أحمد سعيد: الكاريكاتير دعوة ساخرة للنقد والإصلاح

• قسم التاريخ بكلية الآداب دشّن موسمه الثقافي بمحاضرة «فن الكاريكاتير في مصر القديمة»
• «الشعب المصري خفيف الظل يحب الفكاهة والسخرية حتى في أشد اللحظات السيئة بحياته»

نشر في 20-10-2022
آخر تحديث 20-10-2022 | 00:03
دشّن قسم التاريخ والآثار بكلية الآداب في جامعة الكويت، أمس، باكورة موسمه الثقافي بمحاضرة «فن الكاريكاتير في مصر القديمة»، التي حاضر فيها أستاذ تاريخ وآثار الشرق الأدنى القديم في كلية الآداب بجامعة الكويت، د. أحمد سعيد، في مسرح الكلية الشمالي.

وأكد سعيد، خلال المحاضرة، أن «كاريكاتير» يعتبر فن الإضحاك بالتضخيم، أو المسخ لصورة شخص ما، من خلال استخدام رسومات آدمية أو حيوانية بأسلوب خاص بهدف الانتقاد والسخرية، لافتا إلى أنه «فن مضحك في ظاهره، وناقدا فنيا في مدلوله»، مبينا أن كلمة كاريكاتير مشتقة من الكلمة الفرنسية التي تعني يبالغ أو يحمل ما لا يطيق، و«في مفهومنا العربي أن يجعل من الحبة قبّة».

وبيّن أن هذا الفن يتجلى بكل مقوماته وخصوصياته الفنية الحقيقية، فهي تحمل تعبيرا مبدعا عن الموقف الساخر الناقد للسياسة والمجتمع وعيوبهما في دعوة ضمنية للإصلاح والنقد.

ولفت إلى أن الشعب المصري معروف عنه خفيف الظل، يحب الفكاهة والسخرية، حتى في أشد لحظات حياته السيئة، وهذه السمة متأصلة منذ قديم الأزل، ورثت عن أجدادهم القدماء المصريين، مضيفا أن المؤرخ هيرودوت عرف المصريين القدماء بأنه شعب يحب المرح والدعابة.

وأشار سعيد إلى أن الإنسان بدأ يرسم أو ينحت تماثيله منذ 50 ألف سنة قبل ميلاد السيد المسيح عليه السلام، فيما يسمّى العصر الحجري القديم الأعلى، وهو عنده استعداد أن يخرج في رسوماته ونحته عن المألوف لأسباب عدة منها في البداية العقائدية الدينية أو السحرية.

وأفاد بأن فكرة الرمزية بالأشكال المركبة لعبت بين الهيئة الإنسانية والحيوانية أو الطيور دورا كبيرا في فنون العالم القديم؛ سواء في مصر أو العراق، أو غيرها في الشرقين الأدنى والأقصى أو أوروبا وشمال إفريقيا وفي مصر.

وعن روح المصريين القدماء المرحة والناقدة، قدّم سعيد خلال المحاضرة نماذج الفكاهة والكاريكاتير في مصر القديمة، لافتا إلى أن الفن المصري القديم لم يكن فنا جامدا أو كلاسيكيا، كما يصفه البعض مقارنة بالفنون الإغريقية والرومانية، بل كانت فنونا مرتبطة بالملكية وكبار رجال الدولة، والتي اتسمت بالمثالية.

الصلح الاجتماعي

وقال سعيد إن المصريين سبقوا مؤلفي مسلسلات كرتون الأطفال الشهيرة (توم وجيري)، بل سبقوا مؤلف حكايات كليلة ودمنة في استخدام الحيوان للتعبير بُغية الصلح الاجتماعي ونقد الأوضاع السيئة.

وأضاف أن البرديات المصرية وقطع الفخار والحجر ورسومات ونقوش المقابر لها أهمية واضحة في تجسيد الفن الكاريكاتيري التي لا تتوقف على قيمتها التاريخية وحسب، بل يتخطى مضمونها الفني الريادة التاريخية إلى الريادة الفنية للكاريكاتير.

أحمد الشمري

back to top