ما وضع إرهابيي أفغانستان مع «طالبان»؟
بحلول شهر يوليو جدّدت «القاعدة» جناحها الإعلامي وراح الظواهري ينشر رسائل صوتية وفيديوهات لحث أتباعه على «محاصرة أميركا عن طريق الإرهاب»، كانت تلك النشاطات تشير على ما يبدو إلى الراحة المستجدة التي شعر بها زعيم «القاعدة» داخل أفغانستان في عهد «طالبان».

يتألف تنظيم «القاعدة» في أفغانستان من مجموعة قادة أساسيين، بالإضافة إلى أعضاء تابعين لفرعه الإقليمي، «القاعدة في شبه القارة الهندية». حين استولت «طالبان» على أفغانستان، أصدر قادة «القاعدة» الأساسيون بياناً لتهنئة الحركة بكل حرارة على إنجازها، حتى أنهم استغلوا هذه الفرصة لتحفيز فروعهم العالمية وتجديد الحملات لحشد مجنّدين جدد وتأمين مصادر تمويل جديدة. كانت قيادة «القاعدة» تتعافى من خسائرها حين نشر أيمن الظواهري، خَلَف أسامة بن لادن على رئاسة التنظيم، فيديو لتبديد شائعات موته في سبتمبر 2021، وفي بداية عام 2022، كشفت التقييمات أن «القاعدة» شملت عشرات القادة البارزين في البلد، وقيل إن بعضهم يقيم في حي دبلوماسي سابق في كابول، وظن الكثيرون أن الظواهري يقيم في شرق أفغانستان مع عدد من كبار القادة الآخرين.بحلول مايو 2022، استنتج فريق المراقبة التابع للأمم المتحدة أن «عمليات القاعدة في أفغانستان باتت تقتصر على تقديم التوصيات إلى «طالبان» ودعمها... بدت «القاعدة» أكثر تحرراً لتنفيذ أهدافها، من دون إطلاق أي اعتداءات دولية أو نشاطات بارزة أخرى قد تحرج «طالبان» أو تسيء إلى مصالحها»، كذلك افترض الفريق نفسه أن «القاعدة» ستتابع التركيز على إعادة تنظيم صفوفها الداخلية لتحقيق طموحاتها الجهادية العالمية، حيث وافقت الحكومة الأميركية في معظمها على هذا التقييم.لكن بحلول شهر يوليو جدّدت «القاعدة» جناحها الإعلامي وراح الظواهري ينشر رسائل صوتية وفيديوهات لحث أتباعه على «محاصرة أميركا عن طريق الإرهاب». كانت تلك النشاطات تشير على ما يبدو إلى الراحة المستجدة التي شعر بها زعيم «القاعدة» داخل أفغانستان في عهد «طالبان».* «جوناثان شرودن - دبلومات»