الكرة بملعبنا

نشر في 27-09-2022
آخر تحديث 27-09-2022 | 00:10
الحكومة مهدت الأجواء لإقامة انتخابات حرة نزيهة، والكرة الآن في ملعبنا لتحديد أعضاء السلطة التي ستشرع وتراقب أداء الحكومة المقبلة، فلنصوّت لمن لديهم مشاريع حقيقية كالتعليم والاقتصاد والثقافة ومحاربة الفساد وغسل الأموال وتنويع مصادر الدخل، والتي تساهم في مستقبل أفضل للأجيال المقبلة.
 قيس الأسطى أيام قليلة تفصلنا عن انتخابات مجلس الأمة، وأكاد أجزم أنها الأهم والأخطر منذ المجلس التأسيسي.

هذه المرة تخاض بعد صراع سياسي كبير نتج عنه رحيل رئيسين وتغيير كبير لقيادات في جميع السلطات والإدارات العامة، كما تأتي هذه الانتخابات مرفقة بتعهد من القيادة السياسية بعدم التدخل في الانتخابات، بل حتى في رئاسة المجلس، وكل الأدلة تؤكد أن الجماعة يعنون ما يقولون، لأن الفرعيات ممنوعة فعلاً، والمداهمات لشراء الأصوات مستمرة بشكل يومي وحقيقي، وهذا لم يكن يحصل في السابق.

الحكومة مهدت الأجواء لإقامة انتخابات حرة نزيهة، والكرة الآن في ملعبنا لتحديد أعضاء السلطة التي ستشرع وتراقب أداء الحكومة المقبلة، فلنصوّت لمن لديهم مشاريع حقيقية تهتم بالمواضيع الرئيسة كالتعليم والاقتصاد والثقافة ومحاربة الفساد وغسل الأموال وتنويع مصادر الدخل وغيرها من مواضيع تساهم في مستقبل أفضل للأجيال المقبلة.

ولنحجب أصواتنا عن الذين اشتروا مصالحهم وباعوا الوطن، ولنتذكر من صوّت بالموافقة على قانون المسيء، وأدخلنا في كوارث كبيرة، ولنتذكر أيضاً من صوّت على «قانون المزمع» الذي يمنح حصانة لرئيس الوزراء لسنتين قادمتين، وهي بدعة دستورية تنقح الدستور وتفرغه من مضمونه، ولنتذكر أيضاً من لجأ إلى الفنادق لكي يتهرب من مواجهة ناخبيه، فهؤلاء غير جديرين بثقة المواطنين، ولنتذكر أننا نؤسس لمرحلة سياسية جديدة لا تتحمل مجاملات لابن عم أو خال أو مرشح من ابن القبيلة أو الطائفة، فالكويت هي الأم والأب والعم والخال والصهر.

قد يبدو أن كلامي غير واقعي، وقد يبدو أنني أسبح في بحر من الخيال، لكن الواقع الذي وصلنا إليه من تردٍّ في الخدمات وتمادٍ في الفساد يؤكد أننا مطالبون بذلك.

كإعلاميين وسياسيين بشكل خاص نحن مطالبون بالدفاع عن مصالح من لا يستطيعون أن يدافعوا عن أنفسهم كالأطفال وأصحاب الإعاقات الذهنية وغيرهم، وهذا لا يأتي إلا من خلال توجيه النصح لجميع الناخبين.

ختاماً: لا تجلس في بيتك لتلعن الظلام، بل أشعل شمعة من خلال ذهابك يوم الخميس إلى صندوق الاقتراع لكي تصوّت لمن تعتقد أنه الأفضل لمستقبل الكويت.

فهل وصلت الرسالة؟ آمل ذلك.

قيس الأسطى

back to top