الملحِّن عبدالله القعود: لا أتردّد في تقديم أيّ عمل يخدم ديننا الإسلامي الحنيف

نشر في 16-09-2009 | 00:00
آخر تحديث 16-09-2009 | 00:00
الملحِّن عبدالله القعود ورقة رابحة لكل مطرب يتعاون معه، وهذا ما حدث في «مكانه وين» مع ميريام فارس. شارك في تلحين 30 حلقة من برنامج «طوّل بالك»، وكثيرون لا يعرفون سرّ رشاقته ولعبته الرياضية الأساسية قبل ولوجه عالم التلحين، التفاصيل في الحوار التالي.

ما سرّ رشاقتك؟

أنا رياضي بالدرجة الأولى، وأمارس الرياضة بانتظام.

هل تركت لعبة سلاح الشيش؟

منذ زمن، وآخر بطولة شاركت فيها كانت مع منتخب الكويت في دورة قارة آسيا عام 1991 بعد التحرير مباشرة، ثم واصلت دراستي في القاهرة واقتصرت مشاركاتي على نادي السالمية.

ما الرياضة التي تمارسها اليوم؟

المشي والاسكواش والسباحة ورفع الأثقال. عمري يساعدني على ممارسة هذه الأنواع من الرياضة، فلكل مرحلة عمرية رياضتها، والمشي أبسط شيء إذا لم تعد قادراً على ممارسة رياضات أخرى.

يسعى كل إنسان إلى المحافظة على وزنه ورشاقته ولياقته البدنية والصحية أيضاً، إضافة إلى أمور أخرى ربما البعض لا يدركها مثل صفاء الذهن والثقة بالنفس.

جدولك اليومي مزدحم، هل لديك وقت للرياضة؟

أخصّص لها وقتاً، وأستغني عن أمر غير أساسي في يومي لأمارسها فهي من الأساسيات في حياتنا للحفاظ على صحتنا. ممارسة الرياضة ثلاثة أيام أسبوعياً لمدة ساعة أو ساعتين مفيدة جداً نفسياً وجسدياً.

وفي شهر رمضان؟

لا أمارس الرياضة في فترة الصيام، لكن بعد الإفطار أمشي في الممشى مع هرولة خفيفة، أو في النادي الرياضي. ورياضة السباحة هذه السنة مناسِبة جداً لأن شهر رمضان جاءنا في فترة الصيف مع جوّ حار جداً.

هل هي مصادفة أن تكون أنت والملحن مشعل العروج لاعبَي سلاح الشيش ثم تتجهان إلى التلحين؟

نعم مصادفة، وكذلك كنت أنا وطارق العوضي نعمل في إذاعة الكويت ثم مارسنا هواية التلحين، ففي مرحلة الصغر عشقنا الأغنيات وحفلات «السمرات» وكبرت معنا، وكل واحد منا وجد نفسه قادراً على العطاء في هذا المجال، ووفّقنا الله جميعاً في بدايتنا ثم شقّ كل فرد طريقه الخاص.

هل وجدتم في بدايتكم الأرضيّة المناسبة وهل تقبّلكم الكبار؟

كلنا نعرف تماماً أنه «لو دامت لغيرك ما وصلت إليك». شخصياً لم أضع في بالي منافسة كبار الملحنين في تلك الفترة لأني أردت تقديم ما أحبه فحسب، لذا وجدت نفسي في معمعة المجال، ولا أفكر حتى الآن في مسألة التغلب على الآخرين لأني ألحن ما أراه ملائماً ويناسب فكري، والعجلة تدور والمتميز سيجد مكانه المناسب سواء كان شاباً أم مخضرماً. مثلاً ظهر الملحن راشد الخضر رحمه الله و سليمان الملا في بدايتهما وكانت الساحة مليئة بالملحنين الكبار لكنهما شقّا طريقهما الفني بأعمالهما المتميزة، ولم تزل ساحتنا تضمّ ملحنين مخضرمين لهم بصمتهم في أعمالهم كلها، وإذا تواجد ملحن جديد باستطاعته لفت الأنظار بعمل جميل، وهذا لن يقلل من قيمتي لأن الساحة الفنية تتّسع للجميع.

يقال إنك تضع أجراً معيناً مبالغاً فيه؟

ليست لدي نيّة في المبالغة بأجري، فهو لا يحدّد الفن الذي أقدّمه. أنا من أكثر الناس مرونة، لكن الوضع الراهن يختلف عن الماضي، إذ كانت شركات الإنتاج هي من يحدّد أجر الملحّن. أما اليوم فأطلب تكلفة الأغنية بأكملها كمنتج منفّذ لها، وتشمل أجري وأجور الشاعر والموزع الموسيقي وتسجيل الأغنية في الاستوديو والعازفين.

كذلك، أرفع أجري في حال طُلب مني عمل في فترة آنية، لأني سأجهد نفسي أكثر من العادة. مثلاً عندما يُطلب مني أن ألحّن مقدمة مسلسل ما في غضون أسبوع واحد فقط وأكون مرتبطاً بأعمال أخرى أضحي بوقتي، وهذا بالطبع له قيمة كبيرة بالنسبة إلي.

أؤكد أن المادة لم تسبب لي يوماً مشكلة مع أيٍّ من المنتجين أو المطربين أو شركات الإنتاج، وربما في البدايات فحسب، لأني كنت مندفعاً وصغيراً في السن، وقد قدمت أعمالاً بالمجان دعماً لبعض الأسماء في بداية مشواره الفني.

هل تحرص على تقديم الأغنية الدينية؟

استهواني تلحين العمل الديني واستطعت تقديمه من خلال قصيدة عن القرآن الكريم بعنوان «كتاب الله». كذلك قدمت كثيراً من الأناشيد الدينية وبعض الأدعية الى الإذاعة الكويتية، وبطبعي لا أتردد في تقديم أي عمل يخدم ديننا الإسلامي الحنيف، وهو ليس له موسم محدد في السنة، لأني سأخصص له الوقت وأعطيه من مجهودي شأنه شأن الأغنية الوطنية وهذا بعيد كل البعد عن التفاصيل المادية.

... وأغنية الطفل؟

كنت أتمنّى دائماً تقديم أغنية مخصصة للطفل، الى أن تهيأت لي الظروف وكُلّفت من إذاعة الكويت بتلحين عمل بعنوان «كتابي صديقي» من كلمات الشاعر أحمد الشرقاوي وغناء فرقة ميامي الكويتية, وقد حصدت الجائزة الذهبية في مهرجان القاهرة للإذاعة والتلفزيون. كذلك لحنت أغنية أخرى من كلمات الإعلامي فيصل الدويسان، والكثير من الأغنيات لذوي الاحتياجات الخاصة لأني لا أجادل في ما يتعلق بالنواحي الإنسانية. أشير هنا إلى أن النجوم العالميين يهتمون كثيراً بالأمور الإنسانية، إذ يحيون حفلات يذهب ريعها إلى جمعيات معينة، ونحن كذلك نعمل ما في وسعنا لخدمة الإنسان.

ماذا استفدت من مشاركتك في لجنة تحكيم «سوبر ستار» لخمسة أعوام متتالية؟

ما حدث معي شبيهٌ بما حصل مع من درس في الخارج ثم عاد الى بلده، فاحتكاكي مع الرحابنة من خلال الموسيقار الياس الرحباني والثقافة اللبنانية عبر سنوات عدة، ومشاركتي في برنامج يدخل في صميم عملي، واستماعي لآلاف الأغنيات، أي إلى مكتبة موسيقية ترسّخت في ذهني، واطلاعي على كثير من الأعمال اللبنانية، واحتكاكي مع الفرقة الموسيقية بصورة يومية، كلها أمور نمّت ثقافتي الفنية والعامة.

منحني البرنامج انتشاراً على مستوى الوطن العربي، ولا أنكر فضله في ذلك، ومن خلاله تعرفت على عالم جديد، وتعلمت الكثير من ذوي الخبرة في المجالين الإعلامي والموسيقي، واستفدت من ثقافتهم الموسيقية بالاحتكاك مع أسماء معروفة، وتأثرت بها في عملية التلحين، إنها مرحلة مهمة جداً في حياتي وكنت محظوظاً باختياري.

هل كان اختيارك بالواسطة؟

سمعت شائعات كثيرة حول هذا الموضوع، وأؤكد أن ليس لدي أي واسطة، لقد وقع الاختيار عليّ في الموسم الأول من البرنامج لكني اعتذرت رسمياً لأنني كنت في إجازتي الصيفية مع أسرتي خارج الكويت لمدة 35 يوماً، وأعتبر هذه الإجازة مقدسة لأنني على مدى عام كامل أنشغل بأعمالي.

عندما عُدت إلى الكويت اتصلوا بي من البرنامج وقالوا لي «أجّلنا البرنامج لظروف خاصة، فما قولك بالمشاركة؟»، فسافرت واجتمعت معهم وشعرت بأنه برنامج غير عادي.

هل فتح البرنامج مجالاً للتعاون مع فنانين لم يسبق لك التعامل معهم؟

تعاونت مع الفنانين نبيل شعيل وعبدالله الرويشد ونوال وأحلام قبل أن أشارك في البرنامج، لكن الأخير أضاف إلي نقلة إعلامية لأن من لا يعرفني من الفنانين الآخرين أصبح على معرفة بي مثل فضل شاكر وراغب علامة على رغم عدم تعاوني معهما، لأنني في البرنامج حكمٌ وليس ملحناً، فأعمالي هي المحفِّزة لمن يريد التعاون معي.

هل تستوعب الساحة الفنية برامج المواهب الغنائية كلها؟

نعم، وعلى الناس التقييم والحكم، فثمة مواهب تقدَّم وجمهور يختار، لكني أرى بأن «سوبر ستار» هو الأكفأ من حيث جمال الأصوات.

من يختار ثيابك في البرنامج وفي الحياة اليومية؟

أختار ملابسي بنفسي، أما في البرنامج فثمّة راعٍ يقدِّم لي تشكيلة وأختار منها ما سأرتديه على مدى خمسة أسابيع.

هل امتنعت عن ارتداء الزي الوطني؟

الدشداشة تعيق الحركة، لكني أرتديها مع الغترة والعقال في يوم الجمعة عندما أذهب لأداء صلاة الجمعة، وفي المناسبات الرسمية.

ما سبب تعاونك شبه الدائم مع الشاعر سعود شربتلي؟

تعاونت في أعمال عدة مع الشعراء منصور الواوان وساهر وأحمد الشرقاوي، فهذه الأسماء قريبة مني منذ البدايات. لكن كثرة التعاون مع شربتلي تعود الى وجودنا في البلد نفسه، وقد نجحت معه في «ناويلك على نية» لأحلام و «مكانه وين» لميريام فارس و «عادي عادي» لنوال الزغبي و{مسالة وقت» لعبدالله الرويشد، فهو شاعر متميّز وغزير الإنتاج وداعم للفن. كذلك أحب التعاون مع منصور الواوان بسبب قوة أفكاره الجديدة، وساهر والشرقاوي أيضاً، وتربطنا صداقة وأعمال متميزة منذ انطلاقتي حتى يومنا هذا. أساساً، لست غزير الإنتاج فما أقدمه في السنة الواحدة لا يتعدى عشرة أعمال فقط.

تعاونت مع أصالة وميريام فارس ويارا ونوال الزغبي، فهل أدَّين الأغنية الخليجية بنجاح؟

نجحت هذه الأصوات كلها في أداء اللون الخليجي، واليوم المقياس هو الجمهور الذي يحب أن تغنّي الأصوات العربية الأغنية الخليجية، وعلينا نحن أن نقدّم أغنية جيدة. كذلك قدَّم الفنانون الخليجيون أعمالاً بلهجات مختلفة مصرية ولبنانية، وهي ظاهرة صحية.

من هو الموزّع الموسيقي الذي تفضّل التعاون معه؟

منذ بداياتي تعاونت مع طارق عاكف أكثر من غيره، إنه صاحب فضل علي وعلى غيري، تعلّمت منه الكثير فهو فنان إلى أبعد الحدود. وتعاونت معه في بعض أعمالي الناجحة الأخيرة منها «مكانه وين» والأوبريت الوطني «نحبها قول وفعل» الذي حضره صاحب السمو الأمير، وقبلها «ناويلك على نية». كذلك عملت مع موزعين آخرين بينهم وليد فايد وعمار البني وربيع الصيداوي وبشار سلطان ومجدي طلعت، والكثير من الأسماء مثل سيروس من البحرين ومحمد مصطفى وطارق مدكور وتامر غنيم من مصر.

علمنا أن بحوزتك أكثر من أغنية لميريام فارس بعد نجاح «مكانه وين»؟

ثمة أغنيتان: «ما أسيبك» و«ولعوا»، وقد وضعت صوتها عليهما وستطرح إحداهما منفردة «سنغل» والأخرى في الألبوم المقبل. كذلك ثمة أغنية ليارا بعنوان «سلمولي».

هل أعجبك كليب «مكانه وين»؟

الكليب جميل لكن المأخذ عليه هو تركيز الكاميرا على أماكن معينة من جسد ميريام، ويبدو أن هذا هو السبب الذي أثار الصحافة والناس، لكن التجربة جديدة في فكرتها، وما أثير عن الكليب مسألة لا تعنيني لأن الأغنية أعجبت الجمهور عندما بثَّت في الإذاعات قبل أن يشاهدوها مصوّرة.

هل تتدخّل في تسمية الأغنية؟

إذا كان العنوان الذي وضعه الشاعر ليس جميلاً، نتشاور معه لتعديله بما هو أفضل، وهذا ما حدث في أغنية عبدالله الرويشد «يضايقني الحكي» للشاعر سعود شربتلي، قلت لتكن «يضايقني» فوافق.

ماذا لديك من أعمال في رمضان؟

30 حلقة تلفزيونية لبرنامج ضخم بعنوان «طوّل بالك» على قناة الراي مع الفنان طارق العلي.

ما هو بريدك الإلكتروني للتواصل مع الجمهور؟

[email protected]

back to top