صحة خامنئي تتدهور مجدداً والكويت تدين قصف كردستان

محتجات إيرانيات يلجأن لـ «المقاومة السلمية» والسلطات تتجه إلى حظر دائم لوسائل التواصل

نشر في 30-09-2022
آخر تحديث 30-09-2022 | 00:03
تظاهرة متضامنة مع محتجي إيران أمام قنصلية طهران في إسطنبول أمس (أ ف ب)
تظاهرة متضامنة مع محتجي إيران أمام قنصلية طهران في إسطنبول أمس (أ ف ب)
أكد مصدر مقرب من المرشد الإيراني علي خامنئي، أن صحته تدهورت مجدداً، ليل الثلاثاء ـ الأربعاء، لافتاً إلى أن «هذه المرة لم يتم نقله إلى المستشفى بل تم نقل المستشفى إلى بيته» لأسباب أمنية.

وذكر المصدر لـ «الجريدة» أن الأجهزة الأمنية قررت منذ نحو أسبوعين تجهيز بيت المرشد، الذي يشبه القصور ويحتوي على ثكنة، بكل ما يحتاجه من أجهزة طبية للعناية به كي لا يحتاج للانتقال إلى المستشفى إلا في الحالات الطارئة للغاية، لأن عملية نقله يمكن أن تؤدي إلى تسرب معلومات عن وضعه الصحي خاصة في الظروف الحساسة الحالية، في إشارة إلى الاضطرابات والاحتجاجات التي تعم البلاد منذ منتصف سبتمبر الحالي.

وأضاف المصدر أن الرئيس إبراهيم رئيسي استطاع اقناع خامنئي بنقل الصلاحيات له في الظروف الخاصة، وعليه فالمرشد وقع قرارا سريا ينقل فيه كل صلاحياته الحكومية إلى رئيس الجمهورية بشكل مؤقت في حال كان في غيبوبة أو وضع صحي لا يمكنه من اتخاذ القرار فيه فقط، وهذه أول مرة يقوم المرشد بتوقيع مثل هذه الوثيقة حيث تم ايداعها كأمانة بيد ابنه مجتبى بصفته أمين والده.

وأفاد المصدر بأن خامنئي شدد على أن يشرف 3 أطباء على كل علاج يخضع له، وهم علي أكبر ولايتي وعلي رضا مرندي وفريدون نوحي، إلى جانب فريق معين من قبل هؤلاء الأطباء الـ 3 بالاتفاق، حيث استقر الـ 3 ببيت المرشد منذ الثلاثاء الماضي.

مقاومة سلمية

في غضون ذلك، عمد المحتجون الإيرانيون إلى تغيير استراتيجيتهم مجدداً خلال اليومين الأخيرين عبر الخروج في مسيرات متفرقة لتفادي أكمنة قوات الأمن مع الانتقال السريع من نقطة إلى أخرى. واستمر المحتجون ضد تقييد الحريات الشخصية باستراتيجية الانتقال من نقطة إلى نقطة أخرى مستخدمين الدراجات النارية، وقاموا بنشر أنصارهم على أسطح الأبنية العالية ليهتفوا شعارات ضد المرشد والنظام وتسمع أصواتهم عملياً في أرجاء المدينة.

وبدأ عدد من الإيرانيات استراتيجية سلمية جديدة في مواجهة القوات الأمنية حيث قمن بخلع حجابهن ومد أيديهن للقوات الأمنية لاعتقالهن دون مقاومة. في موازاة ذلك، استمرت التظاهرات الجامعية المنددة بعمليات القمع، حيث أظهرت مقاطع فيديو أن قوات الأمن هاجمت المتظاهرين، واعتقلت عدة أشخاص في كلية الطب بشيراز.

وتزامن ذلك مع محاولة عناصر إيرانية معارضة اقتحام سفارة إيران في وارسو خلال وقفة احتجاجية ضد قمع المتظاهرين أمس.

ومع استمرار القيود الشديدة على الإنترنت في إيران، وحجب تطبيقات التواصل الاجتماعي مثل «إنستغرام» و«واتسآب» التي كان لها دور كبير في نقل الانتفاضة الشعبية التي اشعلتها وفاة الشابة الكردية مهسا أميني بعد توقيفها من قبل شرطة الآداب لمخالفتها قواعد الحجاب الإلزامي، أعلنت وسائل إعلام شبه رسمية أن حجب السلطات لتطبيق التواصل من المحتمل أن يصبح دائماً.

وكتب وزير الاتصالات الإيراني السابق، محمد جواد آذري جهرمي، «رغم القيود المفروضة على الفضاء الافتراضي في عهد إبراهيم رئيسي، فسيكون هناك المزيد من الاحتجاجات الاجتماعية والسياسية العام المقبل، لأن الفضاء الافتراضي ليس سبباً لها».

واستمرت الأجهزة الأمنية بحملة اعتقالاتها للصحافيين والاعلاميين والمشاهير بشكل واسع، وقام المدعي العام للمحكمة الثورية بإصدار قرار حجز على أموال لاعب كرة القدم السابق علي كريمي، لكن مناصري النجم الشهير بدأوا حملة إلكترونية داعمة له جمعت تأييد الآلاف عبر مواقع التواصل.

من جهة ثانية، أفاد مصدر أمني عراقي، أمس، بتجدد القصف المدفعي الإيراني مستهدفاً منطقة سيدكان شمال محافظة أربيل عاصمة إقليم كردستان.

وقال المصدر إن «القصف أسفر عن إصابة 3 عناصر من حزب كوملة الكردي المعارض لإيران»، مشيراً إلى استقدام «الحرس الثوري» الإيراني لتعزيزات عسكرية عند المناطق المتاحمة للإقليم العراقي.

وفي وقت ارتفع عدد قتلى القصف الواسع الذي شنه الحرس أمس على كردستان العراق إلى 17 فضلا عن إصابة العشرات، أعربت وزارة الخارجية عن إدانة واستنكار دولة الكويت الشديدين للاستهداف المدفعي والصاروخي الإيراني لعدة مناطق في الإقليم العراقي، في تعد سافر على أمنه وسيادته وسلامة مواطنيه. وأكدت الوزارة، أمس، تضامن الكويت مع العراق، معربة عن خالص التعازي وصادق المواساة لحكومة وشعب العراق وتمنياتها للمصابين بالشفاء العاجل. كما ادان مجلس التعاون القصف.

طهران - فرزاد قاسمي

back to top