حضور دولي في وداع الملكة إليزابيث والملايين يتابعون «جنازة القرن»

البريطانيون وقفوا دقيقة صمت تكريماً للراحلة... والملك تشارلز يستقبل قادة العالم

نشر في 19-09-2022
آخر تحديث 19-09-2022 | 00:12
استكملت بريطانيا، أمس، استعداداتها للجنازة الرسمية المهيبة للملكة إليزابيث الثانية، في حين استقبل الملك، تشارلز الثالث، العشرات من قادة العالم الذين سيحضرون، فيما يشبه التظاهرة الدولية، الجنازة الوطنية الثانية في تاريخ بريطانيا بعد جنازة رئيس الوزراء الأسبق ونستون تشرشل في عام 1965.

وبدأت الحشود تتجمع في محيط كنيسة وستمنستر بلندن حيث ستقام الجنازة التي ستختتم حداداً رسميا لمدة 11 يوما في المملكة المتحدة، والتي من المتوقع أن تشل لندن وأن يتابعها المليارات حول العالم.

واستمر تدفق الالاف لالقاء نظرة الوداع على نعش الملكة التي اعتلت العرش طوال سبعة عقود في الثامن من سبتمبر عن 96 عاماً، على أن يتوقف ذلك فجر اليوم.

وسيحضر الجنازة، أكثر من 70 زعيما من جميع أنحاء العالم، ولتأمين هذا الحدث، وضعت بريطانيا خطة تشكل «أكبر تحد أمني لمدينة لندن منذ الحرب العالمية الثانية.

وقال مصدر بوزارة الخارجية البريطانية، إن الجنازة سيحضرها نحو 500 ضيف من 200 دولة ومنطقة تقريبا، بينهم ما يقرب من 100 رئيس ورئيس حكومة وأكثر من 20 من أفراد عائلات مالكة.

ومع توقع أن يصطف ما يصل إلى مليوني شخص في الشوارع، وتخطيط العائلة المالكة للسير خلف نعش الملكة، تحاول الشرطة تحقيق توازن بين السلامة والأمن والمراسم لإنجاح الحدث.

وستبدأ المراسم بموكب الجنازة، الذي سيشهد نقل نعش الملكة من قاعة وستمنستر، حيث يسجى جثمانها، إلى دير وستمنستر القريب.

وسيُحمل نعش الملكة على عربة المدافع التي استخدمت في تشييع جنازات الملوك السابقين، إدوارد السابع، وجورج الخامس، وجورج السادس، ورئيس وزراء بريطانيا الراحل، السير ونستون تشرشل. وسيدفعها 142 بحارا من البحرية الملكية.

وقرب نهاية الجنازة، سيتم تشغيل آخر كلمة ألقتها الملكة، يتبعها صمت لمدة دقيقتين. وسيشهد اختتام الجنازة الرسمية، المتوقع في الساعة 12:00 ظهرا بتوقيت لندن، عزف مقطوعة جنائزية ألفها عازف الناي الخاص بالملكة.

وبعد مراسم الجنازة في وستمنستر، سيتم نقل نعش الملكة في موكب آخر إلى ويلنغتون آرش، وعلى رأس الموكب شرطة الخيالة الكندية الملكية وبعض موظفي النظام الصحي الحكومي في بريطانيا.

سيتم بعد ذلك نقل الجثمان إلى وندسور في السيارة، قبل مراسم الدفن في الساعة 16:00 في كنيسة سانت جورج، بحضور راعي كنيسة وندسور والمصلين بما في ذلك العائلة المالكة وبعض الموظفين الشخصيين للملكة.

ومع إنزال نعش الملكة في القبو الملكي، سيقرأ رئيس أساقفة كانتربري صلاة وستعزف مقطوعات جنائزية.

وسيحضر مسؤول المجوهرات الملكية لاستلام التاج من نعش الملكة وإعادته إلى برج لندن. وستقام خدمة دفن خاصة نهائية لأفراد الأسرة المقربين الساعة 19:30.

وسيتم دفن الملكة في كنيسة الملك جورج السادس التذكارية في وندسور، حيث سترقد جوار زوجها الأمير فيليب، دوق إدنبرة، الذي توفي العام الماضي.

وستشهد السماء فوق لندن دقيقتين من الصمت، حيث يوقف مطار هيثرو جميع الرحلات المغادرة والقادمة لمدة 30 دقيقة من الساعة 11:40.

استقبالات تشارلز

وأمس، استقبل تشارلز البالغ 73 عاما وهو الوريث الأكبر سنا الذي يعتلي العرش، العشرات من المسؤولين الوافدين للمشاركة في الجنازة وبينهم الرئيس الأميركي جو بايدن في قصر باكينغهام، وذلك بعد القاء الرئيس الأميركي النظرة الأخيرة على النعش، قائلا إن الملكة الراحلة «جسدت حقبة».

وألقى عدد من القادة بينهم رؤساء وزراء نيوزيلندا، جاسيندا أرديرن، وأستراليا، أنتوني ألبانيزي، وكندا، جاستن ترودو، النظرة الأخيرة على النعش في قاعة وستمنستر. وأشاد ألبانيزي في تغريدة بأداء الملكة الراحلة «تجاه الواجب والإيمان والعائلة والكومنولث».

من جهته، اعتبر ترودو بعد توقيع سجل العزاء أن الملكة إليزابيث الثانية «عملت طوال حياتها وتحملت وزر واجباتها بلباقة لا تضاهى».

وأمس الأول، شارك الأحفاد الثمانية للملكة وعلى رأسهم ولي العهد الأمير وليام وشقيقه هاري في وقفة وداعية حول النعش استمرت 12 دقيقة.

وكان الملك تشارلز ونجله الأكبر وليام، الوريث الجديد للعرش، قد تفقدا المشيعين المنتظمين في طوابير على ضفاف نهر التايمز، في جولة لمصافحتهم وتوجيه الشكر لهم.

دقيقة صمت

وأقيمت أمس دقيقة صمت في بريطانيا أمس عند الساعة 20.00 (19.00 ت غ) تكريما لـ «حياة وإرث» الملكة.

وأشادت كاميلا، زوجة الملك تشارلز الثالث، بالملكة الراحلة : «كانت لديها عينان زرقاوان رائعتان، وعندما تبتسم تُضيئان وجهها بالكامل»، مضيفة: «كانت جزءا من حياتنا منذ أمد طويل، أبلغ حاليا 75 عاما ولا يسعني ان أتذكر أحدا ذا حضور غير الملكة».

وتابعت: «لا بُد أنه كان من الصعب جدا بالنسبة إليها أن تكون امرأة منفردة، لم تكن هناك نساء رئيسات وزراء أو رئيسات، كانت هي الوحيدة، لذلك أعتقد أنها لعبت دورها الخاص».

حقائق وأرقام عن الجنازة

ذكرت وكالة أسوشيتد برس بعض الأرقام والحقائق والإحصاءات المتعلقة بالجنازة الرسمية للملكة إليزابيث الثانية.

2000 عدد الوجهاء والضيوف الذين سيتواجدون في قاعة وستمنستر لحضور الجنازة الرسمية، بدءا من الملك تشارلز الثالث وأفراد العائلة المالكة الآخرين إلى قادة العالم وبينهم الرئيس الأميركي جو بايدن إلى البريطانيين الذين ساعدوا في محاربة جائحة كورونا.

800 عدد الضيوف الذين سيشاركون في المراسم في كنيسة سانت جورج في قلعة وندسور.

5949 عدد العسكريين الذين سينتشرون لتأمين المراسم المصممة بدقة.

1650 جندياً سيشاركون في موكب مهيب لنقل نعش الملكة من وستمنستر إلى ويلينغتون آرك بعد جنازتها.

10000 ضابط شرطة سيؤدون مهمة حفظ الأمن «المعقدة للغاية» وهي الأكبر في تاريخ شرطة لندن.

مليون شخص تتوقع سلطات النقل في لندن أن يزوروا العاصمة اليوم.

8 كيلومترات هو طول الصف الذي يمتد أمام نعش الملكة في قاعة وستمنستر، وامتدت قائمة الانتظار الضخمة من مجلسي البرلمان على طول الضفة الجنوبية لنهر التايمز إلى ساوثوارك بارك.

125 دار سينما ستفتح أبوابها لبث الجنازة على الهواء مباشرة.

back to top