حلول جوهرية للزحمة المرورية

الازدحام المروري الذي تشهده شوارع الكويت يومياً أصبح يشكل أزمة كبيرة تؤرق بال جميع سكان الكويت، وهذه الزحمة المرورية ليست وليدة اليوم بل هي أزمة مستمرة منذ سنوات، وإلى الآن لم تحل بشكل جذري، وكل ما تقوم به الجهات المختصة من جهود في عمل مخرج للشارع هنا ومدخل هناك ما هو إلا حلول مؤقتة تساهم في التخفيف من الزحمة المرورية ولكنها لا تعالج صلب المشكلة.

إن أهم أسباب الزحمة المرورية في الكويت هو تكدس الوزارات والجامعات والهيئات التطبيقية والجهات الحكومية في نطاق جغرافي متقارب، مما يجعل كل سكان الكويت شمالها وجنوبها يتوجهون يوميا إلى هذه المساحة الجغرافية الضيقة مسببين ازدحاماً خانقاً للطرق لا تكاد تنفع فيه المحاولات الترقيعية بعمل مخارج ومداخل، ففي النهاية الكل سيرتاد هذه المساحة الجغرافية المتقاربة نفسها.

وأوضح دليل على ذلك ما تشهده منطقة صباح السالم القطعة الأولى من اختناق مروري مزمن بسبب وجود أكثر من 5 مدارس متقاربة مع بعضها إضافة إلى المستشفيات والعيادات والأندية الصحية في نطاق جغرافي ضيق.

لذلك فإن الحل الجوهري لأزمة الزحمة المرورية في الكويت يكمن في التوسع الجغرافي من خلال سرعة إنشاء مدن إسكانية جديدة كاملة الخدمات الحكومية والتعليمية والصحية، بحيث لا يحتاج سكانها للتوجه إلى خارج مناطقهم لإنهاء معاملاتهم، ويجب فتح أفرع للكليات الجامعية وبناء مستشفيات جديدة في تلك المدن الإسكانية، ويجب التفكير في مشروع بناء مترو يستفيد منه الجميع في الوصول إلى وجهاتهم.

أحمد الفقم العازمي