أغنية بعنوان "أقوى من الزمن"، وقد تم تسجيل هذه الأغنية في القاهرة، وأذكر أيضاً تعاوني مع المطربة أحلام من خلال أغنية "فضها سيرة" التي حققت نجاحاً كبيراً في بداية ظهورها منتصف تسعينيات القرن الماضي ولا تزال تغنى حتى الآن، وأخرى بعنوان "جرب هوى غيري"، ولكن التعاون مع أحلام لم يتكرر بعد ذلك، إضافة إلى تعاوني مع محمد البلوشي في أغنية "مريت" من كلمات مبارك الحديبي، وكذلك مع المطرب الراحل غريد الشاطئ وكثيرين.

عنوان

• إلى أي مدى تشعر بالحزن لانقطاع التعاون بينك وبين مطربين شكلت معهم محطات مهمة من النجاح في بداية مشوارهم الغنائي مثل المطربة نوال؟

- هذا الأمر لا يشكل حزناً بالنسبة لي، لأننا جميعاً كفنانين نقدم انتاجنا الفني من أجل إسعاد الجمهور، وهو من يحكم على هذه الأعمال الفنية بالتقييم، ومن وجهة نظري أرى أنني قمت بأداء واجبي على أكمل وجه من خلال التعاونات الفنية التي قدمتها كملحن.

ألحانه للفنان عبدالله الرويشد
قال الفنان سليمان الملا إن تعاونه مع المطرب عبدالله الرويشد يمثل عصارة جهود وكفاح وإخلاص في تقديم الجملة اللحنية المميزة.

وأوضح أن هذا التعاون أثمر العديد من الأغنيات الناجحة مثل «وعدتيني، وروح وإنساني، ونهاية قصتك، وياحبك للزعل، وأسكت ولا كلمة» وأغنية سامرية بعنوان «البارحة في خاطري» من كلمات عبدالله الخراز وأغنية «أي معزة» من كلمات الشاعر الغنائي سامي العلي.

شخصية فنية حريصة
وصف الفنان سليمان الملا شخصيته وعطاءه الفني بالقول: «عطائي الفني قليل، ولكنه يعتمد على الجودة والحرص والتدقيق سواء فيما أقدمه من أغان كمطرب، أو من خلال الألحان التي أقدمها للمطربين الآخرين».

وأضاف الملا أنه اهتم خلال تعاونه كملحن بأن يتم ذلك وفق معطيات معينة كامتلاك هذا المطرب لشريحة كبيرة من الجمهور على مستوى الكويت أو الخليج أو الوطن العربي.

وأوضح «أما إذا كان التعاون مع مطرب جديد لا أعرفه فلابد من سماع صوته والوقوف على إمكاناته الفنية أولاً، وضرورة الاقتناع بقدراته الصوتية للتأكد من قدرته على توصيل اللحن الذي أقدمه له بطريقة صحيحة إلى الجمهور».

العزف مع الكبار
قال الملحن والمطرب سليمان الملا، إنه كان يعزف مع العديد من المطربين الكبار منذ بدايته في عالم الفن، واصفاً إياهم بالقمم الفنية الكبيرة التي كثيرا ما تعلم منها الكثير، وأعطته الدافع للمضي قدما في مسيرته الفنية.

وأضاف الملا: «عزفت مع كبار الفنانين في الكويت، وهم قمم في الغناء أمثال المطربين عوض دوخي، ومصطفى أحمد، وحسين جاسم، ومحمود الكويتي وسعود الراشد».

وتابع «تخيل أنني عزفت مع كل هذه الأسماء الكبيرة التي أرست أسس الأغنية الكويتية، وكذلك كنت على تماس مع أسماء فنية كبيرة أخرى على مستوى التلحين أمثال أحمد باقر، وخالد الزيد، وعبدالرحمن البعيجان، وغنام الديكان»، موضحا أنه كان محظوظاً لأنه عاصر وعمل مع كل هذه الأسماء الكبيرة التي علمته الكثير وأثرت مشواره الفني.

back to top