شعار مجلس الأمة

نشر في 23-10-2022
آخر تحديث 23-10-2022 | 00:09
 مظفّر عبدالله بعد أن قرر مكتب مجلس الأمة إلغاء شعار مجلس الأمة واستبداله بشعار الدولة، أود أن أسرد قصة هذا الشعار، وكيف بدأت وإلى أين انتهت.

عاصرت هذا الموضوع منذ بدايته حتى إعلان النتيجة النهائية، كوني مديراً لإدارة الإعلام في مجلس الأمة في الفترة من 2009 إلى 2015، وكانت الفكرة التي تبلورت في الأمانة العامة لمجلس الأمة هي: لماذا لا يكون لمجلس الأمة شعار يخصه مثل أكثر برلمانات العالم؟ كنا نتساءل من واقع زيارات الوفود البرلمانية المتبادلة عن مدى عناية برلمانات العالم بصورتها الإعلامية من خلال الأمور الرمزية كالهدايا والشعارات وغيرها، لماذا لا يحمل مجلس الأمة، هذا البرلمان العريق في المنطقة العربية، شعاراً يخصه بدلاً من شعار الدولة الذي يمثل الدولة بأسرها؟ فالمؤسسات التنفيذية والهيئات الحكومية لها شعاراتها الخاصة، فما بالنا بالبرلمان الذي يمثل سلطة الشعب؟ وكانت هذه البداية التي أذكر أنها نضجت في بدايات عام 2012، وكان آخر يوم حددته المسابقة لتسلم أعمال المشاركين هو الأول من نوفمبر 2013 وقد جرت إدارة هذا الملف حسب الآتي:

1- الإعلان عن مسابقة عامة نشرت في الصحف المحلية تقدم بموجبها 146 متسابقاً بـ359 تصميماً.

2- مخاطبة المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بصفته جهة مهنية لانتخاب فنانين متخصصين ليتولوا المهمة كلجنة تحكيم بين المتسابقين، وقد بادر مشكوراً بتسمية 3 فنانين مشهود لهم بالخبرة، وكان الهدف رفع الحرج عن أعضاء مكتب المجلس لأن الموضوع فني بحت ويجب تسخير أهل المهنة لهذا المشروع ومن دون تدخل من السادة النواب آنذاك.

3- جرت مداولات ومناقشات عديدة بين أعضاء لجنة التحكيم لأعمال المتسابقين دامت أشهراً أديرت معهم بكل شفافية وسرية.

4- في النهاية وقع الاختيار على الشعار الحالي دون أن تعلم لجنة التحكيم باسمه، إذ تم اعتماد أرقام للأعمال لإخفاء أسماء المشاركين لغرض الحياد.

5- في عام 2014 تم الإعلان عن العمل الفائز وهو الفنان والمصمم حسن النجدي، وسُلّم جائزته في مكتب السيد رئيس مجلس الأمة آنذاك.

هذا وقد تم اعتماد هذا الشعار منذ ذلك العام حتى اليوم (9 سنوات)، وتمت طباعته على الأوراق الرسمية ورفع على مباني المجلس، وهويات الموظفين، وعرفته الاجتماعات البرلمانية الإقليمية والدولية كشعار للبرلمان الكويتي، وللعلم فإن تكوين الشعار يمثل جزءا من مبنى مجلس الأمة (الخيمة) مدموجاً بعَلَم الدولة واسم مجلس الأمة بالعربية والإنكليزية.

هذه هي القصة باختصار، وبهذه المناسبة وبعد قرار مكتب المجلس الموقر الحالي أود إثارة بعض الأسئلة:

1- بما أن مجلس الأمة لا يملك شعاراً خاصاً به، فلماذا جرى إلغاء شعاره الحالي الذي سردنا قصته.

2- لماذا لا يستوي مجلس الأمة مع البرلمانات الأخرى بشعاراتها التي تختلف عن شعارات دولها، كبرلمان ألمانيا (البوندستاغ)، (مجلس النواب المغربي)، (مجلس العموم البريطاني) وغيرها كنوع من التقدير للمؤسسة التشريعية.

3- إرجاع الشعار السابق يعني إرجاع شعار الدولة... الذي يخص الدولة لا السلطة التشريعية.

4- ما مبرر تغيير الشعار؟ فإذا كان اعتماد الشعار الملغى تم وفقاً لآليات شفافة وفنية بحتة، فهل تمت استشارة أهل الخبرة لاعتماد شعار الدولة لمجلس الأمة؟

وأخيراً فإن تصميم واعتماد شعار مجلس الأمة موضوع النقاش جرى بعيداً عن تدخل السادة النواب بما في ذلك الرؤساء أو أعضاء مكاتب المجلس (في الفترات التي ذكرناها)، وأنا هنا أكتب هذه الكلمات بدافع مهني وفني بحت.

مظفّر عبدالله

back to top