لولا يفشل في هزيمة بولسونارو من الجولة الأولى

القيادي النقابي يحصل على شهر إضافي لإلحاق البرازيل بموجة اليسار اللاتيني

نشر في 03-10-2022
آخر تحديث 03-10-2022 | 20:53
مؤيدو لولا يحتفلون بالنتيجة في برازيليا (أ ف ب)
مؤيدو لولا يحتفلون بالنتيجة في برازيليا (أ ف ب)
مع تقدّم الرئيس البرازيلي السابق لويس لولا داسيلفا بشكل طفيف في الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية على اليميني المتطرّف جايير بولسونارو الذي حقق نتيجة أفضل من المتوقع، تبدأ الاثنين المقبل، مرحلة جديدة في الحملة الرئاسية تستمر 4 أسابيع، ويتوقع أن تكون محمومة وزاخرة بعدم اليقين بالنسبة للبلاد.

وفاز لولا، أبرز شخصيات اليسار البرازيلي بنسبة 48 بالمئة من الأصوات متقدما على الرئيس المنتهية ولايته الذي نال 43 بالمئة، أي بفارق نحو 6 ملايين صوت، إلا أن القيادي النقابي والرئيس السابق فشل في مساعيه لحسم المعركة من الجولة الأولى وإلحاق البرازيل بموجة الدول في أميركا اللاتينية التي فاز بها اليسار.

ويتبين أن استطلاعات الرأي أخطأت كثيراً، إذ كانت تتوقع تقدّم لولا بــ 14 نقطة (50 بالمئة في مقابل 36 بالمئة) ولم تستبعد إمكان فوزه من الدورة الأولى حتى. وقال مخضرم السياسة البرازيلية الأحد «أؤكد لكم أننا سنفوز بهذه الانتخابات، هذا مجرد تمديد».

ووعد لولا «بمزيد من اللقاءات الانتخابية والزيارات» لملاقاة البرازيليين للفوز بولاية ثالثة في 30 أكتوبر، «لأن علينا إقناع المجتمع البرازيلي».

وقال: «غدا أبدأ حملتي. لو فزت من الدورة الأولى لأخذت عطلة من 3 أيام، وذهبت في شهر عسل». وكان لولا قد اقترن بزوجته الثالثة في مايو.

وسجل أنصار بولسونارو نتائج ممتازة في الانتخابات العامة التي شهدتها البرازيل الأحد أيضا، وانتخب الكثير منهم نوابا أو حكاما وبينهم وزراء سابقون في حكومات بولسونارو.

وقال الخبير السياسي في جامعة برازيليا باولو كالمون: «السباق سيكون مفتوحا أكثر، ويتوقع حصول منافسة محتدمة». ورأى أن «بولسونارو لا يزال يملك كامل الفرص للفوز» بولاية جديدة.

ويتوقع أن يغير لولا كذلك استراتيجيته بعدما ارتكب خطأ قبل الدورة الأولى «بشنّ حملة تتركز فقط على إنجازات ولايتيه السابقتين» (2003/ 2010)، وعليه أن «يقدم مشاريع للمستقبل».

وأكد ماركو انتونيو تيكسيرا من مؤسسة جيتوليو فارغاس، «ستكون الدورة الثانية صعبة جدا. الفارق خمس نقاط فقط سنشهد مرحلة متوترة جدا».

وقال مايكل شيفتر المحلل في مؤسسة «الحوار بين الأميركيين»، إن النتيجة التي سجلها بولسونارو «ستمده قوة».

ورأى غييرمي كاسرويش من مؤسسة غيتوليو فارغاس، أن النكسة النسبية التي تكبدها لولا تمنحه «شهرا إضافيا لإثارة اضطرابات في الشارع».

واعتبر أيضا أن «فرص لولا لينتخب باتت أضعف». وقال شيفر من جهته «لا يمكننا أن نستبعد أن يتمكن بولسونارو من تحفيز قواعده ويشجعهم على مطاردة أنصار لولا».

ورأى أن بين المعسكرين «الكثير من الكراهية والحقد، ومن غير المستبعد أن يؤدي ذلك إلى اضطرابات»، في حين عرفت الحملة أعمال عنف.

وغالبا ما أكد أنصار للولا أنهم امتنعوا من ارتداء ألوان حزب العمال الحمراء خوفا من اعتداءات من جانب أنصار لبولسونارو.

وسيسعى المرشحان الآن إلى استقطاب ناخبي المرشحين اللذين حلا في المرتبة الثالثة والرابعة، وهما على التوالي سيمون تابت (اليمين الوسط) مع 4 بالمئة من الأصوات وسيرو غوميش (اليسار الوسط) 3 بالمئة، والبالغ عددهم نحو 8 ملايين شخص.

وعززت الدورة الأولى من بغض بولسونارو لاستطلاعات الرأي التي كانت تشير إلى تخلّفه الكبير عن لولا منذ أسابيع.

وقال الرئيس الشعبوي «لقد كذّبنا استطلاعات الرأي»، مؤكدا أنه يفضل جسّ نبض البرازيليين في الشارع خلال تجمّعات انتخابية كبيرة.

back to top