أول فرمانات «القيم»... منع الفرح

على عكس ما تتجه إليه دول الخليج قاطبة، صوبت لجنة القيم ومعالجة الظواهر السلبية التي أعاد مجلس الأمة الجديد بعثها، نيران مدفعيتها الثقيلة إلى أي مظاهر للفرح يعيشها الكويتيون، عبر إصدار أول فرماناتها للحكومة بضرورة التشدد في أمور الحفلات الغنائية، والتوعد باتخاذ الإجراءات الرادعة تجاه كل من يتحرك أو يتفاعل خلال تلك الحفلات.

ومع هذه البداية غير المبشرة، فإن الأنظار ستتجه الآن إلى وزير الإعلام والثقافة وزير الدولة لشؤون الشباب عبدالرحمن المطيري، للقيام بمسؤوليته في الحفاظ على حرية الثقافة والفنون، أم أنه سيتراجع طمعاً في مكاسب سياسية أو على الأقل تجنباً للخسائر.

وفيما اعتبره مراقبون بداية مبكرة لتنفيذ ما ورد في بنود وثيقة القيم التي كان رئيس وأعضاء اللجنة ضمن المصوتين عليها أثناء حملتهم الانتخابية، قال رئيس اللجنة النائب محمد هايف: يجب على وزيرالإعلام ضبط أمور الحفلات وتطبيق توصيات مجلس الأمة فيما يتعلق بها، مضيفاً أن هذه التوصيات والضوابط موجودة في «الإعلام» من المجالس السابقة وفيها الحد الأدني من المسموح به من الحفلات، كما يجب اتخاذ الإجراءات الرادعة لأي مخالفة أو انفلات، ومحاسبة من يسمح بذلك من مسؤولي الوزارة.

وفي السياق، قال هايف، في تغريدة: «نتابع جهود وزير الداخلية المقدرة والمشكورة في الحملة ضد الظواهر السلبية وما يخالف شريعتنا وعادات أهل الكويت وهويتنا الإسلامية، وهناك قوانين ستقدم قريباً بإذن الله رادعة لكل من تسول له نفسه الانحراف والفساد الأخلاقي».

أما عضو اللجنة النائب مبارك الطشة، فقال: «عرضت إحدى القنوات الفضائية تقريراً مجحفاً عن لجنة القيم وتغافلت دورها السابق وهدفها المستقبلي في علاج آفة المخدرات والقضايا الأخلاقية، ويبدو أن هذا هو ما أثار حفيظتها، كون اللجنة تحارب ما يروج له في وسائل الإعلام المفلسة من أمور مخالفة للشرع والتقاليد، ولذلك سنستمر مهما تجنوا».

بدوره، ذكر النائب عبدالله فهاد: «بعد هذا الانفلات من قبل منظمي الحفل الغنائي، على وزيرَي الإعلام والتجارة الوقوف أمام مسؤولياتهما وردع كل من تسول له نفسه الإضرار بصورة المجتمع الكويتي المحافظ من شركات أو أفراد، وعليهما الأخذ بتوصيات مجلس الأمة وتطبيقها للحد من مثل هذه الظواهر الدخيلة ومحاولات البعض فرض واقع مرفوض».

أما مقرر اللجنة النائب حمدان العازمي فطالب الوزيرَين بالالتزام بتوصيات المجلس، وعدم التوسع في منح تراخيص لتنظيم الحفلات، مع التشدد في فرض عقوبات على المخالفين، خصوصاً أن البعض يستغل هذه الحفلات لتشويه سمعة الكويت والمجتمع الكويتي، الذي جبل على احترام العادات والتقاليد المستمدة من الشريعة الإسلامية.

علي الصنيدح