روسيا ترد على تفجير جسر القرم بقصف مدن أوكرانية

كييف تتوعد بالانتقام وبوتين يهدد بضربات «أشد صرامة» إذا تم استهداف أراض روسية مجدداً

نشر في 11-10-2022
آخر تحديث 11-10-2022 | 00:04
نيران القصف الروسي الصاروخي تلتهم سيارات مدنية في كييف (رويترز)
نيران القصف الروسي الصاروخي تلتهم سيارات مدنية في كييف (رويترز)
أسفرت سلسلة انفجارات متزامنة هزت مدنا عدة في أنحاء أوكرانيا، عن سقوط قتلى وجرحى، بعد يومين من تفجير جسر القرم الذي اتهمت موسكو كييف بتدبيره. وبينما تعهدت كييف بالثأر، أقر الرئيس فلاديمير بوتين بتنفيذ ضربات مركزة بأسلحة دقيقة بعيدة المدى، مؤكداً أن رد بلاده سيكون قاسياً جداً في حال تكرار العمليات «الإجرامية» الأوكرانية.
استفاقت أوكرانيا، أمس، على قصف روسي غير مسبوق بحدته منذ أشهر، استهدف العاصمة كييف والمدن الرئيسية وسط وغرب البلاد، في رد روسي على تفجير جسر القرم السبت، في وقت هدد الرئيس الروسي برد أشد قساوة في حال تكررت الهجمات الأوكرانية على أراض روسية.

وضربت الصواريخ الروسية تقاطعات ومتنزهات ومواقع سياحية مزدحمة وسط مدينة كييف بكثافة لم تشهدها العاصمة الأوكرانية منذ أن حاولت القوات الروسية السيطرة عليها في وقت مبكر من الحرب.

وأدت الضربات المتواصلة على العاصمة إلى إيقاف حركة القطارات، وتحويل محطات مترو الأنفاق لملاجئ.

وقال رئيس بلدية كييف، التي استهدفت بالقصف للمرة الأولى منذ 26 يونيو، «هناك عدة ضربات على بنى تحتية حساسة في المدينة، حيث أصيب متحف وجامعة ومتنزه».

كما وردت تقارير عن انفجارات في لفيف على الحدود مع بولندا في أقصى الغرب، وترنوبل وزيتومير في الغرب، ودنيبرو وكريمنشوك وسط البلاد، وزابوريجيا بالجنوب، وخاركيف بالشرق. وقال مسؤولون أوكرانيون إن 11 شخصا على الأقل قتلوا وأصيب العشرات، كما انقطعت الكهرباء عن مساحات شاسعة من البلاد.

وأكد ألكسندر فيلكول، حاكم مقاطعة دنيبروبيتروفسك، أن مدينة كريفوي روغ، مسقط رأس الرئيس فولوديمير زيلينسكي، تعرضت بدورها لقصف صاروخي.

كما أعلنت وزارة الخارجية الألمانية أن مبنى مكتبيا شاهقا توجد به قنصلية ألمانية في كييف، أصيب بالضربات الصاروخية.

بوتين يتوعد

وبعد يوم من اتهامه أجهزة الاستخبارات الأوكرانية بالوقوف وراء تفجير جسر القرم، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن موسكو استهدفت البنى التحتية الأوكرانية بقصف كثيف، ردا على «الهجمات الإرهابية» ضد أرض روسية، متوعدا بأن الرد على أي هجمات أوكرانية أخرى سيكون «شديدا وأكثر صرامة».

وقال بوتين، الذي من المقرر أن يستقبل اليوم الرئيس الإماراتي الشيخ محمد بن زايد، «لم يكن من الممكن ترك الهجمات الأوكرانية تمر دون رد. إذا تواصلت، فسيكون الرد الروسي شديدا ومتناسبا مع مستوى التهديد، ويجب ألا يكون هناك شك في ذلك».

وردا على التدمير الجزئي للجسر، قال بوتين في مستهل اجتماع متلفز مع أعضاء مجلس الأمن الروسي، أمس، «هذا الصباح، وبناء على نصيحة وزارة الدفاع وخطة هيئة الأركان العامة، نُفّذت ضربة كبيرة باستخدام أسلحة عالية الدقة وبعيدة المدى على منشآت الطاقة والقيادة العسكرية والاتصالات في أوكرانيا».

واتهم بوتين أيضا أوكرانيا بشن 3 ضربات على محطة كورسك للطاقة النووية في روسيا، على بعد نحو 85 كيلومترا من الحدود الأوكرانية، وبمحاولة ضرب خط أنابيب غاز «ترك ستريم» الذي يمتد من روسيا إلى تركيا تحت البحر الأسود.

الحلقة الأولى

بعد اجتماع مجلس الأمن الروسي، كتب نائب رئيس مجلس الأمن الروسي دميتري ميدفيديف على «تلغرام»، أمس، «انتهت الحلقة الأولى من الرد على ​قصف​ جسر القرم، وستكون هناك حلقات أخرى»، وأضاف الرئيس الروسي السابق: «يجب أن يكون الهدف هو التفكيك الكامل للنظام السياسي في أوكرانيا».

وأفادت وزارة الدفاع الروسية بأن «الهدف من الضربات تحقق. تم ضرب جميع الأهداف»، فيما قال الجيش الأوكراني إن روسيا أطلقت 83 صاروخاً من نوع كاليبر وإسكندر وتورنادو، بينها 52 أسقطتها الدفاعات الجوية، منها 43 صاروخ «كروز».

مسح وجودنا

من ناحيته، اتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي روسيا بمحاولة تدمير أوكرانيا ومسحها من الوجود، وباستهداف المدنيين ومنشآت الطاقة بمسيرات ايرانية من نوع «شاهد» انطلقت من بيلاروسيا، وطالب فرنسا وألمانيا برد «قاس» على روسيا، وكذلك باجتماع طارئ لمجموعة السبع.

وقال زيلينسكي، في فيديو نشره على مواقع التواصل الاجتماعي تم تصويره في الخارج بوسط كييف، «الارهابيون يريدون بث الذعر والفوضى»، مشيراً إلى أن الأهداف اختيرت بعناية «لإحداث أكبر قدر من التدمير».

وتعهدت وزارة الدفاع الأوكرانية بالرد على الهجمات الصاروخية الروسية، وقالت: «سقط ضحايا ووقع دمار، سيعاقَب العدو على الألم والموت الذي تسبب فيه على أرضنا، سنأخذ بثأرنا».

تنديد الحلفاء

وبينما نددت السفيرة الأميركية في أوكرانيا بريدجت برينك «بتصعيد روسيا لوابل هجماتها على المدنيين الأوكرانيين»، عبر مسؤول الشؤون الخارجية للاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، عن «صدمته العميقة»، مشيرا إلى أن «حرب بوتين على أوكرانيا هي تهديد مباشر ضد الغرب، ولا مكان لهذا النوع من الأعمال في القرن الـ21»، كما أكد دعم الاتحاد لكييف، قائلا: «نقف إلى جانب أوكرانيا والمزيد من الدعم العسكري في طريقه».

من جانبه، أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون دعمه الكامل لأوكرانيا في اتصال هاتفي مع زيلينسكي، وأعرب عن التزام فرنسا بزيادة المساعدات، ومنها العتاد العسكري.

واتصل المستشار الألماني أولاف شولتس بالرئيس الأوكراني، وأكد له تضامن ألمانيا ودول مجموعة السبع الأخرى، مضيفا أن ألمانيا ستبذل قصارى جهدها لتعبئة مساعدات إضافية وللمساعدة في إصلاح البنية التحتية المتضررة، كما تلقى زيلينسكي اتصالا من أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني دعا خلاله إلى «تسوية المنازعات الدولية بالوسائل السلمية، وعدم اتخاذ ما من شأنه أن يؤدي إلى مزيد من التصعيد».

وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ إن الحلف يستنكر «الهجمات المروعة والعشوائية على البنية التحتية المدنية في أوكرانيا».

واعتبر وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي أن الضربات الروسية «غير مقبولة، وهي تعبير عن ضعف بوتين، لا قوته».

وفي موقف لافت، أملت وزارة الخارجية الصينية وقف التصعيد في أوكرانيا «قريبا».

بيلاروسيا

وبينما اعترضت مولدوفيا على عبور صواريخ روسية اجواءها اتهم رئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو، حليف موسكو الأبرز أوكرانيا بالتحضير لشن هجوم على بلاده، مؤكدا أنه «نظرا إلى تفاقم الوضع على الحدود الغربية للاتحاد، سيتم نشر قوات مشتركة روسية ـ بيلاروسية» من دون أن يحدد موقع انتشارها.

وخلال اجتماع مع مسؤولين أمنيين اتهم لوكاشينكو، ليتوانيا وبولندا وأوكرانيا «بتدريب بيلاروسيين متطرفين لشن هجمات إرهابية وتنظيم تمرد عسكري في البلاد»، مشددا على أن واشنطن والاتحاد الأوروبي يسعون إلى «تفاقم الوضع».

بومبيو: تصريحات بايدن عن «نووي» بوتين متهوّرة وتمثّل مخاطرة مروعة للأميركيين
انتقد وزير الخارجية الأميركي السابق مايك بومبيو تصريحات الرئيس جو بايدن التي حذّر فيها الأسبوع الماضي من إمكانية استخدام أسلحة نووية من جانب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ووصف تلك التصريحات بأنها «متهورة».

وقال بومبيو، في برنامج «فوكس نيوز صنداي» على قناة فوكس الأميركية، إن تصريحات بايدن تمثّل «مخاطرة مروعة للشعب الأميركي». وأضاف بومبيو، الذي تولى منصبه خلال عهد الرئيس السابق دونالد ترامب، أن إدارة بايدن ستكون أكثر فعالية «بتنفيذ دبلوماسية هادئة».

وكان بايدن قد حذّر الأسبوع الماضي من أن الولايات المتحدة تواجه أكبر إمكانية لوقوع «حرب نووية منذ (الرئيس جون) كينيدي وأزمة الصواريخ الكوبية».

وقال بايدن، خلال حملة لجمع التبرعات للحزب الديموقراطي، إن بوتين «لا يمزح عندما يتحدث عن استخدام محتمل لأسلحة نووية تكتيكية أو أسلحة بيولوجية أو كيماوية، لأنّ جيشه، ويمكنكم قول ذلك، ضعيف الأداء بشكل كبير».

وردّ المتحدث باسم مجلس الأمن القومي، جون كيربي، على تصريحات بايدن ببرنامج «هذا الأسبوع» على قناة ABC قائلا: إن «ما كان يفكر فيه الرئيس هو أن المخاطر مرتفعة في الوقت الراهن».

وكان بايدن قد هدد، في وقت سابق، بعواقب وخيمة إذا استخدمت روسيا أسلحة نووية أو كيماوية تكتيكية في أوكرانيا.

يُذكر أن بوتين قد هدد باستخدام جميع السبل الضرورية للدفاع عن الأراضي الروسية. وقد تم تفسير هذه العبارة على أنها إشارة إلى الأسلحة النووية.

back to top