مساعدات سعودية لكييف... وإيران تنفي بيع سلاح لروسيا

وصول جنود روس إلى بيلاروسيا ومنظومة «إسكندر» في الطريق

نشر في 16-10-2022
آخر تحديث 16-10-2022 | 00:05
أوكرانيون يزورون مقبرة ليتشاكيف في مدينة لفيف لإحياء ذكرى «المدافعين عن أوكرانيا» (أ ف ب)
أوكرانيون يزورون مقبرة ليتشاكيف في مدينة لفيف لإحياء ذكرى «المدافعين عن أوكرانيا» (أ ف ب)
قررت السعودية تقديم مساعدات إنسانية لأوكرانيا بـ 400 مليون دولار، معلنة في الوقت نفسه استعدادها لتقديم كل ما يسهم في خفض حدة التصعيد، في حين وصلت أول دفعة من القوات الروسية إلى مينسك، التي «تحاول موسكو جرها إلى الحرب» حسبما تؤكد كييف.
بعد لعبها الشهر الماضي دورا مفاجئا في تسهيل تبادل أسرى حرب بين موسكو وكييف، أعلنت السعودية، أمس، تقديم حزمة مساعدات إنسانية لأوكرانيا بقيمة 400 مليون دولار، حسبما أوردت وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس)، التي أضافت أن ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان أجرى اتصالا هاتفيا بالرئيس فولوديمير زيلينسكي.

وأكد ولي العهد، خلال المكالمة، «موقف المملكة الداعم لكل ما يسهم في خفض حدة التصعيد، واستعداد المملكة للاستمرار في جهود الوساطة»، مضيفا أن تصويت المملكة لمصلحة قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة، الذي يدين ضم روسيا أجزاء من أوكرانيا «نابع من دعمها للالتزام بالمبادئ الراسخة في ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي»، ولفت إلى أن «دعم القرار يأتي كذلك تأكيدا من المملكة على احترام سيادة الدول ومبادئ حسن الجوار وحل النزاعات بالطرق السلمية».

وقالت «واس» إن الرئيس الأوكراني عبر من جهته عن الشكر والامتنان لتصويت المملكة لمصلحة قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة، كما أعرب عن شكره وتقديره لاستعداد الأمير محمد الاستمرار في جهود الوساطة الهادفة إلى إيجاد حل للأزمة، وقرار القيادة السعودية تقديم حزمة مساعدات إنسانية إضافية لأوكرانيا بمبلغ 400 مليون دولار، والتي ستسهم في تخفيف معاناة المواطنين الأوكرانيين في ظل الأزمة التي تمر بها البلاد.

أسلحة أميركية ونفي إيراني

من ناحيتها، أعلنت الولايات المتحدة تقديم أسلحة إضافية لأوكرانيا بقيمة إجمالية تبلغ 725 مليون دولار، تتضمن أنظمة إطلاق صواريخ متنقلة طراز «هيمارس»، وذخيرة وعربات مدرعة وإمدادات طبية.

وقال وزير الخارجية أنتوني بلينكن، في بيان، «سنواصل الوقوف إلى جانب الشعب الأوكراني فى الدفاع عن حريته واستقلاله بشجاعة نادرة وعزيمة لا تلين. القدرات التي نقدمها بالغة الدقة من أجل إحداث اختلاف كبير على أرض المعركة لمصلحة أوكرانيا».

وردا على اتهامات كييف وعدد من حلفائها الغربيين لموسكو باستخدامها طائرات مسيرة إيرانية الصنع في استهداف مناطق أوكرانية، كررت إيران أمس، نفيها تزويد روسيا بأسلحة «للاستخدام في حرب أوكرانيا».

وخلال اتصال مع نظيره البرتغالي جواو غوميش كرافينيو، قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان إن «الجمهورية الإسلامية لم ولن تقدم أي سلاح لاستخدامه في حرب أوكرانيا»، معتبرا أن «تسليح أي طرف من أطراف الأزمة سيؤدي الى إطالة أمد الحرب. لم ولن نعتبر الحرب الطريق الصحيح سواء في أوكرانيا أو أفغانستان أو سورية أو اليمن».

عسكر و«إسكندر» لمينسك

وبعد أسبوع على اتهام زيلينسكي موسكو بمحاولتها «جر بيلاروسيا إلى الحرب»، داعيا مجموعة السبع إلى إيفاد بعثة مراقبة دولية على الحدود بين أوكرانيا وبيلاروسيا، أعلنت السلطات البيلاروسية، أمس، أن أوائل الجنود الروس في القوة العسكرية المشتركة الجديدة بين موسكو ومينسك وصلوا إلى بيلاروسيا.

ونشرت وزارة الدفاع صورا لقطارات وشاحنات عسكرية، وكذلك لجنود روس تستقبلهن نساء يرتدين ملابس تقليدية يحملن الخبز والملح، وهو تقليد من كرم الضيافة السلافية.

واتهم الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشنكو الاثنين بولندا وليتوانيا وأوكرانيا بالتحضير لهجمات «إرهابية» وتدبير «تمرد» في البلاد، وأعلن نشر هذه القوة العسكرية الإقليمية.

وردا على سؤال أمس الأول، حول حجم هذه القوة الجديدة، أشار إلى أن الجيش البيلاروسي و«نحو 70 ألف شخص» سيشكلون «جوهر» القوة، من دون أن يحدد عدد الجنود الروس المنضمين.

من ناحيته، أعلن نائب رئيس الوفد الروسي في اجتماع اللجنة الأولى للجمعية العامة للأمم المتحدة كونستانتين فورونتسوف أن روسيا لا تخطط بعد لنقل تقنية تحويل الطائرات إلى حاملات أسلحة نووية إلى بيلاروسيا، ولكن تخطط قريبا لتسليم منظومات «إسكندر-إم» مزدوجة التجهيز إلى مينسك، وإعطاء طائرات «سو 25» القادرة على حمل الأسلحة النووية.

طمأنة ليتوانيا

ومع تصاعد القلق الآتي من قبل بيلاروسيا حليفة موسكو، أكد كيستوتيس بودريس، مستشار الأمن القومي للرئيس الليتواني في واشنطن، أن الولايات المتحدة ستبقي حتى مطلع 2026 على الأقل، على كتيبة مدرعة متمركزة منذ 2019 في بلدة بابراد القريبة من الحدود مع بيلاروسيا، مشيرا إلى التهديد المستمر الذي تمثله روسيا.

وأضاف: «الإجراءات في أوكرانيا ومحاولات إشراك بيلاروسيا بشكل أكبر في الهجوم العسكري ضد أوكرانيا لا تؤدي إلى تهدئة مخاوفنا بطبيعة الحال».

وبالتزامن، تواصل وحدات متخصصة من القوات المسلحة الألمانية تدريبات على حماية البنية التحتية الحيوية بالجناح الشرقي لـ «الناتو» في إستونيا حتى نهاية أكتوبر الجاري.

وانطلقت المناورة «نمور البلطيق 2022»، التي تستمر نحو شهر، للتدريب على حماية الموانئ والمطارات - من بين أمور أخرى - على خلفية الوضع الأمني المتغير في أوروبا.

خطط غربية

وفي ظل مخاوف من تصعيد نووي محتمل، ينخرط المسؤولون الغربيون في «وضع خطط لمنع الفوضى والذعر في بلادهم»، في حالة تفجير روسيا قنبلة نووية في أوكرانيا أو بالقرب منها، وفقا لتقرير لصحيفة الغارديان البريطانية.

ورغم استبعاد حدوث أزمة نووية مرتقبة، قال مصدر غربي، لـ«الغارديان»، إن المسؤولين على الصعيد الدولي يعيدون فحص الخطط لتقديم دعم طارئ وطمأنة للسكان الذين يخشون تصعيدا نوويا.

وتتصاعد مخاوف من احتمال استخدام موسكو سلاحا نوويا تكتيكيا في أوكرانيا، منذ أن لمح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى ذلك بشكل مبطن لدى ضم 4 مناطق محتلة ردا على خسائر في ساحة المعركة.

وقال المسؤول الغربي، لـ«الغارديان»، إن الحكومات كانت منخرطة في «تخطيط حكيم لمجموعة من السيناريوهات المحتملة»، مشددا على أن «أي استخدام للأسلحة النووية من قبل روسيا في الحرب سيكون أمراً مقيتاً».

وأكد أن تصريحات بوتين بشأن الاستخدام النووي «غير مسؤولة إلى حد كبير»، مضيفا: «لا توجد دولة أخرى تتحدث عن أسلحة نووية».

وقبل ذلك، حذر مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، روسيا، من أنه سيتم «القضاء» على جيشها من جراء الرد العسكري الغربي في حال استخدم أسلحة نووية.

وفي افتتاح أكاديمية دبلوماسية ببلجيكا، قال بوريل: «بوتين يقول إنه لا يخادع، ولا يمكنه الخداع، ويجب أن يكون واضحا أن الناس الذين يدعمون أوكرانيا والاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء والولايات المتحدة وحلف الناتو، هم بدورهم لا يخادعون»، مضيفا أن «أي هجوم نووي ضد أوكرانيا سيولد ردا، ليس ردا نوويا بل رد قوي عسكري من شأنه أن يقضي على الجيش الروسي».

وحذر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) ينس ستولتنبرغ روسيا من «عواقب وخيمة» في حال شنت هجوما نوويا على جارتها، مضيفا: «لن نتحدث عن الطريقة التي سنرد بها بالضبط، لكن هذا بالطبع سيغير طبيعة النزاع بشكل جذري».

ماسك يحرم الجيش الأوكراني من «ستارلينك»

حذر إيلون ماسك، من أن شركة «سبايس إكس» التي يملكها، لم تعد تملك الوسائل اللازمة لمواصلة تمويل شبكة الإنترنت «ستارلينك» في أوكرانيا، مناشدا الحكومة الأميركية تولي مسؤولية ذلك.

ومنذ بداية الحرب في أوكرانيا سلّمت «سبايس إكس» الآلاف من محطات الاتصال التي تؤمن الوصول إلى الإنترنت عبر مجموعة من الأقمار الاصطناعية التي تشكل «شبكة ستارلينك».

ونشرت نحو 25 ألف محطة في البلاد حتى الآن، حسب ماسك الذي قال، إن العملية كلفت الشركة فعليا 80 مليون دولار، وستصل الكلفة إلى 100 مليون بحلول نهاية العام الجاري. وأكد ماسك أن شركته الفضائية «لا يمكنها الاستمرار في تمويل النظام الحالي إلى أجل غير مسمى، وإرسال آلاف من محطات الاتصال الإضافية».

وذكرت شبكة CNN أن «سبايس إكس» وجهت خطابا إلى وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) الشهر الماضي يشير إلى أنها لم تعد قادرة على تحمل تكاليف الخدمة في أوكرانيا.

وطلبت الشركة من «البنتاغون» تولي تمويل استخدام «ستارلينك» من الحكومة الأوكرانية وجيشها، مقدرة كلفته بـ 400 مليون دولار للأشهر الـ 12 المقبلة.

وساعدت «ستارلينك» في استمرار تغطية الإنترنت في المناطق التي ضربها الجيش الروسي في أوكرانيا. وفي يونيو كان نحو 15 في المئة من البنى التحتية للانترنت الموجودة في أوكرانيا قد دمر أو تضرر، حسب السلطات.

وكتب ماسك، في تغريدة مساء أمس الأول: «ستارلينك هو نظام الاتصالات الوحيد الذي يستمر في العمل على الجبهة وجميع (الانظمة) الأخرى توقفت»، مضيفا أن «روسيا تحاول جاهدة قتل ستارلينك. ولحمايتها أعادت سبايس إكس توجيه موارد ضخمة للدفاع». وأوضح أنه رغم هذه الموارد المخصصة للدفاع عن «ستارلينك»، فإن هذا النظام «يمكن أن يختفي».

back to top