«حماس» تنهي في «قصر الأسد» قطيعة 10 سنوات مع دمشق

• الحية: لقاء الرئيس السوري كان «تاريخياً وإيجابياً» ولم نسمع معارضة قطرية أو تركية للخطوة
• إسرائيل تنفي تعرضها لضغوط روسية لوقف الغارات على سورية

نشر في 19-10-2022 | 14:33
آخر تحديث 19-10-2022 | 14:33
الأسد مستقبلاً رئيس وفد «حماس» والأمين العام لحركة «الجهاد» زياد النخالة وممثل الفصائل في دمشق (تويتر)
الأسد مستقبلاً رئيس وفد «حماس» والأمين العام لحركة «الجهاد» زياد النخالة وممثل الفصائل في دمشق (تويتر)
أعلنت حركة «حماس» استعادة علاقتها مع الحكومة السورية، بعد قطيعة استمرت 10 سنوات عقب استقبال الرئيس السوري بشار الأسد وفداً من حركتها بصحبة فصائل فلسطينية أخرى في دمشق أمس، في حين أكدت إسرائيل أن هجماتها على الأهداف الإيرانية بسورية ستُستأنف في حال رصد نقل أسلحة.
وسط تحركات عربية متفاوتة، ودور جزائري بارز لإعادة دمج الحكومة السورية بمحيطها وموازنة ارتباطاتها الإقليمية والدولية، عقدت حركة «حماس» وفصائل فلسطينية أخرى، أمس، لقاءً مع الرئيس السوري بشار الأسد في العاصمة دمشق، يعد الأول من نوعه منذ 10 سنوات من القطيعة التي تسبب فيها النزاع الدائر بسورية.

وقال رئيس وفد «حماس»، نائب رئيس الحركة بقطاع غزة، خليل الحية، من دمشق إن «حماس والفصائل اجتمعت بالرئيس السوري في لقاء تاريخي وإيجابي».

وأضاف: «نستعيد علاقتنا مع سورية بإجماع قيادتنا وبقناعة، وتجاوزنا الماضي». وتابع إن «اللقاء رد طبيعي من المقاومة من قلب سورية وحضرة الرئيس لنقول للاحتلال والمشاريع الصهيونية التي تستهدف القضية الفلسطينية. إننا أمة موحدة ومقاومة في وجه المشاريع الصهيونية».

ولفت الحية إلى أن «دمشق داعمة للقضية والفلسطينيين، وأكدنا للرئيس الأسد أننا مع سورية موحدة ضد استهدافها من عدوان صهيوني أميركي خارجي».

وشدد نائب قائد «حماس» على أنّ الرئيس السوري أبدى تصميمه على «تقديم كل الدعم من سورية للشعب الفلسطيني ومقاومته».

البقاء بدمشق

وفي تصريحات منفصلة، قال الحية: «سنتابع مع الإخوة السوريين ترتيبات بقاء حماس في دمشق». وأضاف المسؤول بالحركة الفلسطينية، أنها أعلمت الدول التي ترتبط معها بعلاقات بقرار إعادة العلاقات مع سورية، مؤكدا اتخاذ القرار بشكل منفرد ولم تستشر أحداً «ولم تكن لتتراجع لو رفض أي طرف ذلك».

وفي ظل تصاعد الأزمة الاقتصادية والاحتجاجات بإيران التي تعد الداعم الإقليمي الأكبر لـ»حماس» ودمشق، أشار الحية إلى أنّ «العلاقة مع سورية تعطي قوة لمحور المقاومة ولكل المؤمنين بالمقاومة»، موضحاً أنّ «الحركة ستسهّل أي خطوة لبناء مؤسساتها الوطنية الفلسطينية، والحفاظ على مشروعها الوطني».

وتابع الحية: «حماس لم تسمع اعتراضاً من أيّ دولة أبلغتها قرار عودتها إلى دمشق، بما في ذلك تركيا وقطر»، متابعاً: «طوينا أحداث الماضي وأخطاءه وكل الأخطاء الفردية لم توافق عليها الحركة». واختتم الحية الذي وصل إلى دمشق قادماً من الجزائر التي نجحت في إقناع الفصائل الفلسطينية بإبرام إعلان يمهد لمصالحة وطنية وانتخابات، قبيل استضافتها القمة العربية نوفمبر المقبل، بالقول: «نحب لسورية كل السلام والاستقرار. سورية عزيزة قوية يعني أنّ أمتنا عزيزة وقوية».

وسبق زيارة دمشق، وفق ما قال مسؤول في الحركة، التي كان تتخذ من العاصمة السورية مقراً لقيادتها الخارجية، لقاءات مع مسؤولين سوريين، بوساطة من «حزب الله» اللبناني وبدعم من طهران. وأعلنت «حماس» في عام 2017 فكّ ارتباطها بجماعة الإخوان، المحظورة في سورية منذ الثمانينيات، والتي تعد من أبرز مكونات المعارضة السورية.

هجمات إسرائيل

وفي وقت تعيد طهران ودمشق والفصائل المتحالفة معهما ترتيب أوراقهم وسط تحفز لاحتمال تسبب حرب روسيا على أوكرانيا بتفجير علاقتها مع إسرائيل إذا دعمت كييف بمعدات دفاعية، أكدت مصادر سياسية وأمنية إسرائيلية أنه لم يطرأ تغيراً على النهج الإسرائيلي في شن الغارات على مواقع بسورية، وأنه في حال رصد نقل أسلحة مهمة فإنه ستتم مهاجمتها.

وتأتي أقوال المصادر العبرية بعد مرور شهر لم تشن فيه إسرائيل غارات ضد أهداف تقول إنها مرتبطة بإيران في سورية. وأشارت المصادر في تصريحات أمس إلى أنه «لم تمارس ضغوط من جانب روسيا من أجل وقف الهجمات، والتنسيق مقابل روسيا التي تسيطر على الأجواء في سورية يعمل كالمعتاد».

والغارة الإسرائيلية الأخيرة المعلنة في سورية، وقعت في ليلة 16 – 17 سبتمبر الماضي، وأفاد «المرصد السوري» حينئذ بأن «الاستهداف الإسرائيلي كان بداية على محيط مطار دمشق، إذ استهدف مستودعا لحزب الله فقُتل اثنان من حراس المستودع من جنسيات غير سورية، وتم استهداف كتيبة دفاع جوي للحكومة السورية على بعد 25 كيلومترا قرب الكسوة أسفر عن مقتل 5 عناصر نظامية».

وبحسب صحيفة «يديعوت احرونوت»، العبرية فإنه «من الناحية غير الرسمية، فإن هناك عدة أسباب للهدوء النسبي: ربما كان هناك تراجع كبير في تهريب الأسلحة عبر سورية في أعقاب سلسلة الغارات الإسرائيلية على المطارات؛ وقد يكون التوتر مقابل حزب الله في لبنان حول منصة الغاز كاريش قد أدى إلى قرار بوقف الهجمات؛ وربما يكون ذلك بتأثير الانتخابات القريبة في إسرائيل».

إفراج سعودي

على صعيد منفصل، أعلنت «حماس»، أمس، أن السلطات السعودية أفرجت عن ممثل الحركة السابق في الرياض محمد الخضري، المعتقل لدى المملكة منذ عام 2019.

وذكر متحدث باسم الحركة الفلسطينية أن «الإفراج يأتي نتيجة جهود بذلتها حماس ورئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية، خلال الشهور الماضية»، مشيراً إلى أن عدداً من قادة «حماس» سيتوجهون إلى الأردن لاستقبال الخضري وإتمام الترتيبات مع السلطات الأردنية.

السعودية تفرج عن ممثل «حماس» السابق محمد الخضري
back to top