الحرب بين اليونان وتركيا ممكنة

تركيا هي التي تتجاوز الأجواء اليونانية وتسيطر على جزء من أراضي قبرص، فيجب أن يوضح وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن هذا الواقع، ولا يمكن تحقيق السلام والعدالة في هذه الأجواء.ثانياً، بدأ الاقتصاد التركي ينهار، فقد وصل إردوغان إلى السلطة منذ عقدين وسط استياء عام من التضخم، وتراجع قيمة الليرة التركية، واستفحال الفساد في أوساط النخبة الحاكمة، واليوم، يتجاوز مستوى التضخم عتبة 80%، وخسرت الليرة التركية أكثر من 80% من قيمتها في آخر خمس سنوات، وبما أن إردوغان فرض سيطرته على تركيا وأقدم على طرد أو اعتقال أو تهميش المعارضين المؤثرين، ولا يمكنه أن ينكر مسؤوليته عن بعض التدهور في أوضاع في تركيا، بل سيكون الاستيلاء على الجزر اليونانية وتحدّي أثينا نهجاً مثالياً لتحقيق هدفه.ثالثاً، قد يؤجج إردوغان أزمة كبرى ويعلن حالة طوارئ وطنية إذا اقتنع بأنه محكوم بالخسارة في الانتخابات المقبلة وبفارق لا يسمح بتزوير النتائج، فيحصل بذلك على عذر لتجنب الانتخابات مسبقاً، وستكون الحرب مع اليونان الحل المناسب بالنسبة لإردوغان. أخيراً، أخطأت إدارة بايدن في جزء من خطواتها، وبدأ جو بايدن عهده وهو يقاوم تأثير إردوغان أكثر من الرؤساء جورج بوش الابن أو باراك أوباما أو دونالد ترامب، لكن اتخذ فريقه خطوة عكسية في الأشهر الأخيرة، لا سيما عند الموافقة على بيع طائرات «إف 16» لتركيا، ربما ظن بايدن ومستشار الأمن القومي جايك سوليفان أن هذه الخطوة كفيلة بتهدئة إردوغان وتشجيع تركيا على مساعدة أوكرانيا، لكنها أعطت أثراً معاكساً، فقد اعتبرتها تركيا ضوءاً أخضر لتكثيف اعتداءاتها ضد جيرانها، ومؤشراً على إمكانية أن تشتري تركيا كمية إضافية من صواريخ «إس 400» من روسيا من دون مواجهة أي عواقب، وفي غضون ذلك، تخوض تركيا لعبة مزدوجة مع أوكرانيا، فتبذل قصارى جهدها لمساعدة روسيا على التهرب من العواقب الدبلوماسية والاقتصادية لأفعالها، كما تفعل الصين أو إيران أو كوريا الشمالية.قد تندلع حرب مع اليونان إذاً لأن تركيا تتوق إلى إلهاء الناس عن فشلها وإفلاسها، وفي هذه الظروف، يجب أن تجيب إدارة بايدن عن الأسئلة التالية خلال سنة: ما الذي يمكن فعله لمنع العدوان التركي؟ وما الذي تستطيع الولايات المتحدة فعله لتمكين اليونان من صدّ الطائرات والصواريخ التركية؟ وهل تستطيع واشنطن أن تتحمّل كلفة الوقوف على الهامش إذا أقدم أحد أعضاء «الناتو» على مهاجمة عضو ملتزم آخر في الحلف؟ * مايكل روبين