حسن صادق: ​تعرفت على دور «لابا» الجاد في التمكين المعرفي

أكد أن أبرز تحديات السينوغرافي تحويل الفكرة إلى واقع

نشر في 19-09-2022
آخر تحديث 19-09-2022 | 00:05
فنان عاشق لمهنة السينوغرافيا ومعتز بها إلى أبعد مدى، تترجم أفكاره النص الكتابي إلى واقع بصري يشد الجمهور نحو المسرح، يرى أن الثقافة مهمة جداً بالنسبة للسينوغراف لأن الدراسة والتأهيل والخبرة مبنية عليها، يؤمن بأن للمشاهد حقاً عند ذهابه للمسرح أن يجد عرضاً بصرياً جميلاً، ويؤكد أنه ليس من الضرورة أن يحقق الشخص مردوداً مادياً عن كل عمل يقدمه، إنه السينوغرافي د. حسن صادق، خريج معهد فلورنسا للفنون في إيطاليا، حاورته «الجريدة» في اللقاء التالي:

• بداية نريد نوضح للقارئ ما طبيعة عمل السينوغرافي؟

- السينوغرافيا هي لغة بصرية تحاول ترجمة النص بطريقة مرادفة للنص الكتابي الحقيقي بهدف خلق عناصر سينوغرافيا مكملة للمعنى الجوهري لفكرة النص، بالتالي هي عبارة عن عناصر بصرية تفتح مجالاً آخر لكيفية سرد النص بطريقة بصرية.

• ما الهدف من ورشة «السينوغرافيا: الهوية البصرية للنص المسرحي»؟

- هدف الورشة تمكين المشارك من مقاربة النص المسرحي من خلال قراءة تحليلية، وفهم أعمق لجوهر النص ثم ترجمته إلى سينوغرافيا مكتملة العناصر تحاكي المستوى الحسي والادراكي للمتلقي.

• كيف وجدت تجربتك مع «لابا» والمشاركين في الورشة؟

- شرّفتني أكاديمية لابا بدعوتي للمشاركة بفعاليات الملاذ المسرحي بدورته الرابعة في الكويت وأتيحت لي فرصة التعرف عن كثب على نشاطات لابا ودورها الجاد في التمكين المعرفي والتخصصي بالمسرح، كما شرفني التعرف والعمل مع كل الزملاء المشاركين بالورشة

لأنهم عاملون بالمسرح من مخرجين، وكتاب، وسينوغراف مما جعل من الورشة مختبر تجارب.

• هل يختلف عمل السينوغرافيا عن عمل المخرج؟ أم أنه يقل أهمية عن عمل الإخراج؟

- بالعكس عمل السينوغرافيا على نفس الدرجة من الأهمية لعمل المخرج فالنص يؤلفه الكاتب ويأتي المخرج ليضع له الرؤية الإخراجية وعمل السينوغرافي أن يترجم هذه الرؤية عن طريق تأمين عناصر الفضاء المسرحي بما يتعلق بالأبعاد والارتفاعات والأعمار وجميع العناصر المختلفة بما في ذلك الإضاءة، بالتالي السينوغرافي يقوم برسم ملامح المسرح بما يتوافق مع النظرة الإخراجية بما يعطي متطلبات النص.

• برأيك ما مواصفات وإمكانيات السينوغرافي المحترف؟

- أهم المواصفات التمتع بالثقافة بقدر كبير جداً لأن الدراسة والتأهيل والخبرة وكل الأمور الأخرى جميعها مبنية على ثقافة السينوغرافي باعتبار أنه مسؤول عن كل شيء يراه المشاهد على المسرح من الأزياء والأكسسوارات والإضاءة وعناصر السينوغرافيا المركبة وحتى طبيعة المكياج، لذلك فهو ملمّ بكل ما يتعلق بما يشاهده الجمهور على خشبة المسرح لهذا نركز دائماً على تمتعه بالثقافة في البحث عن المادة والموضوع فهو يعمل قراءة عميقة للنص وربطها مع العديد من المسائل والنواحي الفنية حتى يستطيع بلورة صورة العمل الفني البصري.

• ما أهمية السينوغرافيا في العمل الفني؟ وهل تختلف من مرحلة لأخرى في المسرحية؟

- كل عمل فني بحاجة إلى مكان فالنص عبارة عن حكاية سردية كتابية ونحن في المسرح نحكي عن قصص الناس وما تحتويها من عناصر بالتالي السنيوغرافي يقيم هذا الفضاء الفرضي للممثلين والشخصيات التي يتم تجسيدها وتدور في فلك العمل المسرحي، لذلك نحن بصدد تتمة لقراءة نص وسينوغرافيا تساعد الممثل على الاندماج في العمل، نعم إنها بيئة مختلقة لترجمة النص وربطه مع الواقع الجغرافي المبتكر على المسرح.

• هل السينوغرافيا تظل موجودة طوال العرض أم هي عبارة عن مشاهدة واحدة ولا نراها بعد؟

- هذا الأمر يتعلق بالنص والرؤية الإخراجية وكيفية التقطيع الزمني، وممكن السينوغراف يبرز أو يقترح فضاء مسرحياً واحداً أو عدة فضاءات متغيرة، بالنهاية النص هو من يحكم عمل السينوغرافيا بالأساس لأن الكاتب عندما يبدأ بالكتابة يكون لديه تصور معين عبارة عن خطة طريق سواء للمخرج أو السينوغراف بالتالي عمل السينوغرافيا مرتبط أساسي بالسردية حول ما إذا كانت عدة مشاهد أو أمكنة مختلفة يجب أن يتم إبرازها.

• ما أبرز التحديات التي تواجه السينوغرافي؟

- أبرز التحديات التي يمكن أن تواجه السينوغرافي هي كيفية تحويل الفكرة من فكرة مجردة إلى أخرى واقعية تركب على المسرح ويستطيع الممثلون استخدامها، وفي المقابل المتلقي يشاهد عملاً بصرياً ناضجاً مكتمل الأركان، مما يؤدي إلى حالة من الاستمتاع عند الجمهور، وهذا ما كنت أركز عليه دائماً وخلال الدورة أن هناك شرطاً مهماً وأساسياً، وهو أن أي عمل يحدث على المسرح لابد أن المشاهد يصرفه ويعطيه حقه من التطهر مما يمكن خوض التجربة بانفعالاتها وأحاسيسها لتحقيق الهدف.

• لماذا يعتبر السينوغرافي تخصصاً نادراً؟ هل بسبب صعوبته؟

- نعم، يمكن أن يكون هناك مكان فيه 10 مهندسين وأطباء، لكن من الصعب أن تلتقي بسينوغرافي فهو تخصص نادر لا أعرف لماذا. أبداً السينوغرافيا ليست تخصصاً صعباً وإنما بنيتها الأساسية هي الثقافة والبحث الدائم والعمل على القدرات والتقنيات وتطوير الإمكانيات حتى يتم توصيل الأفكار، من النادر وجود مدارس لتعليم السينوغراف فنحن لجأنا للغرب باعتبار أنها مدرسة مؤسسة منذ القدم وأصبحت أكثر زخماً بعد عصر النهضة وإلى الآن هناك تجارب كثيرة ومدارس وتخصصات.

بالتالي يجب الاهتمام أكثر بقطاع المسرح بشكل عام لدينا فالمسرح تخصصات مختلفة ومتعددة ومترابطة مع بعض لذا أتمنى أن تصبح هناك أكاديميات متخصصة في مجال السينوغرافيا وأن يمنح فرصاً أكثر فمن الحق إنتاج جيل متخصص، فالإشكالية كانت في تصويب المفردات لأن السائد هو ديكور مسرح وهذا هو الاختلاف ما بين الديكور والسينوغرافيا، فالأخيرة هي عبارة عن معنى شامل لرؤية شاملة تبدء من قراءة النص إلى التنفيذ النهائي وليست عناصر مفككة أو تجميلية إنما هي عبارة عن تفكير شامل ومن خلال الدورة استطعنا أن نحقق هذه المقاربة وعرفنا الفرق بين عنصر الديكور والسينوغرافيا.

• هل الموهبة تكفي فقط في عمل السينوغرافي أم لابد أن تصقل بالدراسة الاكاديمية؟

- الدراسة شيء أساسي لأن طبيعة المسرح الحالي موروثة من الحضارة اليونانية، ومن المعلوم أن المسرح في الحضارة اليونانية كان يمثل طقساً دينياً وأخذنا منهم الشكل أي المسرح، وبالتالي هو عبارة عن تراكمات

• كلمة أخيرة، تريد أن تقولها؟

- كل الشكر للكويت كدولة مضيافة وكذلك الشكر موصول «للوياك ولابا» على إتاحة الفرصة لتقديم ورشة «السينوغرافيا: الهوية البصرية للنص المسرحي» التي تعتبر تجربة بالنسبة لي، بصراحة لم أكن أتوقع تفاعل المشاركين بهذه الطريقة.

فضة المعيلي

السينوغرافيا لغة بصرية تحاول ترجمة النص بطريقة مرادفة للنص الكتابي

السينوغرافي يتولى رسم ملامح المسرح بما يتوافق مع النظرة الإخراجية ويخدم النص
back to top