لبنان: توازن «بحري» بين واشنطن وموسكو

بعد الدور الأميركي جنوباً... بيروت تبحث عن دور روسي للترسيم مع سورية

نشر في 23-10-2022
آخر تحديث 23-10-2022 | 00:06
آلية لليونيفيل في الناقورة أبعد نقطة ساحلية جنوب لبنان (رويترز)
آلية لليونيفيل في الناقورة أبعد نقطة ساحلية جنوب لبنان (رويترز)
يفتح لبنان مسارين جديدين على خطّ ترسيم حدوده البحرية، فبعد الوصول إلى اتفاق بشأن ترسيم الحدود البحرية الجنوبية، يُنتظر هذا الأسبوع زيارة سيجريها وفد قبرصي إلى لبنان لترسيم الحدود البحرية أيضاً، كما أن رئيس الجمهورية ميشال عون باشر اتصالات مع دمشق في سبيل ترسيم الحدود البحرية الشمالية.

ويريد عون اختتام عهده بالإيحاء أنه وضع الأسس التقنية والسياسية وفتح مساراً لترسيم الحدود، خصوصاً أن ترسيم الحدود مع سورية هي مسألة عالقة منذ سنوات، وحتى عندما طرحت في عام 2005 على طاولة الحوار تم الالتفاف عليها.

قبل أيام أجرى عون اتصالاً بالرئيس السوري بشار الأسد وبحث معه مسألة ترسيم الحدود البحرية الشمالية، علماً بأن المساحة المتنازع عليها تتجاوز الـ 900 كلم مربع، ويمكن ان يشهد هذا الأسبوع زيارة وفد لبناني إلى دمشق. يُراد لهذا المسار أيضاً المعطوف على البحث في ملف اللاجئين السوريين وإطلاق مرحلة جديدة من مراحل إعادة أعداد منهم إلى داخل الأراضي السورية، أن يؤسس لإعادة تفعيل العلاقات الرسمية المباشرة بين لبنان وسورية، والتي قطعت منذ عام 2011 انسجاماً مع قرارات الجامعة العربية.

في مسألة ترسيم الحدود البحرية مع سورية لا يمكن إغفال الدور الذي ستضطلع به روسيا، خصوصاً أنها كانت قد تعهدت سابقاً برعاية المفاوضات للوصول إلى اتفاق، علماً بأن موسكو كانت في السابق شريكة في كونسورتيوم التنقيب عن النفط والغاز في لبنان، إلا أن شركة نوفاتيك الروسية قد انسحبت بفعل العقوبات الأميركية والأوروبية على خلفية الحرب الروسية على أوكرانيا. الخلاف بين لبنان وسورية حول ترسيم الحدود البحرية يشبه، إلى حد بعيد، الخلاف الذي كان مع اسرائيل، وهو من أي نقطة سيبدأ الترسيم من البر باتجاه البحر. الحدود كما هي اليوم وبفعل أمر واقع سيطرة سورية عليها، تمتد على خطّ مباشر من منتصف النهر الكبير، باتجاه الأراضي السورية، بينما لبنان يعترض على هذا الواقع، ويطالب بانطلاق الترسيم من نقطة أبعد تجاه سورية.

وهنا تعتبر المصادر اللبنانية أن روسيا ستضطلع بدور بارز في تقريب وجهات النظر بين الجانبين للوصول إلى اتفاق، وهو ما تفسره المصادر أنها محاولة من لبنان لترتيب العلاقات مع موسكو ومنحها هذا الدور بعدما تم استبعادها من ملف ترسيم الحدود الجنوبية، وبعد خروج إحدى شركاتها من كونسورتيوم التنقيب عن النفط والغاز. كذلك أيضاً ينتظر لبنان حضور وفد قبرصي إلى بيروت هذا الأسبوع للبحث في ترسيم الحدود البحرية بين الجانبين، وهذا مسار كان قد انطلق في عام 2007 وتم الوصول إلى اتفاق في عام 2009، ولكن في عام 2011 حصل تطور يتعلق بالاتفاق الإسرائيلي- القبرصي حول ترسيم الحدود بينهما ما أضر بموقف لبنان، هذه المشكلة تحتاج إلى حلّ من خلال هذا المفاوضات التي ستبدأ.

على وقع هذين التطورين، فإن لبنان سيشهد منتصف الأسبوع توقيع اتفاق ترسيم الحدود البحرية الجنوبية بحضور الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين.

منير الربيع

back to top