أزمة بريطانيا تطيح تراس في 6 أسابيع

أقصر ولاية حكومية منذ نحو 300 عام... وجونسون وسوناك يستعدان لخلافتها
• موسكو تشمت وبايدن ينتظر الحكومة المقبلة وماكرون يتمنى «عودة الاستقرار»

نشر في 21-10-2022
آخر تحديث 21-10-2022 | 00:06
تراس خلال إعلانها استقالتها أمس (أ ف ب)
تراس خلال إعلانها استقالتها أمس (أ ف ب)
تحت ضغط الأزمة الاقتصادية والاجتماعية التي تعيشها البلاد، والصدمة التي أثارتها خطتها الاقتصادية في الأسواق وكادت تتسبب في انهيار اقتصادي، أعلنت رئيسة الوزراء البريطانية ليز تراس، أمس، استقالتها من زعامة حزب المحافظين ورئاسة الحكومة، بعد 44 يوماً فقط من تسلمها المنصب، لتصبح صاحبة أقصر ولاية حكومية منذ 300 عام حسب «واشنطن بوست».

وجاءت استقالة تراس بعد أيام من ضغوط اضطرتها إلى الاعتذار قبل يومين «لارتكابها أخطاء»، عقب تراجعها عن خطة اقتصادية أعلنتها في 23 سبتمبر الماضي وأثارت فوضى في الأسواق، وتحوّلت إلى «دوامة موت سياسي».

وكانت تراس فازت الشهر الماضي بزعامة المحافظين لتخلف بذلك بوريس جونسون بعد شهرين من استقالته، وتصبح ثالث امرأة تدير الحكومة البريطانية، بعد مارغريت تاتشر وتيريزا ماي.

وتأتي استقالة تراس بعد يوم من رحيل وزيرة الداخلية سوالا بريفرمان وأقل من أسبوع من إقالة وزير المالية السابق كوازي كوارتينغ المقرب منها واستبداله بجيريمي هانت الذي سارع إلى إلغاء الخطة المثيرة للجدل بشكل شبه كامل.

وفي كلمة مقتضبة أمام مبنى رئاسة الوزراء، قالت تراس، أمس، إن حزب المحافظين الحاكم اختارها لرئاسة الوزراء لتحقيق وعود سياسية من ضمنها إعادة ضبط الاقتصاد البريطاني ومواجهة أزمة الطاقة، وإنه بات واضحاً لديها أنها لم يعد بإمكانها تحقيق تلك الوعود.

وأكدت أنها أطلعت العاهل البريطاني الملك تشارلز الثالث على نيتها التنحي عن منصبها، كما اتفقت مع رئيس «لجنة 1922» للنواب المحافظين في مجلس العموم غراهام برايدي على البقاء في منصبها حتى اختيار رئيس وزراء جديد على أن يجري ذلك بحلول 28 الجاري.

وعقب الاستقالة، أعلنت الخزانة البريطانية أن الخطة المالية المصغرة ستظل سارية حتى 31 الجاري، في وقت بدأت معركة خلافتها ورجحت وسائل إعلام بريطانية احتمال مواجهة بين جونسون ووزير المالية السابق ريشي سوناك، في حين دعا زعيم حزب «العمال» كير ستارمر إلى إجراء انتخابات عامة «الآن»، ووافقه على هذه الدعوة أحزاب الخضر والديموقراطيين الأحرار والوطني الاسكتلندي.

وفي ردود الفعل الخارجية، قال الرئيس الأميركي جو بايدن، إن «الولايات المتحدة والمملكة المتحدة حليفتان قويتان وصديقتان دائمتان، وهذه حقيقة لن تتغير»، مؤكداً مواصلة التعاون الوثيق مع الحكومة المقبلة لـ «مجابهة التحديات العالمية التي تواجه الدولتين».

وبينما حث الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على ضرورة أن «تستعيد بريطانيا العظمى الاستقرار السياسي بسرعة كبيرة»، علقت الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا على سقوط تراس الدراماتيكي، بأن «بريطانيا لم يسبق أن شهدت مثل هذا العار الذي تسببت به رئيسة الوزراء».

back to top