محمد السعيد: الحوار يجنبنا الوقوع في المحظور

نشر في 17-04-2012 | 00:01
آخر تحديث 17-04-2012 | 00:01
No Image Caption
ناقشت ورشة السهروردي الفلسفية، خلال نشاطها الأسبوعي، الفرق بين العلماني والديني، مستعرضة آراء المفكر اللبناني علي حرب عبر قراءة للمشهد المحلي.

أكد الكاتب محمد السعيد ضرورة تحلي أفراد المجتمع بثقافة الحوار، تجنباً لحدوث المحظور.

وتحدث السعيد، في محاضرة نظمتها ورشة السهروردي في مكتبة آفاق، تمحورت حول التباين بين العلماني والديني في النسيج الاجتماعي، عن المنهج الفكري الذي اتبعه المفكر علي حرب، مبينا أنه اعتنق التأويلية في بداية حياته، لكن ما لبث أن اتجه إلى التفكيكية.

وشدد على أهمية أطروحته المنتمية إلى واقع متعدد الاختلافات، كما قرأ السعيد مقطعا من رؤية المفكر اللبناني بشأن المرحلة الحضارية الراهنة ويقول فيه: "ثمة غول يهيمن على مجمل الحيز الاجتماعي، ويجعل من الصعب على الفرد الافلات من تلك الشبكة المعقدة من المصالح والأدوار والقوى والخطط، بحيث باتت الحياة أشبه بفخاخ منصوبة".

نظام شمولي

وحذر السعيد من مغبة الوقوع في دوامة الإحباط التي كانت نتيجة رتابة الحياة بسبب نظامها الشمولي، مستعرضاً ما قاله حرب في هذا الشأن: "لقد بات الإنسان الهدف والغاية وآلة وأداة ووسيلة لكل هدف، وهذه الاستراتيجيات  القاتلة أدت إلى موت الإنسان، أي إلى تدمير الذات، وتشويه العواطف وتزييف الأحاسيس وقتل روح المبادرة والسعي وراء الحاجة. إن المعجزة الحضارية تتكشف اليوم عن العجز والقصور، فنظام العالم انقلب إلى فوضى واستحال كوارث من كل صنف".

وبلغة صريحة، أكد حرب أن "المشروع الثقافي الغربي أخذ يستنفد أغراضه، ولأن المنطق الحالي يثبت عجزه عن إيجاد الحلول يوماً بعد يوم، ولأن النظام السائد في مجالات السياسة والتربية والاقتصاد أمسى عقيما، فالعجز عن التدبير واضح"، وشدد على ضرورة معالجة النفس البشرية ومجاهدتها، تحقيقاً للتوازن بين قواها والانسجام بين نوازعها والتكامل بين حاجاتها ومطالبها.

تباين

وعن التباين بين العلماني والديني قرأ السعيد رأي المفكر علي حرب، الذي يؤكد فيه أن استنباط الإنسان للحكم من النص الشرعي بما هو وضع إلهي، وإن يصدق بالغيب ويشهد على اللامرئي، فهو يحمل في تصديقه وتصوره أثر الزمان والمكان، فيكون شاهداً على عصر ما ووضع ما وحالة ما، ومن هنا لا يمكن للمجتهد أن يتحرر من شروطه الإنسانية، بل لابد له أن يعرف سنن التاريخ وقوانين الاجتماع وقواعد السياسة وطبائع العمران.

واعتبر التباين بين الاتجاهين ناشئ من المفارقة التي تنضوي عليها السياسة الشرعية، وحقيقة المفارقة أن الحكم الشرعي هو في مبتداه إلهي وفي منتهاه بشري، وهو في أصله ديني غيبي وفي فصوله مدني دنيوي، وفي ظاهره نقلي وفي باطنه عقلي، فالدين لا يقوم ولا يتحقق إلا في الدنيا، والدنيا لا تصح إلا من خلال الدين، والنقل لا يعرف إلا بالعقل والعقل مآله أن يصير نقلاً وهكذا.

واستطرد السعيد في الحديث عن مفهوم الوحدة وفقاً لأطروحة علي حرب، مؤكداً أنها ائتلاف واختلاف، أو تقارب وتباعد، أو جمع وفرق، مبيناً ضرورة النظر إلى الوحدة كإرادة للحوار أو كأفق ينفتح عليه الشركاء ويسير نحوه طالبو الاتحاد.

مقارنة ظالمة

وعقب ذلك، فتح باب النقاش، وأكد د. مصطفى جمعة أن المفكر علي حرب يخلط بين الفكرة والممارسة، من خلال أطروحته التي ينقلها من المفكرين الآخرين ثم يبني عليها، كما أنه ارتكب خطأ فادحا حينما قارن بين المجتمعين العربي والغربي من خلال إسقاطه لمفاهيم مسيحية على المسلمين، مشيراً إلى عدم دقته في تحديد بعض المفاهيم.

أما د. محمد عبدالفتاح سليمان فقد حدد الإشكالية التي وقع فيها علي حرب في عدم تفريقه بين الحضارة والثقافة، متسائلاً: "هل استفاد من منهج التفكيكية من خلال كتاباته؟".

back to top