إضراب في القدس الشرقية واتصالات فلسطينية لكسر «حصار شعفاط»

اجتماع الفصائل الفلسطينية في الجزائر يمضي وسط تكتم وتفاؤل

نشر في 13-10-2022
آخر تحديث 13-10-2022 | 00:02
شبان فلسطينيون يواجهون الأمن الإسرائيلي في مخيم شعفاط المحاصر (د ب أ)
شبان فلسطينيون يواجهون الأمن الإسرائيلي في مخيم شعفاط المحاصر (د ب أ)
شهدت القدس الشرقية أمس إضرابا، احتجاجا على فرض السلطات الإسرائيلية إغلاقا على مخيم شعفاط للاجئين، ومواصلتها عملية واسعة للقبض على مهاجم جندية إسرائيلية قتلت قرب المخيم.

ولم تفتح المحال التجارية في البلدة القديمة والأسواق خارجها أبوابها، فيما أغلق شبان فلسطينيون شوارع البلدات المجاورة بالمكعبات الاسمنتية وحاويات النفايات.

وقالت نوال (50 عاما) بعدما اشترت الخبز من فرن في سوق المصرارة القريب من باب العامود، إن الإضراب جاء تضامنا مع مخيم شعفاط المحاصر منذ خمسة أيام، لافتة إلى أن ابنتها تعيش هناك مع عائلتها، «وعندما تحدثت معها، قالت إن الوضع سيئ».

وقتلت جندية إسرائيلية السبت في هجوم استهدف حاجزا يفصل مخيم شعفاط عن القدس الشرقية. وعلى الأثر، بدأت عملية بحث ومطاردة واسعة للمنفذ الذي لا يزال طليقا حتى الآن.

وأغلقت القوات الإسرائيلية مداخل المخيم، وتعطلت المدارس والمراكز الطبية، واندلعت اشتباكات بين شبّان فلسطينيين أشعلوا إطارات وألقوا حجارة، والقوات الإسرائيلية.

وتزامن الإغلاق في الأحياء الفلسطينية بالقدس الشرقية مع احتفال اليهود بعيد العرش الذي يستمر أسبوعا ويشهد تعزيزات للشرطة الإسرائيلية في أنحاء المدينة.

وقتل جندي إسرائيلي آخر أمس الأول قرب تجمّع شفي شمرون غرب مدينة نابلس بالضفة الغربية المحتلة. وقال الجيش الإسرائيلي أمس إنه أغلق الطرق في محيط مدينة نابلس ونصب الحواجز.

وقتلت القوات الإسرائيلية منذ الجمعة أربعة فتية في الضفة الغربية، حسبما قالت وزارة الصحة التي أعلنت الاثنين مقتل طفل (12 عاما) متأثرا بجروح أصيب بها الشهر الماضي خلال عملية عسكرية إسرائيلية في مدينة جنين. من ناحيتها، قالت وزارة شؤون القدس في السلطة الفلسطينية إنها تجري اتصالات واسعة مع دبلوماسيين دوليين ومؤسسات أممية وأعضاء كنيست عرب، لوقف «جريمة العقاب الجماعي» الإسرائيلية ضد مخيم شعفاط ومحيطه.

إلى ذلك، أظهرت قيادات فلسطينية مشاركة في الجولة الثانية من حوار المصالحة الذي تستضيفه الجزائر لإنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة الوطنية تفاؤلا كبيرا، أمس، بتحقيق تقدم على صعيد إنجاز الواجبات الأساسية والتفاهمات الضرورية لتوحيد موقف الفصائل الفلسطينية، فيما أحاطت السلطات الجزائرية الاجتماع الذي انطلق أمس الأول، بقدر كبير من التكتم وأبقته مغلقا، حفاظا على فرص التفاهمات حول وثيقة طرحتها على أطرافه.

وأكد القيادي في «الجبهة الشعبية» محمد الحمامي أن اللقاء تسوده أجواء إيجابية، مشيرا إلى تحقيق تقدم كبير خلال اجتماع أمس الأول بما يخص بنودا من وثيقة المقترح الجزائري، مع وجود مؤشرات مهمة على إمكانية نجاح المحطة الجديدة.

من جهته، أكد عضو وفد جبهة النضال الشعبي جمال أبو أحمد أن «أجواء الاجتماع إيجابية بصورة تدعو إلى التفاؤل»، مبينا أن النقاشات كانت بناءة ومفيدة، وأضاف: «نعتقد أن هناك إيجابية كبيرة، وهذا يعزز الحوافز نحو تحقيق الأهداف الرئيسة من اجتماع الجزائر»، أما المسؤول الإعلامي عن حركة فتح يامن قديح فأكد أن «اللقاء كان شاقا، لكن الأجواء طيبة والنقاشات صريحة. يمكن القول إننا على طريق إنهاء الانقسام».

وشدد قديح، نقلا عن وفد الحركة المشارك في الاجتماع، على «وجود رغبة كبيرة لدى فتح وكل الفصائل بعدم خذلان الجزائر في مساعيها الجادة ودبلوماسيتها الهادئة».

وبدأ اجتماع الفصائل الفلسطينية أمس الأول برعاية مباشرة من الرئيس عبدالمجيد تبون، وبمشاركة 14 فصيلا، في مقدمتها «حماس» و«فتح»، في إطار مبادرة لتحقيق المصالحة والوحدة الوطنية الفلسطينية، قبل انعقاد القمة العربية المقررة في مطلع نوفمبر المقبل. وجرى الاجتماع بشكل مغلق، وبعيداً عن وسائل الإعلام، بهدف إبعاد القيادات الفلسطينية عن أي ضغوط إعلامية وسياسية، كما أبقيت بنود الورقة الجزائرية غير معلنة، فيما طُلب من الوفود المشاركة عدم الكشف عنها حتى انتهاء الاجتماع. واختارت الرئاسة الجزائرية الاجتماع في المكان نفسه «قصر الأمم»، والقاعة التي أعلن فيها الرئيس الراحل ياسر عرفات قيام الدولة الفلسطينية في نوفمبر 1988.

وتسعى الجزائر إلى دفع الفصائل الفلسطينية للتوافق على ورقة مقترحة تشكل وثيقة أساسية تطرح في القمة العربية المقبلة بالجزائر وتكون قاعدة تؤطر الدعم العربي، خاصة فيما يتعلق بالتمسك بالحقوق الفلسطينية التاريخية وسبل تقديم الدعم العربي.

back to top