ضباط إيرانيون يدعمون الاحتجاجات... واحتقان في زهدان

• نواب يشكرون الشرطة ويعلنون الولاء لخامنئي
• قائد «الحرس» يتودد للمحتجين
• متظاهرون يهاجمون مقر «كيهان»

نشر في 03-10-2022
آخر تحديث 03-10-2022 | 00:05
مسيرة حاشدة للتضامن مع المحتجين الإيرانيين في لوس أنجلس بالولايات المتحدة (أ ف ب)
مسيرة حاشدة للتضامن مع المحتجين الإيرانيين في لوس أنجلس بالولايات المتحدة (أ ف ب)
شهدت الاحتجاجات المستمرة في إيران تطورات تمثلت في إعلان ضباط بالجيش دعمهم للاحتجاج، في حين أثار قيام نواب بإعلان الولاء للمرشد الأعلى انتقادات.
مع دخول الاحتجاجات المطالبة بالحريات والداعمة لحقوق المرأة في ايران أسبوعها الثالث، برز تطور جديد، تمثّل في تداول إيرانيين فيديوهات لضباط في الجيش يعلنون فيها دعمهم للاحتجاجات، وذلك بعد ساعات فقط من دعوة المعارض الإيراني الإصلاحي مير حسين موسوي عناصر الجيش إلى الإصغاء لصوت الشعب والالتزام بقسمهم لحمايته.

وفي أحد الأشرطة، هدد رجل عرّف عن نفسه بأنه ضابط في سلاح الجو الإيراني، يدعى سجاد أصغري، رئيس الشرطة، مؤكداً أن الجيش سيقف ويحمي الشعب في حال استمر القمع.

وأفادت منظمة حقوق الإنسان في إيران، التي تتخذ من أوسلو مقراً، أمس، بأن 92 شخصاً قتلوا منذ انطلاق الاحتجاجات بعد مقتل الشابة الكردية مهسا أميني، إثر احتجازها لدى شرطة الآداب.

جاء ذلك في وقت تواصلت الاحتجاجات الشعبية التي بات شعارها «الحرية الحياة المرأة» في عدة مناطق رئيسية، وشهدت عدة مدن مسيرات ليل السبت ـ الأحد، بعد يوم حافل من العصيان الطلابي في أكثر من 120 جامعة.

ومن مدينة سقز بمنطقة كردستان الإيرانية، مسقط رأس أميني، تظاهر مئات الإيرانيين ضد عمليات القمع واستخدام العنف الذي تمارسه قوات الأمن. كما شهدت مدينة سنندج في المنطقة نفسها تظاهرات غاضبة طالب خلالها المحتجون بوقف عمليات الاعتقال والعنف ضد المتظاهرين.

وخرجت تظاهرات حاشدة في مدينة بندر عباس جنوب البلاد ضد استمرار القوات الأمنية في قمع المتظاهرين، وردد المتظاهرون شعارات غاضبة ضد النظام وأجهزته الأمنية. وأظهرت مقاطع فيديو على وسائل التواصل تظاهرات في عدة مدن، مثل كرمانشاه وشيراز ومشهد وأصفهان والمشاركون فيها يهتفون «الاستقلال.. الحرية.. الموت لخامنئي».

وذكرت صحيفة كيهان التابعة للمرشد علي خامنئي، أن مكتبها تعرّض للهجوم مساء السبت على أيدي من أسمتهم بالإرهابيين والمأجورين.

وقال محامي عائلة مهسا أميني، صالح نيكبخت، لموقع اعتماد أونلاين الإخباري شبه الرسمي إن «أطباء يحظون بتقدير» يعتقدون أنها تعرضت للضرب في الحجز. ولم يصدر تقرير التشريح الخاص بمهسا أميني ولا أية تفاصيل طبية أخرى، إلا أن والدها قال إنه رأى كدمات على ساقها وإن أخريات كن محتجزات معها أكدن تعرضها للضرب.

وتقول سلطات الشرطة الإيرانية إن مهسا أميني توفيت بأزمة قلبية نافية مزاعم أُسرتها بأنها تعرضت للضرب حتى الموت في أثناء احتجازها.

وقال الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، الذي أمر بإجراء تحقيق في وفاة الشابة، الأسبوع الماضي إن الطب الشرعي سيقدم تقريراً في «الأيام المقبلة».

في هذه الأثناء، هددت عشائر وقبائل من الأقلية البلوشية، التي يغلب عليها السنّة، في محافظة بلوشستان وسيستان باعتبار كل المراكز الأمنية التابعة للشرطة و»الحرس الثوري» أهدافاً عسكرية رداً على «المجزرة» التي ارتكبتها عناصر أمنية ضد تظاهرات الأهالي بمحيط مركز شرطة في زهدان، ترددت أنباء عن قيام قائد أمني باغتصاب فتاة بلوشية، (15 عاما)، داخله بعد توقيفها بتهمة المشاركة في تهريب بضائع بالمنطقة الحدودية مع باكستان.

وشهدت زهدان حالة من الاحتقان أمس، وسط انتشار أمني كثيف، غداة ارتفاع حصيلة قتلى الجمعة السوداء إلى أكثر من 55 شخصاً، من بينهم 5 من العناصر الأمنية. ونسبت منصة «إيران إنترناشونال» المعارضة لخطيب جمعة أهل السنّة في زهدان، مولوي عبدالحميد، وصفه لما حدث يوم الجمعة بـ «الكارثة والظلم غير المسبوق»، وقالت إنه ذكر في رسالة عبر فيديو أن «قوات أمن بلباس مدني استهدفوا رؤوس وقلوب المصلين العزّل عند عودتهم إلى منازلهم».

النواب و«الحرس»

في المقابل، ذكرت منصات إعلامية رسمية إيرانية أن نوابا إيرانيين هتفوا «شكراً، شكراً للشرطة» خلال جلسة برلمانية مغلقة عقدت أمس بحضور وزير الداخلية أحمد وحيدي، لتقديم إيضاحات بشأن الاحتجاجات وملابسات وفاة مهسا أميني. وأظهر فيديو بثته المنصات - تعهّد فيه أعضاء البرلمان بالولاء للمرشد علي خامنئي - النواب وهم يهتفون «الدم في عروقنا فداء لزعيمنا». واثار المشهد انتقادات اذ انه من المفترض أن يكون ولاء النواب للأمة وليس لأي شخص.

في موازاة ذلك، خاطب قائد الحرس الثوري، العميد حسين سلامي، المحتجين قائلا «اني احبكم»، ومعتبراً أنّ «العدو يحاول جرّ شبابنا إلى الشارع، وهذه آخر سياسة له وخطة مركّبة لكل محاولاته السابقة». وأكد سلامي: «نحن نعرف أعداءنا، ومعرفتنا بهم ستجعلنا ننتصر عليهم» مضيفا ان قوات الامن تحمي الجميع بمن فيهم اولئك الذين لا يحبون «الحرس» . وتوعّد ما وصفهم بـ «داعمي مثيري الشغب واستهداف الثورة» بالهزيمة.

ويأتي ذلك في وقت جددت مدفعية «الحرس الثوري» الإيراني قصفها لنواحي سيدكان شمال مدينة أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق لليوم السابع على التوالي أمس.

وجاء القصف في وقت تصر طهران على أن عناصر كردية معارضة أججت الاحتجاجات بالمناطق الإيرانية الغربية، ورغم الاعتراضات العراقية المتكررة بعد مقتل 17 وجرح 58 في قصف الأربعاء الماضي.

إلى ذلك، ذكرت أوساط إيرانية رسمية أن دولة إقليمية توسطت في إبرام صفقة تبادل سجناء بين طهران وواشنطن قد تشمل الإفراج عن أرصدة إيرانية مجمدة تقدر بـ 7 مليارات دولار، ليل السبت ـ الأحد، بعيدا عن المفاوضات النووية. وأفادت وكالة تسنيم بأن قطر هي التي توسطت لإنجاز الصفقة التي سمح بموجبها للمواطن الأميركي ـ الإيراني باقر نمازي بمغادرة إيران، مع منح نجله سيامك نمازي إجازة لأسبوع خارج السجن للقاء والديه في طهران، مشيرة إلى دور سويسرا والأمم المتحدة أيضاً.

من جهته، توقّع مساعد رئيس السلطة القضائية الإيرانية كاظم غريب آبادي أن يتم الإفراج عن السجناء الإيرانيين بواشنطن في أسرع وقت ممكن. وجاء ذلك بالتزامن مع اتصال هاتفي بين وزير الخارجية القطري محمد عبدالرحمن ونظيره الإيراني حسين أمير عبداللهيان، أعرب خلاله الأول عن أمل الدوحة في أن تتوصل طهران وواشنطن إلى تفاهم لإحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015.

في سياق قريب، أفرجت السلطات السعودية عن المواطن الإيراني خليل دردمند، المعتقل منذ موسم الحج، لإظهاره صورة قائد «فيلق القدس» الإيراني السابق، قاسم سليماني، لالتقاط صورة معها بجوار الكعبة.

وقالت «الخارجية» الإيرانية، أمس، إن وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين ونظيره العماني بدر البوسعيدي، أبلغا نظيرهما الإيراني في اتصالين منفصلين، بإفراج السعودية عن دردمند.

أفغانيات يتظاهرن لليوم الثاني
فرقت قوات حركة «طالبان» الأفغانية المدججة بالسلاح، أمس، مسيرة نسائية تطالب بحق النساء في التعليم، وتحتج على الاعتداء الانتحاري الذي وقع الجمعة الماضي واستهدف قسماً دراسياً للنساء في مدرسة تتبع أقلية الهزارة الشيعية بالعاصمة كابول. ولليوم الثاني شاركت أكثر من 100 امرأة، في مسيرة في هرات للتنديد بالهجوم، ورددن هتافات مثل «التعليم حقنا»، و«الإبادة الجماعية جريمة» وهن يشققن طريقهن من جامعة هرات إلى مكتب الحاكم الإقليمي، لكن عناصر «طالبان» تصدت للمسيرة، بإطلاق الرصاص الحي في الهواء. وأظهرت لقطات فيديو أن مجموعة أخرى من الطالبات نظمن مسيرة منفصلة في حرم الجامعة بعد منعهن من التظاهر في الشارع.

تبادل سجناء بين طهران وواشنطن... والرياض تفرج عن إيراني
back to top