خاص

محمد البعيجان يبحر في «ذكريات الألحان الخالدة»

خلال أمسية موسيقية على مسرح مركز اليرموك الثقافي

نشر في 21-10-2022
آخر تحديث 21-10-2022 | 00:05
سلَّطت دار الآثار الإسلامية الضوء على عصر النهضة الموسيقية بالكويت في القرن الماضي، من خلال أمسية موسيقية للفنان محمد البعيجان، استعادت خلالها عبق «ذكريات الألحان الخالدة» لأبرز وأشهر الأغنيات والمطربين في ذلك الوقت.
تواصل دار الآثار الإسلامية فعاليات الموسم الثقافي الـ 27، بالتزامن مع الذكرى الـ 40 لتأسيسها، في مركز اليرموك الثقافي، بالأمسية الموسيقية «ذكريات مع الألحان الخالدة»، التي قدَّمها أمس الأول بمصاحبة فرقته الموسيقية الفنان الموسيقي الحاصل على لقب أصغر مايسترو محمد البعيجان، وهو مؤسس الفرقة الماسية الكويتية، ومكتشف العديد من المواهب، والذي تعامل مع الكثير من نجوم الأغنية في الكويت والخليج، والحاصل على الجائزة الأولى للأغنية العربية، وأفضل لحن في قطر، وأفضل أغنية في تونس.

كان الجمهور على موعد مع الذكريات حين أقلعوا في رحلة مدتها ساعة، على أنغام أوتار الملحن والموسيقي محمد البعيجان، الذي قاد الرحلة قاصداً أبواب الزمن الجميل، وحط الرحال على أجنحة الذكريات، عازفاً أجمل الألحان الخالدة التي لا تُنسى ولا ينطفئ بريقها عبر الزمن، ألحان تقبل التطوير، لكنها ضد التغيير.

الفن الأصيل

لم يتأخر الجمهور عن موعد الرحلة، التي انطلقت في السابعة حتى الثامنة من مساء أمس الأول، على مسرح مركز اليرموك الثقافي بدار الآثار الإسلامية، الذي اكتظ بالحضور المُحب للفن الأصيل، والذي يحمل مع الذكريات الجميلة صوراً لا تغيب نسجتها الألحان، وحلَّقت معها أصوات الكورال، لتخرج في أبهى صورها.

وتضمنت الرحلة مجموعة من أبرز الألحان التي توَّجت الأغنية الكويتية على عرش الموسيقى منذ خمسينيات وستينيات القرن الماضي، وتضمنت نوتة الألحان ميدلي أغنيات «على خدي» للفنان عبدالله الفضالة، وهي من ألحانه وكلمات عبدالمحسن الرفاعي، و«ما دريت» لمصطفى أحمد، ألحان مبارك الحديبي وكلمات غنام الديكان، و«يا حبيبي» لعوض دوخي، ألحان كاظم الرويعي وكلمات محمد أموري.

كما أبدع البعيجان وفرقته الموسيقية في تقديم ميدلي «تكون ظالم» لعبدالكريم عبدالقادر، ألحان عبدالرحمن البعيجان، وكلمات محمد محروس، و«لا تخاصمني» لعوض دوخي، ألحان نجيب رزق الله وكلمات يوسف دوخي، و«حلفت عمري» لحسين جاسم، ألحان يوسف المهنا وكلمات ماجد سلطان.

تفاعل الجمهور

وتفاعل الجمهور بقوة مع ميدلي «غالي حبيبي» لخليفة البدر، ألحان غنام الديكان وكلمات فايق عبدالجليل، و«منسيه» لعائشة المرطة، ألحان خالد الزايد وكلمات مبارك الحديبي، و«اللي يحب الزين» لخليفة البدر، ألحان عبدالرحمن البعيجان وكلمات يوسف ناصر، و«خليجية» لعباس البدري، ألحان عبدالله الراشد وكلمات عبداللطيف البناي.

وعاد البعيجان إلى الغوص في أعمال عايشة المرطة في ميدلي يتضمن أغنيتها «أبشري يا عين» للملحن عثمان السيد وكلمات يوسف المنيع، ثم عاد إلى أعمال عبدالله الفضالة بأغنية «يا أهل الهوى» من كلماته وألحانه. وبختام الميدلي عادت مجدداً عايشة المرطة بأغنية «الا يا عبرتن تجري» للملحن يوسف المهنا والشاعر عبدالله الدويش.

وكان الجمهور على موعد للقاء مجدداً مع عبدالكريم عبدالقادر وأغنيته الرائعة «ما نسيناه»، و«توني عرفتك زين»، وكلاهما للملحن عبدالرحمن البعيجان؛ الأولى من كلمات يوسف ناصر، والثانية لمبارك الحديبي، ثم «زين الحلا»، و«الاسمرانية» لليلى عبدالعزيز، التي لحَّنها أحمد باقر من كلمات الفلكور.

وقبل انتهاء الحفل استمتع الجمهور بختام رائع أشعل حماسهم، بصحبة عدد من الأغنيات الساحرة، منها «أبوقذيلة»، التي غناها ولحَّنها يوسف المهنا وكتبها محبوب سلطان، و«سرى الليل يا قمرنا» التي غناها «الصوت الجريح» عبدالكريم عبدالقادر من ألحان أحمد باقر وكلمات عبدالله العتيبي. ولمزيد من التنوع عزف البعيجان أغنية «يا هلي» لعبدالحليم حافظ، ألحان عبدالحميد السيد وكلمات وليد جعفر، انتهاءً بـ «حبيبي ساكن الفيحاء» لعايشة المرطة.

شكل جديد

من جانبه، قال الفنان محمد البعيجان، في تصريح لـ «الجريدة»، إنه حاول من خلال الحفل تقديم شكل جديد للأغنية الكويتية القديمة، على مدى برنامج الحفل، الذي تضمن 6 ميدلي بما يتجاوز 19 أغنية، حيث تم تقسيم الأغنيات إلى إيقاعات السامري، والرومبا، والشرقي، وغيرها من الإيقاعات، بمصاحبة فرقته الموسيقية التي تضمنت 18 عازفاً أبدعوا خلال الحفل.

وأكد البعيجان ضرورة تطوير الألحان الكويتية القديمة، وتقديمها بشكل معاصر، للحفاظ عليها من الاندثار، فضلاً عن مواكبتها التحديثات المستمرة في الآلات الموسيقية والألحان، للوصول به إلى خارج حدود الوطن، وبلوغ العالمية.

يُذكر أن عصر النهضة الموسيقية بالكويت، والذي انطلق منذ خمسينيات القرن الماضي، شهد تحولات كبيرة فيما يتعلق بصناعة الموسيقى والأغنية، وواكب ذلك افتتاح إذاعة الكويت 1951 وظهرت فيها أول فرقة موسيقية مصغرة تتكون من آلة العود والكمان والقانون وإيقاعات التخت الشرقي، ثم تم افتتاح مركز الفنون الشعبية عام 1956، وتزامناً مع استقلال الكويت عام 1961 انطلقت الأغنية الكويتية إلى سماء الإبداع والريادة الخليجية.

عزة إبراهيم

البعيجان: يجب علينا تطوير الألحان الكويتية القديمة وتقديمها بشكل معاصر
back to top