جوهر الوجود السياسي

نشر في 16-09-2022
آخر تحديث 16-09-2022 | 00:00
 مريم محسن كمال في عام 2005 نالت المرأة، بعد صراع، حقها في الانتخاب والترشح الذي كان آنذاك من أسمى صور ممارسة الديموقراطية، وها نحن هنا اليوم في عام 2022 على أعتاب انتخابات جديدة وبعد سنوات كثيرة من وجود المجلس صورياً دون إنجازات تذكر، ودون وجود حقيقي وواضح للمرأة، لذلك أتساءل: ما جوهر وجود المرأة بعد أن منحت أسوة بالرجل حقها السياسي الذي كان يظنه البعض حلماً بعيد المنال؟

فمنذ دخول هذا الحق حيز التنفيذ ونحن لم نرَ سوى عدة أسماء نسائية تعد على الأصابع، مما يضع الكويت في صورة حرجة أمام المشهد السياسي العالمي لغياب العنصر النسائي، فالمرأة دائماً هي السند الذي لا يميل ولا يصيبه كلل، وهي الأقل فساداً وتواضعاً والأكثر عملاً، فالتشريعات التي نحن في أمس الحاجة إليها كنساء لا يمكن أن يتم تبنيها أو طرحها من الرجل وحده.

وهنا نأتي إلى صلب الموضوع؛ فهذه ليست مطالب لكنها حاجة ملحة وضرورية لوجود المرأة في كل الدوائر والمناصب العليا بشكل فعلي لا صوري كما هو معمول به، فنحن بحاجة إلى مشرعات ذات كفاءة وخبرة عالية لسد النقص في التشريعات وتعديل بعض النصوص وطرح أي موضوع قد يشكل فارقاً إيجابياً في حياة كل امرأة، مثل سكنها وتملكها عقاراً خاصاً فيها والقرض السكني وغيرها، وحفظ حريتها في التنقل واختيار شريك الحياة، بل في حرية ممارسة الأنشطة البدنية التي لا تتعدى في ممارستها لها حدود الآخر، وإنشاء دور ومراكز رعاية وإيواء للمعنفات من النساء، فالتشريعات التي سُنت في مواضيع المرأة سابقاً أصبحت بحاجة لمواكبة التطور الحاصل وسد الناقص، فنحن نتمنى أن تكون صورة الكويت كاملة وجيدة من كل النواحي.

مريم محسن كمال

back to top