إيران: 11 مطلباً للإصلاحيين لاحتواء الاحتجاجات

أول بيان لـ «المعارضة» يطالب بالعلمانية والفدرالية
مناورات إيرانية ضخمة قرب أذربيجان ومخاوف من حرب قوقازية
مشادة وتلاسن بين رئيسي وعلييف في «قمة الأستانة» حول إيواء معارضين وإسرائيل و«ممر أرمينيا»

نشر في 18-10-2022
آخر تحديث 18-10-2022 | 00:12
مع استمرار الاحتجاجات في إيران للشهر الثاني على التوالي، بدأت السلطات الإيرانية تبحث عن حلول لاحتواء الحراك الذي شمل شرائح مجتمعية وعمرية متعددة، ويتمثل أحد هذه الحلول في حوار غير رسمي بين جناحي النظام؛ الأصوليين الذين يحكمون، والإصلاحيين الذين تعرضوا لضربات سياسية في السنوات القليلة الماضية إلا أنهم لا يزالون يعتبرون «احتياطاً استراتيجياً» لنظام الجمهورية الإسلامية.

في هذا السياق، كشف مصدر لـ «الجريدة»، وهو أحد قادة الأحزاب الإصلاحية، أن وزارة الداخلية عقدت اجتماعاً، غير معلن، مع قادة تلك الأحزاب الإصلاحية ليل الأحد ـ الاثنين، وطلبت من الجميع المساعدة في وقف الاحتجاجات.

وأفاد المصدر أن الإصلاحيين قدموا لائحة شروط تبدو أقرب إلى النصائح مطالبين بعرضها على المرشد الأعلى علي خامنئي، لا على وزير الداخلية أو حتى رئيس الجمهورية إبراهيم رئيسي.

وأشار إلى أن الإصلاحيين وضعوا لائحة مطالب يمكنها وقف الاحتجاجات، هي:

1 - اعتذار رسمي من قيادة الشرطة عن مقتل مهسا أميني في عهدتها.

2 - إقالة ومحاكمة جميع المقصرين في الحادثة.

3 - اعتقال ومحاكمة كل الذين قاموا بأعمال عنف ضد المدنيين وطلاب الجامعات من الذين كانوا يرتدون ثياباً مدنية وكشف هويتهم والجهاز الأمني الذي يحركهم.

4 - استقالة وزير الداخلية وكل المسؤولين عن قمع المتظاهرين السلميين.

5– إعلان حل شرطة الآداب بشكل كامل ونهائي.

6 ـ الإفراج عن المعتقلين الذين لم يقوموا بأعمال تخريب مثبتة خلال مشاركتهم في الاحتجاجات وإنهاء ملاحقتهم قضائياً.

7 - إلغاء جميع قيود الإنترنت وكل شبكات التواصل الاجتماعي بشكل كامل.

8 - إعادة النظر في تنفيذ القوانين والأحكام الشرعية وتغيير صياغتها بعد مناظرات علنية بين موافقين ومعارضين.

9 - الاعتراف بحرية الإعلام ومنع التعرض للإعلاميين مستقبلاً.

10 - تنفيذ الفصل 27 من الدستور الذي يكفل التجمع والتظاهر السلمي لإبداء الرأي.

11 - إجراء استفتاء عام على تنفيذ البند 177 من الدستور، الذي يسمح بإعادة النظر في الدستور بشكل خاص أو عام وتغييره بشكل جزئي أو كامل.

وأوضح المصدر أن وزير الداخلية، الذي شارك في الاجتماع، وعد بنقل المطالب للرئيس وللمرشد مع التأكيد على استعداده لتقديم استقالته، إذا كانت ستؤدي إلى «إرضاء عامة الناس».

من جهة أخرى، أكد زعيم معارض أن الحراك الشعبي لم يعد يقبل التعامل مع السلطات الإيرانية من خلال القنوات والطرق التي يعتمدها التيار الإصلاحي، لأن هدف الشباب المنتفضين هو «تغيير النظام الإسلامي بشكل كامل».

ولفت إلى أن المعارضة وزّعت بياناً تضمن مطالبها بعد حريق وأحداث سجن إيفين سيئ السمعة، التي وقعت ليل السبت ـ الأحد، دعت فيه إلى اعتماد تغيير نظام الجمهورية الإسلامية إلى نظام «جمهوري علماني»، وإجراء إصلاحات اقتصادية وسياسية واجتماعية، ووقف التدخل في الشؤون الداخلية للبلدان الأخرى.

ودعا البيان إلى المساواة في الحقوق بين النساء والرجال بشكل كامل، واعتماد صيغة حكم شبه فدرالية تتيح لمحافظات الأقليات الحكم الذاتي.

وشدد على ضرورة «العبور السلمي من مرحلة الجمهورية الإسلامية ونبذ العنف»، مشيراً إلى رفض المعارضة وضع أي وصاية على الترشح للانتخابات التي ستمثل المعيار لحكم الأكثرية.

وجاء في البيان أن المعارضة ستعمل على دمج جميع القوات المسلحة «الحرس الثوري» و«الباسيج» في الجيش، لتشكيل قوة موحدة مع إلغاء إلزامية الخدمة العسكرية. وطمأنت المعارضة أنها ستسمح حتى للمتعاملين مع النظام الحالي بالاندماج في الحياة السياسية مستقبلاً بعد إصدار عفو عام عن جميع السجناء السياسيين.

وقال إن المعارضة ستكلف خبراء بالقانون من «أنصار الشعب» كتابة دستور جديد، يستند إلى تشكيل حكومة علمانية بشكل كامل، وينص على فصل الدين عن السياسة.

نفاصيل الخبر :

بينما دخلت الاحتجاجات الإيرانية شهرها الثاني وسط عجز السلطات عن إيقافها، أطلق «الحرس الثوري» الإيراني مناورات ضخمة بالذخيرة الحية عند الحدود الشمالية لناحية أذربيجان وأرمينيا، حيث تشهد المنطقة القوقازية توتراً بين باكو ويريفان، يمس مصالح أساسية لطهران.

وأكد مصدر في قيادة الأركان الإيرانية، لـ «الجريدة»، أن الجيش نقل العشرات من طائراته المقاتلة والقاذفة والمئات من المسيرات، إضافة إلى معدات ثقيلة تشمل دبابات ومدرعات، إلى قواعد قرب الحدود مع أذربيجان وأرمينيا للمشاركة في المناورات. وانطلقت مناورات القوات البرية لـ «الحرس الثوري» تحت شعار «إيران القوية» في محافظتَي أردبيل وأذربيجان الشرقية غرب البلاد.

وأعلن قائد سلاح البر العميد محمد باكبور بدء المرحلة الرئيسية لـ «مناورات الاقتدار» التي يجريها في منطقة أرس العامة برعاية القائد العام لقوات الحرس اللواء حسين سلام لمدة 3 أيام.

وذكر أن المناورات ستشهد إقامة جسر عائم على نهر أرس لعبور المعدات العكسرية لأول مرة. وستتضمن التدريبات مشاركة سلاح المظلات للاستيلاء على مرتفعات وتدمير خطوط الهجوم المعادية.

وشدد قائد الحرس على أن المناورات تحمل رسالة إلى دول الجوار مفادها أن بلاده سترد الصاع صاعين لكل من تسول له نفسه أن يشكل تهديداً ضدها.

مشادة وتلويح

ويأتي التحرك الإيراني العسكري، بعد أيام من تصريحات للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اتهم فيها روسيا بزعزعة الاستقرار في جنوب القوقاز بهدف تقسيم الغرب، والتدخل في النزاع حول ناغورني كاراباخ لمصلحة أذربيجان بالتواطؤ مع تركيا العضو بحلف شمال الأطلسي «الناتو». وفي هذا السياق، كشف مصدر رافق الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في زيارته الأخيرة لكازاخستان، أن اللقاء الذي جمع الأخير مع نظيره الأذربيجاني إلهام علييف على هامش قمة الاستانة لمنظمة «سيكا» الآسيوية الخميس الماضي، لم يكن ودياً، وشهد مشادة وصلت إلى حد التلاسن بين قادة الدولتين الجارتين.

وقال المصدر، لـ «الجريدة»، إن المشادة بدأت بعد أن انتقد علييف الحشود العسكرية الإيرانية عند الحدود الأذربيجانية، معتبراً أن الخطوة تمثل تهديداً لأمن باكو.

وجاء رد علييف الحاد بعد أن أجابه رئيسي بأن الحشود العسكرية، التي قدرها المصدر بـ 100 ألف جندي، لم تُرسل إلى تلك المنطقة الحدودية للنزهة أو القيام بتدريبات فقط، بل لإرساء الأمن والاستقرار، ولمواجهة أي مخطط يرمي لإحداث تغييرات ميدانية تمس أو تقطع الممر البري بين إيران وأرمينيا وإن لزم الأمر لخوض حرب.

وأشار المصدر إلى أن علييف اتهم طهران بدعم أرمينيا عسكرياً وتسليحها لمواجهة أذربيجان، وهو ما نفاه رئيسي واتهم نظيره الأذربيجاني بالاستماع إلى «فبركات صهيونية»، منتقداً التنسيق الأمني بين باكو وتل أبيب، والزيارة الأخيرة التي أجرها وفد أمني إسرائيلي رفيع للعاصمة الأذربيجانية.

وبحسب المصدر، اتهم رئيسي علييف بـ «احتضان أذريين إيرانيين انفصاليين» ومنحهم الإذن لتأسيس وسائل إعلام خاصة بهم على أراضي بلاده، وذلك في خضم الاحتجاجات التي تشهدها إيران، الأمر الذي رد عليه علييف باتهام طهران بعدم التخلي عن مبدأ تصدير الثورة. وجاء ذلك في وقت اتهمت باكو يريفان بشن هجوم جديد على مناطق متنازع عليها في كاراباخ.

ورد نائب رئيس مجلس الأمن القومي الروسي ديمتري ميدفيديف على ماكرون السبت الماضي، واصفاً اتهاماته بـ»الحقيرة».

احتجاجات وأحداث إيفين

من جانب آخر، خرجت احتجاجات جديدة مناهضة للنظام الإيراني، ليل الأحد ـ الاثنين، في عدة مدن رئيسية بينها طهران ويزد وكرج بكردستان.

وفي حين ألقى رئيس السلطة القضائية الإيرانية غلام محسني ايجئي باللوم على «عدد قليل من عملاء العدو» في ارتكاب الاضطرابات التي وقعت بسجن إيفين السياسي سيئ السمعة في العاصمة طهران، أعلن المركز الإعلامي التابع للسلطة القضائية ارتفاع عدد ضحايا أحداث السجن إلى 8 أشخاص.

طهران - فرزاد قاسمي

back to top