هدنة اليمن تنهار... ومخاوف من تصعيد إقليمي

«الحوثيون» يعودون إلى تهديداتهم للرياض وأبوظبي... واستئناف محدود للقتال

نشر في 04-10-2022
آخر تحديث 04-10-2022 | 00:13
القفز على الجمال بمهرجان الخوخة في الحديدة السبت الماضي (أ ف ب)
القفز على الجمال بمهرجان الخوخة في الحديدة السبت الماضي (أ ف ب)
بعد نصف عام من الهدوء النسبي في اليمن، استؤنف القتال سريعاً، وإنْ كان بشكل محدود، وسط تصعيد سياسي، بعد فشل جميع المساعي التي قادتها الأمم المتحدة في التوصل لاتفاق على تمديد الهدنة التي أوقفت المعارك الدائرة بين الحكومة والمتمردين الحوثيين منذ 8 سنوات، وسمحت باتّخاذ تدابير للتخفيف من الظروف المعيشية الصعبة، ومواجهة واحدة من أسوأ القضايا الإنسانية في العالم.

وكان إعلان الهدنة قد تزامن مع استئناف السعودية وإيران الجولة الخامسة من الحوار بينهما في بغداد، وأثار الفشل في تمديدها مخاوف من تصعيد إقليمي واسع، رغم أن مراقبين تساءلوا إذا كانت جولة التصعيد هذه تسبق اتفاقاً كبيراً بين العاصمتين الإقليميتين الكبيرتين.

وبعد قليل من إعلان مبعوث الأمم المتحدة هانس غروندبرغ، في بيان، بوقت متأخر من مساء أمس الأول، أسفَه لعدم تمديد الهدنة التي سبق أن مُدِّدت مرتين منذ أبريل الماضي، سارعت جماعة الحوثي، على لسان المتحدث العسكري باسمها يحيى سريع، إلى التهديد باستهداف مواقع نفطية في السعودية والإمارات.

وأعلنت جماعة «ألوية الوعد الحق» العراقية الشيعية المغمورة، التي سبق أن تبنّت هجمات على السعودية دعماً للحوثيين، أنها «تقف إلى جانب اليمنيين»، وتوعّدت دول التحالف والشركات النفطية فيها «بهجمات لن تكون كسابقاتها».

وفي طهران، خفض المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، منسوب التفاؤل بانعقاد جولة سادسة من المفاوضات مع السعودية في وقت قريب.

وأوضح كنعاني، في مؤتمر صحافي بطهران أمس، أنه «خلال الجولات الخمس الماضية اتفقنا على بعض الأمور، وفور تنفيذ تلك الاتفاقات نحن مستعدون للمشاركة في جولة جديدة»، مؤكداً أن «إيران ترحب بعودة العلاقات مع السعودية، ونأمل أن نرى تنفيذ الاتفاقات السابقة لتهيئة الظروف لجولة جديدة».

وانتقد كنعاني تغطية قناة «إيران انترنشونال» المعارضة، التي تُتَّهم السعودية بدعمها، للاحتجاجات في إيران، وقال: «حذرنا الدول التي تستضيف هذه القنوات، والدول التي تدعمها، من أن إيران ستستخدم إمكانياتها القانونية والسياسية ضد أعمال هذه الجهات، وهي أعمال إرهابية وليست إعلامية».

من ناحيته، أكد وزير الخارجية الإيراني حسين عبداللهيان، ضرورة استمرار وقف إطلاق النار في اليمن، رغم أن طهران لم تمارس، على ما يبدو، أي ضغوط على الحوثيين لتمديد الهدنة.

وكان غروندبرغ شدد، في بيانه، على أن مفاوضاته مع جميع الأطراف ستستمر، داعياً الجميع للحفاظ على الهدوء، والامتناع عن أي شكل من أشكال الاستفزازات أو الأعمال التي قد تؤدي الى تصعيد العنف، فضلاً عن الوفاء بالتزاماتهم ومتابعة كل سبل السلام. لكن على الأرض، أكدت مصادر عسكرية متعددة تابعة للحكومة وقوع اشتباكات في منطقة الحد عند الحدود بين محافظتي لحج والبيضاء، مبينة أن «الحوثيين دفعوا بتعزيزات إلى معظم جبهات مأرب، خصوصاً في الجنوب والشرق وعلى حدود الجوف».

واتهم عضو مجلس القيادة اليمني عبدالله العليمي ميليشيا الحوثي بالتعامل مع الهدنة «كمعركة سياسية وفرصة للابتزاز وتقديم مصالح إيران على اليمنيين»، مؤكداً أنها «أبعد ما تكون عن شريك السلام».

back to top